كتب د. عامر مشموشي في صحيفة “اللواء”:
وليد جنبلاط الحاضر الناضر في كل شأن سياسي داخلي وخارجي، لا تخلو تغريداته شبه اليومية من رسائل داخلية يوجهها الى الجميع تحمل في طياتها خوفا وقلقا من مسار الامور السياسية على كل الصعد، يقول النائب جنبلاط في لقاء شامل مع رابطة خريجي الاعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي ان جرود عرسال كانت ضمن خطة حزب الله منذ البداية، وافضل شيء اذا ابعد تنظيما «النصرة» و«داعش» عن الحدود وأمنت الاراضي اللبنانية ومخيمات النازحين، واهم شيء في القتال هو تأمين أمن عرسال والاراضي اللبنانية وأمن مخيمات النازحين، وانا ضد عودة النازحين الى سوريا بأي ثمن، وفي السياق اؤيد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن وقف الاحقاد بين الشعبين اللبناني والسوري، ووقف حملات التحريض البغيضة.
ويلفت جنبلاط الى انه يبدو ان الوساطات لم تنفع لاجلاء المسلحين دون معارك عن الجرود الى مناطق اخرى، ويحيي جنبلاط المفاوض الذي قتل في جرود عرسال احمد الفليطي.
وحول التطورات الجديدة في النزاع السوري والموقف الاميركي منها، يشير جنبلاط الى ان اميركا منذ بداية الازمة لم تدعم المعارضة السورية الا بطريقة جزئية وقتها كان لا يزال الجيش الحر وبعض الكتائب المقاتلة، كما ان السلاح النوعي لم يسلم الى المعارضين لا سيما السلاح المضاد للطائرات، وفي وقت لاحق بعض الدول العربية ادخلت كل الادوات التخريبية من مقاتلين وسلاح الى سوريا حيث عاثوا فيها فسادا. ويلفت جنبلاط الى مشروع التدريب الاميركي للمقاتلين السوريين والذي كلف 500 مليون دولار وتم تخريج عبره 4 مقاتلين. نافياً أن يكون يملك معلومات عمّا إذا كان هناك خطة دولية لاقتسام النفوذ في سوريا من خلال إقامة مناطق خفض التوتر كما هي الحال السائدة.
وفي الشأن السياسي الداخلي، يبدأ جنبلاط حديثه عن الموازنة التي يعتبرها «الاهم»، ومن دونها لا انتظام في مؤسسات الدولة، ويبقى كل وزير يصرف على هواه، والان هي عالقة بسبب ملف قطع الحساب، وانا مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وضد طرح تعليق بند بالدستور لاقرار الموازنة، لان هذا الموضوع يفتح مجالا للاجتهاد ولامور اخرى لا تحمد عقباها.
ويشدد جنبلاط على ان الهدر في مؤسسات ومرافق الدولة هو المرض الاساسي، معتبرا ان اي اصلاح لم يحدث منذ اتفاق الطائف ما خلا الاصلاح الذي قام به رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وزارة الاعلام و»الميدل ايست» عام 1999، وكان اصلاحا ناجحا وشاهدنا الفرق عبره.
وحول الخطة الانقاذية التي تم اقرارها في قصر بعبدا، يكتفي جنبلاط بالقول «لم اكن حاضرا في اللقاء»، ويتابع بالقول «اذا كان هناك خطة فاليتم عرضها للنظر فيها». ويرى جنبلاط ان بداية العهد كانت بطيئة بسبب الالتهاء والمناكفات حول قانون الانتخاب «الغريب العجيب»، واليوم اهم بند على جدول الاعمال يجب ان يكون اصلاح الفساد، ونحن في هذا الموضوع في حلقة مفرغة بسبب كبار القوم، مشيدا في السياق بقانون توحيد الصناديق الذي اقر في قانون سلسلة الرتب والرواتب رغم اعتراض القضاة عليه، داعيا الى امرار جميع المناقصات على دائرة المناقصات وغيرها من الامور الاصلاحية. ويشير جنبلاط الى ان مصالح اصحاب الاملاك البحرية اقوى من الدولة، والتعديات تبدأ من سوليدير وتنتهي شمالا.
