كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:
بعد مسيرة فنية تكاد تناهز أربعة عقود من الزمن ونجاحات مقرونة بالجوائز المرموقة وبحفلات كبرى على مجموعة من أبرز مسارح العالم، تؤكّد الديفا المغربية- العالمية سميرة سعيد في مقابلة خاصة لـ «الجمهورية» أنّ مشاركتها المرتقبة ضمن «مهرجانات بعلبك الدولية» هي إضافة كبيرة في مشوارها الفنّي. وتكشف في هذا الحوار الشائق عن أبرز مفاجآت الحفل المنتظر، موضحةً مواقفها الصريحة من سلسلة موضوعات طالتها أخيراً من شائعة مشاركتها في برنامج The Voice، مروراً بحقيقة نيّتها الاعتزال ووصولاً إلى ردّها على تصريح الفنانة نجوى كرم التي اعتبرتها «مدرسة في عالم الغناء العربي».
أسبوع واحد يفصل الفنانة سميرة سعيد عن الوقوف على مسرح أحد أعرق المهرجانات اللبنانية. ليلة 4 آب تضرب الديفا المغربية موعداً مع جمهور مهرجانات بعلبك الدولية، حيث تحيي أمسيةً غنائيةً سيمتزج فيها مجد نجاحات الماضي بأجدد أغنياتها التي ما زالت تسحر من خلالها الملايين.
الديفا التي لطالما أجادت إعادة تكوين هويتها الفنّية بتجدّد مبهر وعرفت كيف تحافظ على ألق نجوميّتها على مرّ أربعة عقود ونيّف من المسيرة الفنّية المتسمرّة بزخم كبير تؤكّد في حديث خاص للجمهورية أنه «شرف لأيّ فنان أن يغني على مسرح بعلبك، لتاريخه العريق ولاستضافته عمالقة الفن العربي على مدى الازمنة، فطبعاً يشرّفني أنا بالتالي أن أغنّي في هذا المكان وأعتبره اضافة كبيرة في مشواري الفنّي».
موعد مع أنجح الأغنيات
هذا الموعد المرتقب لن يكون مجرّد موعد مع صوت سميرة سعيد الذي لمع في قوالب موسيقية منوّعة ومتجدّدة وحسب وإنما موعد مع الذكريات أيضاً واستعادة لأجمل النجاحات التي قدّمتها الديفا الحاملة أرشيفاً فنّياً كبيراً يطاول أكثر من 500 أغنية.
في هذا الخصوص تقول: «سوف أغنّي مجموعة أغانٍ تعبّر عن حقبات مختلفة من حياتي الفنّية، من خلال مزيج من القديم جداً الى أحدث الاغنيات، بدايةً من «قال جاني بعد يومين» و«روح يا زمان» الى آخر ألبوماتي «عايزة أعيش»»، مضيفةً «أملي أن تكون حفلتي في بعلبك، حفلة ناجحة، أستطيع أن أُدخل من خلالها السعادة إلى قلوب الحاضرين».
الحفل الذي لن يخلو من المفاجآت في خيارات سميرة سعيد الغنائية ومن طاقتها التي لطالما ملأت المسارح التي وقفت عليها، يشكّل عودةً لها إلى المهرجانات اللبنانية بعد غياب. وعن صحّة ما تردّد أخيراً حول تفضيلها الغناء في بعلبك على المشاركة في مهرجان «موازين» توضح: «هذا الكلام غير صحيح، ولا توجد مقارنة بين «موازين» و«بعلبك»، وهما في تواريخ مختلفة».
في مدرسة الغناء أساتذة كثر
ونسأل سميرة سعيد الواضحة في مواقفها والصادقة في فنّها عن رأيها بما كتبته الفنانة نجوى كرم عنها حيث اعتبرتها مدرسة في عالم الغناء العربي وعمّا إذا كانت هذه المدرسة تضمّ أساتذة آخرين، فتجيب: «بدايةً أشكر الفنانة الكبيرة نجوى كرم على التقدير، وهي تستحق بجدارة أن تكون من أكبر رموز الأغنية اللبنانية، أما فيما يخصّ السؤال فأعتقد أنّ هناك فنانين كباراً سوف يذكرهم التاريخ ولهم إمضاءات مهمة لكل واحد منهم… ولا سبيل لي لأذكر كل واحد على حدة لأنّهم كثر على مستوى الوطن العربي».
وبعدما كان آخر أعمالها الغنائية يحمل بعداً إنسانياً مؤثّراً، حيث كرّست أحدث أغنياتها بعنوان «وِش الخبر» للأطفال مرضى السرطان، تكشف الفنانة المحبوبة أنها تستعدّ لإطلاق ألبوم غنائي متكامل، مؤكّدةً «أنا حالياً في صدد التحضير لألبوم غنائي جديد، ولكنني لا أستطيع الآن أن أتكلّم عنه بإسهاب لأنّ ملامحه لم تكتمل بعد».
هذه حقيقة الإعتزال
وعن سبب الانتشار الواسع لشائعة مشاركتها في برنامج المواهب الغنائية الشهير The Voice كعضو لجنة تحكيم وعمّا إذا كانت تفكّر مستقبلاً في خوض هكذا تجربة، تقول: « ليس لي علم بهذا الموضوع وعموماً اذا كان هناك أيّ مشروع فهو قابل للتفكير».
سميرة سعيد التي تحتكم لقلبها وعقلها في قرارتها الفنّية والحياتية كانت قد أحزنت شريحة واسعة من الجمهور العربي بإعلانها أخيراً تفكيرها بإمكانية الاعتزال وعمّا قد يدفع فنانة مثلها في عزّ نجوميّتها وعطائها لاتخاذ هكذا قرار توضح: «الاعتزال وارد لدى أيّ فنان في أيّ وقت وليس له علاقة لا بالسن ولا بالعطاء، إنما هو قرار خاص أستطيع أن أقول الآن إنني افكر في القرار لكنّ قراري لم ينضج بعد».
وعند سؤالها لمَن تغنّي اليوم وهي التي غنّت للمرة الأولى بشكل احترافي فيما لم تكن تتجاوز الثامنة من عمرها، تقول: «الغناء هو جزء مني ابتدأته من طفولتي الى الآن فهو عشقي الأبدي واهتمامي الوحيد بعد عائلتي. فأنا أغني لنفسي وبالتأكيد لجمهوري لأنه هو الذي يحفّزني دائماً للعطاء والغناء بالتالي يعبّر عني كامرأة بكل تناقضاتها العاطفية».