رجح مصدر رسمي لصحيفة «الحياة» أن يستمر الجيش اللبناني في الضغط العسكري على مسلحي «داعش» على أن يستمر العد العكسي للمعركة معهم، إلى ما بعد عيد الجيش الثلثاء المقبل في 1 آب لتتقرر ساعة الصفر. وهو قصف أمس، تحركات لهم وفق قول مصدر عسكري لـ «الحياة» وأصاب آليات ومواقع لهم.
وخلافاً للتقديرات بأن القصف الذي نفذه الجيش، يعتبر تمهيداً لعملية وشيكة له ضد «داعش» الذي ينتشر في التلال الحدودية مع سوريا قبالة رأس بعلبك والقاع، امتداداً من جرود عرسال، قالت مصادر عسكرية لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «لا شيء مؤكداً حتى هذه اللحظة حول تحديد ساعة الصفر»، مشيرة إلى أن الجيش «يواصل ضرب تحركات المسلحين، ويتخذ إجراءات استباقية لمنع أي محاولات تسلل إلى العمق اللبناني ولمنع العناصر الإرهابية من الاعتداء على المواطنين والمدنيين أو للتسرب إلى الداخل».
وجاءت تحركات «داعش» بعد تفكيك «جبهة النصرة» في جرود عرسال. لكن الجيش، رفع مستوى تطويق حركة التنظيمات المتطرفة في المنطقة الحدودية، ضمن استراتيجية جهوزية كاملة وضرب تحركاتهم بشكل مستمر، كما عزز إجراءاته الاحترازية في المنطقة؛ إذ أكدت المصادر العسكرية أن الجيش دفع بقوات إضافية إلى المنطقة الحدودية، وعزز إجراءاته الأمنية «بهدف حماية المدنيين والمواطنين اللبنانيين في القرى الحدودية، ومخيمات اللاجئين السوريين الموجودة في المنطقة».
وأوضحت المصادر، أن «فوج التدخل الأول» الذي يعد واحداً من أفواج النخبة في الجيش، انضم إلى الألوية والأفواج المقاتلة وأفواج النخبة المنتشرة في الحدود الشرقية أمس، وذلك «بهدف تمتين الوضع الأمني، ضمن استراتيجية ينفذها الجيش لإراحة الأهالي وحماية المدنيين اللبنانيين والنازحين السوريين من أي خرق محتمل من قبل الجماعات الإرهابية»، فضلاً عن أنها تأتي «ضمن خطة رفع الجهوزية العسكرية». وأكدت المصادر في الوقت نفسه «أن الجيش جاهز لكل الاحتمالات».
هذا، وبرزت معلومات مؤكدة عن أن الجيش سينتشر في الأراضي اللبنانية التي كانت «النصرة» تسيطر عليها، وذلك في مرحلة لاحقة لم تحدد بعد.
وأوضحت مصادر عسكرية رفيعة لصحيفة «المستقبل» ان الجيش رصد «تحركات مشبوهة لإرهابيي «داعش» في سياق متزايد ومتزامن مع اندلاع المعارك مؤخراً في المنطقة الجردية المحاذية لعرسال»، مؤكدةً في المقابل أنّ «الجيش اللبناني يستعد حالياً لإطلاق معركة تطهير جرود القاع ورأس بعلبك من الوجود الإرهابي خلال 72 ساعة» باعتباره المسؤول الأول والأخير عن هذه المهمة الواقعة ضمن نطاق أراضٍ وجرود لبنانية 100% بخلاف واقع الحال إزاء تلك المعارك التي دارت ضد «جبهة النصرة» في منطقة جردية متداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا ولم يكن الجيش اللبناني معنياً مباشرةً بها إلا ضمن إطار «تحصين الحدود ومنع تسرب أي من المسلحين إلى القرى والبلدات اللبنانية».
وإذ أعربت عن ثقة القيادة بجهوزية الجيش واستعدادات وحداته المرابطة عند الجرود اللبنانية لتطهيرها ودحر الإرهابيين عنها، لفتت المصادر العسكرية إلى أنّ التحصينات المُحكمة والتعزيزات العسكرية المُتخذة في القاع ورأس بعلبك تأتي في سياق الاستعداد لـ«ساعة الصفر» إيذاناً بانطلاق المعركة التي سيخوضها الجيش اللبناني لتحرير أراضٍ جردية لا يوجد أي التباس في لبنانيتها، وهو ما يقع ضمن إطار واجباته ودوره في حماية الحدود والسيادة.
ورداً على سؤال، ذكّرت المصادر بأنّ معارك الجرود الأخيرة ضد «جبهة النصرة» كانت قد انطلقت أساساً من داخل الأراضي السورية وتحديداً من جرود فليطا، وبالتالي لم يكن للجيش اللبناني أي مهمة أو دور فيها باستثناء حماية الحدود اللبنانية والمدنيين اللبنانيين والنازحين السوريين، أما المعركة المُرتقبة في جرود رأس بعلبك والقاع فالجيش اللبناني هو الوحيد المعني بها وهو من يقودها إمرةً وتخطيطاً وتنفيذاً، مع إشارتها في هذا المجال إلى أنّ هذه المعركة ستقع ضمن نطاق جغرافي خالٍ من أي مدنيين أو نازحين بشكل سوف يريح الوحدات العسكرية في مواجهة المجموعات الإرهابية التي لن يكون في مقدورها التلطي خلف أي تجمعات أو مخيمات مدنية للتواري عن مرمى نيران الجيش اللبناني.