كشفت أوساط رفيعة في الإدارة الأميركية لصحيفة “الراي” الكويتية أنها تدرس إمكانية نزع الجنسية الأميركية عن السفير اللبناني المعين في واشنطن غابريال عيسى، عملاً بأحكام القانون الأميركي الذي يحظر قيام مواطنين أميركيين بشغل مناصب حكومية لدى بلدان أخرى، خصوصاً في السلك الديبلوماسي أو الوكالات الأمنية.
وأكدت المصادر أن لا استثناء في قانون الجنسية الأميركي، حتى لأقرب حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، التي اضطر آخر سفيرين لها في واشنطن، مايكل أورن ورون ديرمر، إلى التخلي عن جنسيتيهما الأميركية يوم شغلا منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، علماً أن أورون وديرمر أميركيا الجنسية بالولادة، الأول ولد في ولاية نيويورك، والثاني في ولاية فلوريدا.
أما السفير اللبناني في واشنطن المعين حديثاً غابريال عيسى فهو من المهاجرين اللبنانيين إلى الولايات المتحدة، ويسكن في ولاية ميتشيغن في الوسط الشمالي، وهو من أصدقاء ومناصري رئيس لبنان ميشال عون منذ زمن بعيد، كما أنه عضو منتسب في «الحزب العوني» المعروف بـ «التيار الوطني الحر»، وسبق أن ساهم في تنظيم صفوف «التيار» في أميركا ولبنان، وفي تنظيم حملات تبرعات بين المغتربين لدعم «التيار».
ولا يتعارض النشاط السياسي لأي مواطن أميركي في دول أخرى، طالما أن الأميركي لا ينخرط في مهام رسمية حكومية. أما إن تقاضى الأميركي أموالاً من حكومات أخرى، فيفرض القانون عليه تسجيل المبالغ التي تقاضاها في بيانات يقدمها بصفته «عميل دولة أجنبية»، تماماً كما أجبر القانون مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لدى الرئيس دونالد ترامب أن يصرّح عن الأموال التي تقاضاها من روسيا بصفته «عميلاً أجنبياً»، تحت طائلة الملاحقة القانونية في حال عدم تصريحه عنها.
ويسمح القانون الأميركي للمواطنين حيازة أكثر من جنسية، إلى جانب الأميركية، شرط أن تكون الجنسيات الأخرى إما سابقة للأميركية، أي قبل حيازة المواطن جنسيته الأميركية، وإما مكتسبة بالوراثة عن طريق الأهل، وهو ما يسمح ليهود الولايات المتحدة أن يحصلوا على جنسيات إسرائيلية من دون التخلي عن الأميركية، على اعتبار أن كل اليهود أصلاً من اسرائيل.
أما أسباب خسارة الأميركي جنسيته فتتضمن قيامه بالحصول على جنسية بعد الأميركية، عن طريق التوطين في بلد أجنبي أو عن طريق الزواج من غير أميركية. كذلك، تتضمن أسباب نزع الجنسية الأميركية عن المواطنين قيام أي مواطن بالعمل لدى حكومة دولة أخرى كموظف، مثلاً سفير أو ضابط في الجيش أو الاستخبارات.
وتبرر السلطات الأميركية نزعها الجنسية عن مواطنيها ممن يعملون في السلك الديبلوماسي أو في القوى الأمنية لدى حكومات أخرى بأن كل مواطن أميركي يقسم يمين الولاء للولايات المتحدة، وأن العمل لدى حكومات أخرى يعني أن الأميركي سيقسم الولاء لدولة اجنبية، وهو ما يتنافى مع أميركيته.