وفي سياق الحديث عن مجلس الشيوخ، يوضح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انه لم يطالب بمجلس للشيوخ، لان هذا الموضوع مرتبط بإلغاء الطائفية السياسية، وكاد هذا الامر ليتحول الى مادة للسجال الطائفي بين الارثوكس والدروز وهذا ما لا نريده.
وعن قانون الانتخاب القائم على النسبية الذي تم اقراره، يشدد على انه تم افراغه من مضمونه، وقد اخترعنا قانون غير النسبي عبر الصوت التفضيلي وهو قريب للارثوذكسي حين تنتخب كل طائفة مرشحها المفضل في اللائحة، معتبرا ان النسبية تتطلب احزاباً سياسية وهذا غير موجود في لبنان.
وبالنسبة الى مستقبله السياسي يجزم جنبلاط انه ذاهب الى التقاعد، ورئاسته للحزب لا تعني بقاءه في السياسة، فتيمور نجله عضو ويمارس دوره على أكمل وجه، وانه في مجلس قيادة الحزب، واصطحابه إلى موسكو لتمهيد الطريق له، مشدداً على ان العلاقة مع روسيا قديمة منذ اكثر من 50 سنة حين سافرت مع كمال جنبلاط، ويشدد على ان الروس اوفياء، وتعرف اين تسير معهم لان خطهم واضح، ويلفت الى انه اكد خلال لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف انه اساء له بالشخصي، فسأله لافروف ممازحا «هل صحيح؟».
وعن التشكيلات الدبلوماسية يشير الى ان المزاعم عن مطالب روسية بإبدال السفير الدرزي بسفير من طائفة الروم ما هي الا اختراعات داخلية من بعض الجهات الرسمية والكنسية، ويلفت الى ان التعيينات الدبلوماسية «محاصصة» بين الافرقاء، الا انه يعتبر ان كارولين زيادة وكارلا جبارة لم تأخذا حقهما في التعيينات لانهما من فريق 14 اذار، بالمقابل هناك بعض النساء المعينات كفوءات.
وعند الحديث عن النفايات والازمة في منطقة الشوف، يشير رئيس اللقاء الديمقراطي الى المتعهد من آل معوض والذي كلفته الحكومة ومجلس الانماء والاعمار بالكنس واللم، الا انه لم يقم بواجبه حتى الساعة، ويجب سؤال الحكومة والانماء والاعمار عن التقصير في الموضوع.
ويشير الى اهمية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن، وذلك بعد الحديث عن اعادة النظر سلبيا بالمساعدات الاميركية للجيش، مع الاشارة الى ان الجيش اللبناني يعتبر رابع او خامس جيش في العالم من حيث ترتيب المساعدات الاميركية، كما ان هناك ملفاً آخر وهو قضية العقوبات الاميركية ووجود الحريري في واشنطن في هذا الظرف مهم جدا لاعادة تقييم الامور.
وبالحديث عن فلسطين، يتحدث جنبلاط بحسرة عن واقع حال الشعب الفلسطيني المحتل منذ 48 سنة، عدا موضوع اللاجئين الفلسطينيين وهذه من اقدم قضايا الاحتلال والاستيطان في التاريخ، معتبرا ان هناك تخلياً عن فلسطين وقضيتها تحت شعار محاربة الارهاب، الا انه يؤكد ان الشعب العربي لن ينسى فلسطين.
وبالنسبة الى الازمة الخليجية، يؤكد جنبلاط تأييده لأمير الكويت في الوساطة لحل الازمة، مشيدا بحكمته في ادارة الامور، معتبرا ان مجلس التعاون الخليجي هو اخر ما تبقى من التضامن العربي، متخوفا في السياق من انتقال الازمة الى منظمة «اوبيك»، معتبرا ان الشيخ الصباح من اكثر العقلاء.
وأخيراً وليس آخراً يُؤكّد جنبلاط ان كل الأمور بين تيّار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي قابلة لأن «تترتب»، وينفي بشكل قاطع أن تكون التحالفات الانتخابية في الشوف وعاليه وضعت على طاولة الاتصالات.