ادلى عمر نزار زكا بإفادته امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي في قضية والده الموقوف في طهران بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.
وهذا ما جاء في كلمة عمر:
طاب مساؤكم
اسمي عمر زكا. انا الابن الاصغر من ثلاث ابناء لنزار زكا: انا وكريم ونديم، واليوم اتحدث باسم العائلة. لدينا منزل في واشنطن ولدي ايضاً جزء من عائلتي في تكساس. اكّد عليّ والدي ان اشكركم جميعا، ايها السيدات والسادة في الكونجرس، ممثلي الشعب الامريكي.
أشكركم على الدفاع عن حقوق الإنسان، فضلا عن توجيه الانتباه إلى محنة والدي، وكما ذكرنا أبي مرات عديدة من قبل، ومحنة الآخرين الأبرياء، والأمريكان، ومن العديد من البلدان الأخرى، كرهائن في إيران.
وأنا أعلم أن والدي يقدر كيف شددتم على “الالتزام الخاص” للولايات المتحدة على العمل للإفراج عنه، فضلا عن الإفراج عن أشخاص أمريكيين آخرين احتجزوا كرهائن في إيران.
عندما اختطف الإيرانيون والدي، لم أكن حتى قد تخرجت من المدرسة الثانوية. في ذلك الوقت، كنت أتبع خطى والدي. كنت طالبا ثانيا في مدرسة أبي العسكرية، وهي أكاديمية ريفرسايد العسكرية في غينسفيل، جورجيا.
مثل الطلاب الآخرين، كنت أحاول أن أتعلم المسؤولية، من خلال العمل وقيادة نظرائي خلال فترة صعبة في حياتي. كان لي الآمال والأحلام، ولا تزال. ظننت أنني سأكون في كلية في احدى الولايات في الوقت الراهن، وافعل ما يفعله اي شاب في الـ 19 من العمر.
كان الجلوس هنا في الكونغرس أبعد شيء من ذهني. ومع ذلك، فإن محنة والدى التي قاربت عامين علمتني الكثير عن أهمية الحياة، والأسرة، والأصدقاء.
اليوم هو اليوم ال 30 من آخر إضراب لأبي عن الطعام. إرادته، كما قلت، قوية مثل أي وقت مضى. والدي بريء، كما يقول، لن يضطر إلى القيام بأشياء ضد إرادته، بما في ذلك التوقيع مرغماً على اي اعترافات.
على الرغم من أنني كنت بالكاد على علم، أو معرفة بنطاق عمل والدي في ذلك الوقت، أنا أعرف ما يكفي لأكون ابن فخور جدا. كل إخوتي فخورون جدا به.
أبي هو حقا رجل عظيم، ربما رجل أفضل مما يمكنني ان اكون. لقد كرس والدي حياته للعمل الإنساني والتنمية. وبعبارة أخرى، مساعدة الآخرين.
استخدم أبي شهادته بعلوم الحاسوب والرياضيات من جامعة تكساس، ومواهبه، لمساعدة الآخرين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
والدي يؤمن بقوة المعلومات وكذلك التكنولوجيا، وكيف يمكن أن تساعد مجتمعاتٍ قد أهملها العالم وتركها وراءه. لم أكن أعرفه حتى أن لديه وجهة نظر سياسية، حيث كان مواطنا عالمياً ملتزما بالقانون في العالم، وليس جزءا من أي حزب أو جماعة أو حكومة.
ولتحقيق مهمته، أسس والدي وادار منظمة غير ربحية (IJMA3-USA) ولها مكاتب هنا في واشنطن العاصمة.
دعت نائبة الرئيس الإيراني السيدة شاهيندوخت مولافيردي والدي نزار زكا لحضور مؤتمر حول المرأة في التنمية المستدامة “ريادة الأعمال والتوظيف” في سبتمبر 2015 في طهران.
سأكرر هذا لأنه مهم جدا: كان والدى تلقى دعوة رسمية من مسؤولة إيرانية رفيعة المستوى. وفي رسالة دعوتها إلى والدي، قالت السيدة مولافيردي أنها أرادت والدي أن يتكلم في المؤتمر بسبب “معرفته الواسعة، وخبراته القيمة وإبداعه العميق”.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الكلمات التي تبدو لطيفة، بعد المؤتمر اختطف والدي وهو في طريقه إلى المطار.
