Site icon IMLebanon

عرسال… إرتياح حذِر وقَلَق من المخيمات

كتب عيسى يحيى في صحيفة “الجمهورية”:

بين الحسم العسكري ولغة الرصاص تارةً، وإفساح المجال أمام المفاوضات تارةً أخرى، إنتهت معركة تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة»، فيما يقبع عناصر «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، في إنتظار اتّضاح معالم المرحلة المقبلة والمعركة المرتقبة في اتّجاه مواقع التنظيم.

ينتظر أهالي عرسال إنتهاءَ المرحلة الأخيرة من إتمام العملية العسكرية والتي تُوّجت بمفاوضات تولاها الأمن العام بشخص اللواء عباس إبراهيم عبر وسطاء، حتى ينتشر الجيش اللبناني ويتسلّم النقاط الأساسية والتلال من عناصر «حزب الله» بعدما سيطر عليها خلال الأيام الماضية، وبالتالي لكي يعودَ العراسلةُ إلى أرضهم ومواسمهم وكسّاراتهم.

مصدرُ الرزق الأساس الذي يعتمد عليه أهالي عرسال من كرز ومشمش ظهر واضحاً خلال الجولات على الجرود المحرَّرة والممتدّ على آلاف الأمتار، حيث لا يزال بعضه على الأشجار فيما البعض الأخر متناثر أرضاً بفعل العوامل الطبيعية والتأخّر في الجني، فيما الكسارات التي إنتشر حجرُها على مختلف الأراضي اللبنانية تستعدّ بعد أيام لتعاود نشاطها وعملها.

أجواءُ الإرتياح والهدوء وإن بدت واضحةً داخل عرسال، يشوبها القلق من المخيمات داخل البلدة حيث كانت خلال المرحلة الماضية بؤَرَ توتّر وقنابلَ موقوتة خرج منها إنتحاريّون ومسلّحون إستهدفوا الجيش والمواطنين الآمنين، ناهيك عن المطلوبين من عناصر «النصرة» وغيرها التي تختبئ داخلها.

والسؤال يُطرح هنا عن مصير هؤلاء، وهل شملهم إتفاقُ وقف النار، وكذلك المراحل التالية كالعملية العسكرية ضد «داعش»، وعودة النازحين إلى القلمون بعد الدفعتين الماضيتين، من دون إسقاط عملية ترميم العلاقة بين عرسال ومحيطها والتي سادتها شوائب كثيرة خلال الأعوام الماضية.

الهدوء ساد جبهة عرسال بعد ستة أيام على المعركة، ثبَّت خلالها عناصرُ «حزب الله» مراكزَ عسكرية في النقاط التي سيطروا عليها في الجرود، بعدما لجأ زعيمُ جبهة «فتح الشام» أبو مالك التلّي وما تبقى من عناصر معه، والذين لم يتجاوز عددهم 250 عنصراً إلى محلة وادي حميد – الملاهي حيث مخيمات عائلاتهم. ويراهن هؤلاء على عدم خوض معركة من الحزب أو الجيش اللبناني تجاههم حرصاً على المدنيين.

وبعد أخذ وردّ، بدأت المفاوضات مجدداً بين طرفَي النزاع ليتولّاها هذه المرة الأمنُ العام اللبناني عبر وسطاء محليين إنتهت بوقفٍ للنار بدأ سريانُ مفعوله منذ السادسة صباح أمس، على أن يتمّ تطبيق عدد من نقاط إتفاق وقف إطلاق النار خلال الأيام الثلاثة المقبلة بعد التنسيق وتتضمّن:

– وقف إطلاق النار نهائياً بين الطرفين.

– تسليم أسرى لـ«حزب الله» كانت «النصرة» قد أسرتهم في وقت سابق في سوريا إضافةً إلى تسليم جثث ثلاثة شهداء آخرين للحزب.

– تأمين ممرّ آمن للتلي وعناصره ومَن يريد من عائلاتهم أيضاً الذهاب من عرسال في إتجاه إدلب حيث يتولّى الأمن العام تنظيمها، فيما يتولّى الصليب الأحمر الدولي الشِقّ اللوجستي منها.

وفي إطارٍ متصل، تفقّد الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، عرسال، ممثِلاً الرئيس سعد الحريري، واستهلّ جولته من منزل الشهيد أحمد الفليطي معزِّياً عائلته.

ثمّ انتقل الحريري الى بلدية عرسال، حيث عقد مؤتمراً صحافياً في حضور رئيس البلدية باسل الحجيري وأعضائها ومخاتير عرسال وفاعلياتها.

وقال: «منذ العام 2005 وبعد وقوف عرسال معنا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، هناك محاولة لشيطنة هذه البلدة، ورمي السمّ عليها، وهناك محاولة للقول إنّ عرسال بؤرة من البؤر التي يجب استئصالها، ولكن أثبت أهل عرسال أولاً وفاعلياتها ثانياً أنهم ليسوا بؤرةً بل منارة للاعتدال ومنارة تضيء كل البقاع ولبنان منها».

وطالب الدولة والجيش بعد انتهاء المعارك التي تحصل في الجرود بتأمين «العودة الآمنة للناس الى أرزاقها، وأن يعود الناس للعمل في المقالع الموجودة فوق والبساتين كذلك».