تقرير خالد مجاعص
انتقلت اهتمامات الاتّحاد اللبنانيّ لكرة السلّة، ومعها أمنيات محبّي اللعبة الشعبيّة الأولى في لبنان، من هاجس إقامة البطولة واجتيازها كلّ العراقيل المعنويّة والمادّيّة في وجه إقامتها في لبنان، إلى مرحلة ضمان حسن الاستضافة، وفي شكل أوضح التصميم على الفوز بلقب البطولة.
فما هو مؤكّد أنّه لم تعد هناك عودة إلى الوراء، فالبطولة التي سعى لبنان إلى استضافتها على أرضه، وبين جمهوره منذ عقود، ما كانت ممكنة لولا أسباب عدّة تبدأ بتولّي هاغوب خاتشاريان منصب أمين عام الاتّحاد الدوليّ لكرة السلّة عن منصب قارة آسيا، ولا تنتهي بتولّي بيار كخيا رئاسة الاتّحاد اللبنانيّ، مع خبرته القارّيّة وعلاقاته وقدرته في تسويق لبنان كمضيف للبطولة.
ومع بدء العدّ العكسيّ لترجمة الحلم اللبنانيّ للاستضافة، ومع عدم إدراج الحكومة اللبنانيّة طلب المساهمة الماليّة كجهّة رسميّة، وهي نحو 4 ملايين دولار أميركيّ، ومع ظهور الصعوبات الماليّة، شاء القدر أن يأتي الفرج من بوّابة بلدة ذوق مكايل، لاستضافة البطولة في لبنان، وتحديداً في ذوق مكايل.
فكما هو معروف أنّ عاصمة كرة السلّة اللبنانيّة هي بلدة ذوق مكايل، وهي ستستضيف الحدث. فهي تاريخيّاً تضمّ 3 أندية عريقة في تلك اللعبة، وهي التضامن الذوق، الكهرباء الذوق، ونادي الأحياء الرياضيّ. وشاء القدر أن يكون رئيس بلديّة تلك البلدة إيلي بعينو، بحيث أخذ على عاتقه تحويل مجمّع نهاد نوفل إلى ملعب 5 نجوم بمواصفات عالميّة تلبّي شروط الاتّحاد الدوليّ للّعبة وأكثر. ومع التعديلات والتحسينات الجديدة للمجمّع، أصبحت الصالة المقفلة لملعب كرة السلّة تستوعب 8 آلاف متفرّج جلوساً، وهي مكيّفة وبلغت قيمة المكيّفات 800 ألف دولار. ومع تأهيل الإنارة، والتي تسهّل النقل التلفزيونيّ بتقنية HD FULL، أصبحت تعادل قوّة الإضاءة في أبرز البطولات الأوروبيّة. ويتضمّن الملعب سلّات جديدة وأرضيّة مميّزة ومدرّجات شعبيّة ومنصّةVIP ودرجة أولى للشخصيّات والمسؤولين، ولوحتين إلكترونيّتين حديثتين، إضافة إلى سقف مماثل لأبرز الملاعب في العالم. كما تمّ إنشاء 45 غرفة جديدة ومتعدّدة الاستعمالات، لاستقبال الحدث الأبرز، وهو بطولة آسيا في كرة السلّة وحسب المواصفات الدوليّة للاتّحاد الدوليّ للعبة الـ”فيبا”، من ضمنها صالة حديثة للصحافة وأربع غرف مجهّزة للفرق وللتبديل، مع خزائن للّاعبين، وغرفة مجهّزة لمكافحة المنشّطات إلى جانب استحداث مواقف جديدة عدّة للسيّارات، وهي تتّسع إلى أكثر من ثلاثة آلاف سيّارة. وبالنسبة إلى تكلفة التحسينات، فقد فاقت المليوني دولار، ليصبح الملعب المحلّيّ الوحيد الذي يتمتّع بالمواصفات الدوليّة المطلوبة من الاتّحاد الدوليّ، وبات شبه جاهز لاستقبال أبرزالأحداث العالميّة والدوليّة.
وبهذا، تكون بلديّة ذوق مكايل قد أنقذت البطولة، خصوصاً مع تولّي رئيس الاتّحاد بيار كخيا تأمين ميزانيّة تجهيز المنتخب اللبنانيّ الذي عاد صباح الأحد إلى بيروت من معسكره المغلق في صربيا.
وفي معلومات خاصّة بموقعنا، شهدت الساعات الأخيرة لقاء بعيداً عن الأضواء بين رئيس الاتّحاد اللبنانيّ لكرة السلّة بيار كخيا (رئيس الدائرة الرياضيّة في القوّات اللبنانيّة)، ورئيس قطاع الرياضة في التيّار الوطنيّ الحرّ جهاد سلامة لنحو ساعتين، أسفر عن كسر الجليد بينهما، وهو اللقاء الأوّل بينهما منذ انتهاء انتخابات كرة السلّة. ومن المتوقّع أن تظهر أولى نتائج هذا الاجتماع في الساعات الأربع والعشرين المقبلة بعد غسل القلوب، والتي قد تساهم إيجاباً في حلّ تأمين ميزانيّة البطولة، خصوصاً وأنّ العدّ العكسيّ لبدء البطولة قد انطلق.
هذا على الصعيد الإداريّ والتنظيميّ للبطولة، أمّا على صعيد تحضيرات المنتخب اللبنانيّ وحظوظه في إحراز لقب القارّة الآسيويّة، فستكون هناك مواكبة يوميّة من قبل موقعIM Lebanon لهذه البطولة ابتداء من صباح الأربعاء، مع كلّ جديد عن المنتخب اللبنانيّ، وعن المنتخبات المرشّحة لإحراز البطولة، وهي أستراليا، نيوزيلندا، الصين والفيليبين، الحصان الأسود في البطولة.