ومنذ ذلك الحين، اعتقل واحتجز ضد إرادته في سجن إيفين السيئ السمعة. هذا هو السبب الذي قاله والدي طوال هذه المحنة أنه قد “دعوه وخطفوه”.
لم أكن على قيد الحياة، بطبيعة الحال، حين اخذ الإيرانيون للمرة الأولى رهائن امريكيين في عام 1979. هذه هي المرة الأولى التي سمعت أي شيء من هذا القبيل. لذلك قررت أن البحث عن ذلك، ووجدت شيئا محيراً.
يبدو وكأن هذه هي المرة الأولى ان يكون شخصاً، أقل بكثير خبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مدعواً من قبل الحكومة كضيف، ثم يتم خطفه من قبل تلك الحكومة نفسها! إن أخذ الأبرياء رهائن ليس ما تفعله الحكومات المتحضرة.
ولهذا السبب نطالب مرارا وتكرارا بالإفراج غير المشروط عن والدي. إلى خاطفيه في إيران اقول: اطلقوا سراح والدي ودعوه يذهب! كان والدي في إيران كضيف. لماذا تعاملونه بهذه الطريقة ؟!
عامان مرت منذ ان سُرق والدي بعيدا عن عائلتنا. انها حقبة عصيبة. بالإضافة إلى الأشياء السيئة التي تعرض والدي لها في سجن إيفين، توفيت جدتنا (والدته) العام الماضي، ووالدي لم يكن قادرا على أن يودعها.
تحدثنا عن هذه الأمور عندما سنحت لي الفرصة بالتحدث معه على الهاتف. ان صوته ونغمته وحدها جعلتني أشعر بالمعاناة التي تعرض لها حتى الان. لقد فعلت هاتان السنتان الكثير من الأضرار الجسدية له، اضراراً لا أتمناها أبدا ان تحدث لأي شخص في العالم.
وقد أدى كل هذا الألم والمعاناة والدي إلى إضرابه الخامس عن الطعام. لماذا ا؟ لأنه يقول لي وإخواني أننا لا نوطئ رؤوسنا لأسفل لأي احد.
قال والدي إنه يفضل الموت من اجل قضيته على العيش مع الظلم ومع ما يفعلونه له. وقال لي ان الامر يتعلق “بالحرية أو الموت”. لم يقل ما إذا كان يقتبس من الأمريكي الشهير باتريك هنري، لكنه لطالما استلهم طوال حياته كلها من التجربة الأمريكية في الحرية.
وكان والدي يدعى سجين الرأي. هذا صعب جدا بالنسبة لي أن أقوله ولكن كما قال والدي، انه يفضل الموت، من الاستسلام لخاطفيه.
حتى وهو في سجن إيفين، وبطريقته الخاصة، يفكر والدي في سجناء آخرين وما يمرون به، بما في ذلك بعض الذين لديهم أسرة هنا اليوم. إلى هذه العائلات اقول: أعرف والدي، وإذا كان بإمكانه، أنا متأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه لمساعدة أحبائكم على الخروج من السجن.
هذا هو يومه الثلاثون على الإضراب عن الطعام، أخشى على حياته وسلامته. لقد تحدثني أبي بإيجاز هذا الصباح. وقال انه يعلم ان الاميركيين يقفون من اجل الحرية والحرية وانهم لن يخذلوه.
قد لا يعلم الجميع بأن والدي فارس. اليوم قال إنه لم يعد يشعر بالجوع، بل يشعر بمغص شديد يمزقه من الداخل … يشبه تماما ما يشعر به الحصان عندما يكون مريضا بشدة …… ارجوكم، أتوجه إليكم ايها الشعب الأمريكي، ايها الناس من وطننا لبنان، ارجوكم لا تدعوا والدي يموت في إيران.
نحن نطلب من كل من لديه القدرة والسلطة، أن ان يساعدني وأشقائي بلم شملهنا مع والدنا.
شكرا جزيلا على هذه الفرصة.