Site icon IMLebanon

دعم أميركي إضافي للجيش: ملالات “برادلي” و”سوبر توكانو”!

تؤكد مصادر امنية عليمة للوكالة “المركزية”، انّ الإيجابية التي اتسمت بها أجواء إجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما اعقبها خلال لقائه مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ستنسحب دعما إضافيا للجيش اللبناني، في لفتة خاصة تجاه الجهود الجبارة التي يبذلها في مكافحة الإرهاب، فتتظّهر عمليا خلال زيارة قائده العماد جوزيف عون الى واشنطن في 12 آب المقبل، في زيارة رسمية تلبية لدعوة هي الأولى من نوعها من جانب رئيس الأركان في الجيش الأميركي الجنرال مارك الكسندر ميلي.

وسيزور العماد عون منطقة القيادة الوسطى الأميركية، حيث يلتقي قائدها جيسري هاريجيان للبحث في تعزيزالعلاقات بين جيشي البلدين ويجول على مشغل دبابات M2″ برادلي” وطائرات “سوبر توكانو” التي سيقدمها البنتاغون للبنان من ضمن برنامج المساعدات العسكرية للجيش والمتوقع ان يتسلمها في شهر تشرين الثاني المقبل، بعد تجهيزها بما يتناسب وحاجات المؤسسة العسكرية.

وأفادت المصادر أنّ هاريجيان الذي يزور لبنان في صورة دائمة في اطار التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات في المجال العسكري، يؤكد خلال لقاءاته مع العماد عون في اليرزة، استمرار الدعم الأميركي للجيش، ويطمئن الى أنّ طائرات “السوبر توكانو” ستسلّم للبنان في الموعد المتّفق عليه. وتنقل عنه قوله في ما خص محاربة الجيش للارهاب وتنظيماته في المناطق الحدودية “أنّ مسألة فتح لبنان حرباً لتنظيف الجرود من “داعش” وأخواتها محض لبنانية، وعندما يقرّر الجيش خوضها، فإنّ واشنطن ستمدّه بالسلاح المطلوب”، ويؤكد أنّ انتشار الجيش على طول الحدود الشرقية مسألة لبنانية بحتة، وشأن يتعلّق بتكتيك الجيش وأهدافه الاستراتيجية.

وليس بعيدا، تعتبر مصادر سياسية متابعة لتطورات الوضع الميداني على الحدود ان معركة تنظيف جرود القاع ورأس بعلبك من مسلحي “داعش” حيث ينتشرون بأعداد غير كبيرة داخل الاراضي اللبنانية، لن تكون بالصعوبة التي يتصورها البعض، وتاليا فإن مهمة القضاء عليهم وطردهم في اتجاه الداخل السوري لن تستعصي على الجيش. الا انها تشير الى احتمال ان تنسحب عمليات التفاوض الجارية مع جبهة النصرة على مناطق “داعش” من ضمن صفقة واحدة يتم في خلالها نقل مسلحي التنظيم الى دير الزور مقابل تأمين وصول مسلحي النصرة الى ادلب كما يتردد.

بيد ان الضبابية التي تغلف مسألة مناطق سيطرة “داعش”، في ضوء معلومات عن ان لبنان يرفض التفاوض في شأنها قبل تقديم ايضاحات حول مصير العسكريين التسعة المخطوفين لدى التنظيم، تحمل على الاعتقاد بأن المعركة قد تحصل، الا ان توقيتها يبقى غير محسوم لارتباطه بمجموعة عوامل قد تتحكم فيه من جهة جغرافية المنطقة الوعرة التي ترجح فرضية انهاء المعركة خلال فصل الصيف، ومن جهة اخرى بعض الفرضيات التي تذهب الى التساؤل عما اذا كان من الافضل ان تحصل المعركة ويحسم الجيش مصيرها لصالحه قبل زيارة قائده الى واشنطن، ليحمل الانتصار على الارهاب في جعبته ويتمكن من فرض الجيش لاعباً اساسيا في هذا المحور وتاليا رفده بالمزيد من المساعدات العسكرية، وهو الخيار الافضل في القراءة السياسية بحيث لا تُحَمّل المعركة ابعادا اميركية، ام تترك لما بعد العودة في انتظار جلاء الصورة وتبيان ما سيؤول اليه مصير التفاوض مع جبهة “النصرة” واستتباعاته.