بدأت أوساط المجموعات التكفيرية الإرهابية في مخيم عين الحلوة تشهد تحرّكات مريبة في مناطق نفوذها في حيَّي الصفصاف وحطين، حيث بدأ المنتمون إلى «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) يغيّرون في أشكالهم الخارجية استعداداً للإلتحاق بها في آخر معاقلها في سوريا «إدلب»، من خلال الانتقال من المخيم وعبر مافيات تجارية تتولّى نقلهم الى هناك، بعد تلقّيهم اتصالات بالمؤازرة، إثر هزيمة «النصرة» عسكرياً في جرود عرسال على أيدي «حزب الله».
وكشفت مصادر في المخيم لصحيفة “الجمهورية”، انّ الفلسطيني الإرهابي رائد خير الدين حميد الملقب «رائد عبدو» أو «رائد جوهر»، المسؤول العسكري لـ«جبهة النصرة» في المخيم، عقد اجتماعاً في منزله في حيّ حطين حضره الفلسطيني محمود الحايك، وابراهيم عاطف خليل الملقّب «المنغولي»، والفلسطيني جبر حوران، حيث طلب منهم التعميم على العناصر الإرهابية التكفيرية المنتمية الى «جبهة فتح الشام» في حي حطين الذين يرغبون بمغادرة المخيم الى سوريا للإنضمام الى الجبهة، أنه سيؤمّن التواصل مع قيادة التنظيم في سوريا لتسهيل عملية المغادرة من المخيم والوصول الى سوريا.
وأشارت المصادر الى أنّ «حيّي حطين والصفصاف حيث تتمركز المجموعات الإرهابية التكفيرية بشكلٍ واسع ومنذ بضعة أيام، يشهدان تغيير عناصر تكفيرية ملامحهم الخارجية لناحية حلق الشعر والذقن، ما يؤكد أنهم يتحضّرون لمغادرة المخيم الى سوريا».
إلّا أنّ مصادر أمنية لبنانية نفت لـ«الجمهورية» المعلومات التي تحدثت عن نيّة انتقال 50 عنصراً ومسؤولاً من «النصرة» في مخيم عين الحلوة في عداد العناصر المسلّحة المنسحبة من جرود عرسال والمتجهة الى إدلب، مؤكدةً أنّ دور تلك العناصر سيكون ضمن صفقة لا يزال من المبكر الحديث عنها الآن، على أن تشمل حينها جميع الإرهابيين والتكفيريين للإلتحاق إما بـ«النصرة» أو بـ«داعش» لإراحة المخيم منهم، إذ إنّ مشروع هؤلاء انتهى في لبنان ولا بيئة حاضنة، وإن أصرّوا على البقاء في المخيم وعددهم يصل الى 370 عنصراً ومسؤولاً، فعليهم التزام الصمت، وأيّ تحرّك لهم سيقمع بقوة الحديد والنار بالتنسيق بين الجيش والأمن الوطني الفلسطيني».
ولفتت المصادر الى وجود «مافيات تجارية كانت تتولّى تأمين انتقال الإسلاميين المتشدّدين من المخيم الى سوريا والعراق وآخرهم نقل شخصين منذ شهر وهما نجل جوهر وآخر من آل شبايطة، انتقلا من المخيم من خلال أنفاق في بساتين محيطة به ولم يتنبّه لهما أحد إلّا بعد وصولهما»، مؤكدة وجود «تنسيق بين الجيش اللبناني المنتشر على كلّ مداخل وجهات المخيم وبين الأمن الوطني الفلسطيني والقوة الفلسطينية لمنع تكرار هذه الحالات، ربطاً بقرار الإجماع الفلسطيني وهو عدم التدخل في الشؤون اللبنانية والنأي بالمخيم عمّا يجرى إقليمياً».
وقالت المصادر إنّ «هزيمة «النصرة» في جرود عرسال أصابت التكفيريين في المخيم بنكسة، فهم كانوا يتواصلون مع أميرها هناك أبو مالك التلي، ويستقدمون الأموال منه عبر مافياتٍ تجارية، وإنه كان يكلفهم أحياناً كثيرة بأمور أمنية خارج المخيم، كما كان يتولّى الإرهابي خالد السيد مهمة تأمين أحزمة ناسفة للشبكة التي فكّكها الأمن العام في رمضان، والتي كانت ستزلزل لبنان بتفجيراتها، وصولاً الى تسليم «عصبة الأنصار» للسيد وهو منظم الشبكة للأمن العام نزولاً عند إصرار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم».
وقالت المصادر إنّ «أمراء الأحياء في المخيم يتوزعون وفق الآتي: أسامة الشهابي وبلال بدر وهيثم الشعبي «جبهة النصرة»، محمد الشعبي «داعش»، جمال رميض أمير «داعش» في المخيم وعُيّن مكان عماد ياسين، هلال هلال المسؤول العسكري لـ«داعش» في المخيم، توفيق طه «كتائب عبدالله عزام» ورائد جوهر المسؤول العسكري للكتائب ويتبعان لـ«داعش»، زياد أبو النعاج منسّق العمليات العسكرية بين مجموعات «داعش» في المخيم وأميرها في الرقة أبو بكر العراقي».
وأضافت أنّ «الجيش اللبناني أنجز ثلاثة أرباع بناء السور المحيط بالمخيم، ويواصل بناء الجزء الأخير في منطقة درب السيم المقابلة للمخيم، وهو يضع في الحسبان كل الإحتمالات وعندما يحين الأوان يبنى على الشيء مقتضاه».