Site icon IMLebanon

جعجع قام بمساع مع الحريري لمصالحته مع جنبلاط

كتب فادي عيد في صحيفة “الديار”:

تنامت في الآونة الأخيرة العلاقة القواتية ـ الإشتراكية والتي وصلت إلى مرحلة تكاملية على كافة المستويات، بعدما انطلقت من مصالحة الجبل، وصولاً إلى تبنّي «القوات اللبنانية» وضع النائب وليد جنبلاط في صورة اللقاءات والإتصالات التي كانت جارية حول قانون الإنتخاب، من خلال النائب جورج عدوان، حيث فوّض يومها جنبلاط عدوان بما يرتأيه، خصوصاً وأن الدكتور سمير جعجع كان استبق هذا الحراك بالقول أنه «لا يوافق على أي قانون انتخاب يمسّ النائب جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي». 

وأتى اللقاء الجامع في كليمنصو الذي ضم جعجع وعقيلته النائبة ستريدا وجنبلاط وعقيلته بحضور نواب «اللقاء الديمقراطي، هذا الأسبوع، ليتوّج هذه العلاقة، علماً أن الإطار العائلي غلب على المشهد في دارة زعيم المختارة، حيث غاب البروتوكول، كما قال نائب شارك في هذا العشاء.

أما ماذا جرى في دارة جنبلاط من مباحثات، فيقول النائب نفسه، أن الأحاديث الإجتماعية والعائلية كانت طاغية على مداخلات المجتمعين، ولكن لم تغب دقّة الوضع الداخلي والإقليمي والملفات السياسية المتراكمة، وخصوصاً سلسلة الرتب والرواتب والموازنة العامة ومعركة جرود عرسال. وأضاف أن عملية التنسيق بين الإشتراكي و«القوات» حول هذه العملية قد طرحت أيضاً خلال اللقاء، وكان تأكيد على ضرورة رفع منسوب التعاون المشترك بين الطرفين في المجلس النيابي، وذلك على خلفية الإنتاج التشريعي ومتابعة ومواكبة الملفات التي تعنى بشؤون الناس.

وكشف النائب نفسه، أن التحالفات الإنتخابية لم تبحث، وإنما توقّع أن يؤدي التحالف الوثيق الذي بلغ الذروة على صعيد القواعد السياسية والشعبية للطرفين، سيؤدي حتماً إلى التحالف الإنتخابي، وبالتالي يمكن القول من خلال المتابعة الحثيثة القواتية ـ الإشتراكية على مستوى مناطق الجبل، فإن التحالف الإنتخابي محسوم، وفي كل مناطق تواجد الطرفين.

وأشار النائب المذكور، إلى أن الدكتور جعجع تحدّث بشكل إيجابي عن زيارة ومواقف رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن، والتي تصب في خانة تحصين البلد، على الرغم من كل الإعتبارات السياسية وسواها. وفي هذا المجال، لم ينكر النائب نفسه، أن رئيس حزب «القوات» قام بمساعٍ مع الرئيس الحريري بغية إصلاح ذات البين بين بيت الوسط وكليمنصو، مؤكداً أن عملية جمع الحريري وجنبلاط في لقاء جديد ليس ببعيد.

وفي سياق متصل، ورداً على سؤال حول تأثير هذا التقارب بين المختارة ومعراب على العلاقة مع «التيار الوطني الحر» وحزب «الكتائب» والوطنيين الأحرار التي تتواجد في الجبل، أكد النائب عينه، أن التواصل مع «التيار الوطني» قائم في الحكومة والمجلس النيابي وفي الجبل، وإن كان بوتيرة خجولة نسبياً. كذلك، فإن العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، جيدة ومستقرّة ويجب فصلها عن مواقف بعض قيادات «التيار»، وبالتالي، فإن العلاقة مع الكتائب والأحرار مستمرة أيضاً في سياق الحرص المشترك على مصالحة الجبل، مع العلم أن التنسيق مع «القوات» يجري بوتيرة تصاعدية وتحالفية، وثمة تطابق وتوافق في وجهات النظر حول الكثير من الملفات، وهذا ما ظهرت معالمه خلال النقاش حول قانون الإنتخاب في الفترة السابقة.

وإذا كان من المبكر الحديث اليوم عن الإستحقاق الإنتخابي، فإن النائب نفسه، رأى أن أموراً كثيرة قد تتغيّر في الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية، لأن لبنان يعيش في أجواء بالغة الدقة والخطورة، وهو يتعرّض لتداعيات الصراعات الإقليمية، ولا سيما الحرب السورية.