نظمت العلاقات العامة في “حزب الله”، جولة ميدانية على المواقع المحررة في جرود السلسلة الشرقية، لأكثر من مئتي إعلامي، من بينهم ممثلو وسائل إعلام أجنبية وعربية، ترافقهم سبع سيارات للنقل التلفزيوني المباشر، قامت ببث وقائع الجولة من مقر “أبو مالك التلي”.
إنطلقت الجولة من بلدة يونين في قضاء بعلبك، وسلك المشاركون طريقا ترابية، بين الاودية الوعرة والهضاب بطول 180 كيلومترا ذهابا وايابا، وصولا الى عمق وادي الخيل، حيث المقر الرئيسي ل”أبو مالك التلي”، أي المغارة التي استخدمها كثكنة عسكرية، ومركز للقادة الثمانية الأبرز في “جبهة النصرة”، وتقوم على مساحة 400 متر، وقد تمت توسعتها لتصل إلى 700 متر، بإضافة غرف جديدة إليها.
وذكر المشرفون على الجولة أنه “حول هذه المغارة، دارت أشرس المعارك بين عناصر حزب الله وإرهابيي النصرة، حيث لاحقناهم من وادي الخيل إلى الرهوة إلى القنزح إلى تلة الكرة على ارتفاع 2320 مترا، وقضينا على آثارهم. أما المساحة التي تم تحريرها من مجموع مساحة الجرود، فهي بحدود 95 كيلومترا، ولم يتبق أمامنا سوى 5% فقط”.
وشرح أحد القادة العسكريين ظروف المعركة، فأشار إلى أن “عناصر حزب الله الذين خاضوا معركة تحرير الجرود، هم نواة التشكيلات الاساسية في حزب الله، التي قاتلت في القلمون وقارا والقصير”.
وقال: “قاتلنا على مساحة 100 كيلومتر، بين جرود فليطا في سوريا وعرسال في لبنان، واستفادت جبهة النصرة من المقالع الصخرية في المنطقة، التي استخدمها فدائيو الثورة الفلسطينية في السابق، فتحصنت فيها، وجرى القتال من صخرة الى صخرة، ومن حفرة الى حفرة، ومن كسارة الى كسارة. وتمكنا من الانتصار بسبب إيماننا بحقنا، مقابل اندفاعهم إلى القتال بعقلية الكسب المادي، الغنيمة”.
وعن تقنيات المعركة، كشف أن “مقاتلي جبهة النصرة، كانوا قد أنشأوا غرفا بعكس اتجاه المنحدرات، لا يمكن الدخول اليها الا بواسطة سلالم حديدية نقالة، من اسفل الى اعلى، وقد استخدمت هذه الغرف في عمليات القنص واطلاق النار”.
وإذ قدر عدد قتلى النصرة ب90 قتيلا، قال: “لقد احصينا 47 جثة، أما من قتل بقذيفة في العمق، فلا نعرف عنه شيئا”، مشيرا إلى أن “عمار وردة هو أحد القادة العسكريين في جبهة النصرة، وقد أصيب في المعركة”.
أضاف “خسائر النصرة المادية كبيرة جدا. بالنسبة للآليات، فما زال أكثرها في أرض المعركة، علما أننا سحبنا عددا منها. وقد دخلنا 50 مقرا، وعثرنا على سيارة مفخخة من نوع بي أم دبليو X5، وعثرنا أيضا على جثة ابو عبدالله التونسي، ولا نعرف ما اذا كانت جنسيته تونسية، او أنه استخدم هذه النسبة كلقب”.
اما عن أجواء المعركة مع “داعش”، فشرح: “يتمركز داعش في مرتفع الحشيشات، التي تمتد من الزمراني وصولا الى منطقة جب جراد، في ضهور البريج، حتى ضهور راس بعلبك والفاكهة والقاع، وفي حال عدم نجاح المفاوضات، فنحن حاضرون لاستكمال المعركة”.
وأشاد ب”دور الجيش اللبناني ومساندته في المعركة، من خلال منع أي عملية تسلل باتجاه بلدة عرسال والمناطق”، وقال: “قدم لنا الجيش المساعدة في اكثر من مكان ومنع تسلل الإرهابيين باتجاه المناطق الآمنة”.
وجال الإعلاميون في مغارة “ابو مالك التلي”، المحفورة في قلب الصخر، والمدعمة بالاسمنت والحديد، والمجهزة بالانارة والتدفئة، والمقسمة إلى غرفة اجتماعات وسجن عام وآخر انفرادي ودورات مياه ومشغل لتصنيع السلاح وآخر لتصليح الدراجات النارية وغرفة فيها كمامات واقية من المواد الكيميائية وغرف للتعذيب وأخرى للاستراحة، واللافت أنه تم الفصل بين الغرف بالشوادر والحرامات، وهي أشبه بثكنة عسكرية، لا تزال المؤن والاسلحة بداخلها.
وقد رفع عناصر “حزب الله” الأعلام اللبنانية والرايات الصفراء أعلى المغارة وفي محيطها، وكذلك على طول المساحات الجردية المحررة.