تترقب الأوساط الكسروانية والطرابلسية تصاعد الدخان الأبيض من وزارة الداخلية والبلديات إيذاناً ببدء الانتخابات النيابية الفرعية، لملء المقاعد الشاغرة إن في كسروان خلفاً للرئيس العماد ميشال عون، أو في طرابلس بفعل استقالة النائب روبير فاضل عن المقعد الأرثوذكسي، ووفاة النائب الراحل بدر وَنوس عن المقعد العَلوي.
وفي السياق، لفتت أوساط متابعة للاستحقاق الانتخابي، عبر الوكالة “المركزية”، إلى أن “مصير الانتخابات الفرعية لا يزال غامضاً حتى اليوم، بفعل عوامل عديدة أبرزها أمنية، لا سيما معركة تحرير جرود عرسال، وبعدها القاع ورأس بعلبك من التنظيمات الإرهابية”.
لكنها في المقلب الآخر، لا تستبعد أي مفاجأة في هذا الإطار، إذ “قد يتقرّر المضي في العملية الانتخابية الفرعية في كسروان وطرابلس انطلاقاً من ضرورات ملء الشواغر في المقاعد النيابية قبيل إجراء الانتخابات العامة في أيار 2018”.
وتوقفت الاوساط عند التحالفات السياسية التي تولد الترشيحات المرجّحة قبل دعوة الهيئات الناخبة وتالياً الإعلان الرسمي عن موعد تلك الانتخابات الذي لا يزال مرجّحاً في أيلول المقبل. وتحدثت، عن احتمال التوصّل إلى ما يشبه التسوية وتحديداً في طرابلس، بين الأفرقاء السياسيين، ولا سيما رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً بـ”تيار المستقبل”، والرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بـ”تيار العزم”، والوزير السابق اللواء أشرف ريفي، بما يشكّل مخرجاً لتجنيب طرابلس معركة انتخابية كونها موقتة تمتد لفترة زمنية محددة، قبل إجراء الاستحقاق الأكبر في أيار 2018 والذي يعزّز خيار التحالفات السياسية وخوض مسار المعارك الانتخابية، حيث يعمد كل فريق سياسي إلى تسمية مرشّحه الذي ينتمي إلى الحزب او الخط السياسي الذي يمثل.
وكشفت أن “مشروع التسوية هذا يقضي بالإتيان بمرشّح حيادي مستقلّ، أي لا ينتمي إلى أي من الأطراف السياسية الثلاثة، تمهيداً لتمرير الانتخابات الفرعية من دون معارك انتخابية، تملأ الفراغ النيابي لولاية لا تتعدّى مدتها الثمانية أشهر”. وأشارت إلى جملة أسماء تمثل الحيادية التوافقية المطروحة لحصد التزكية المرجوّة، أبرزها عضو المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس أنطوان حبيب إبن بلدة الميناء والمرشّح عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس، وأحمد عمران عن المقعد العَلَوي.