Site icon IMLebanon

خاص IMLebanon: جولة أفق على جولة “حزب الله” في جرود عرسال

وأنت تتجول في المنطقة التي أخرج “حزب الله” منها “جبهة النصرة”، ترى نفسك أمام جيش حقيقي مزود بكل أنواع الأسلحة مع كل التسهيلات اللوجستية والتمركز في المواقع الاستراتيجية التي تكشف على عرسال وغيرها من القرى والبلدات في منطقة بعلبك وباتجاه سوريا أيضا.

“حزب الله” موجود في تلك الجرود منذ العام 2014، ومنها كان يطل على بلدة عرسال تحديدا يراقب كل ما يجري فيها وفي محيطها، واليوم أصبح الحزب على تماس أكبر مع تنظيم داعش ولكن أي مواجهة فاصلة بينه وبين هذا التنظيم لم تحدث بعد.

يتنقل أفراد “حزب الله” في هذه المنطقة بواسطة عربات عسكرية منها ما هو شبيه بعربات الجيش السوري ومنها ما هو ألماني وآخر ياباني وحتى أميركي، ولا سيما تلك المعروفة بـATV، وهي عربات شبيهة بما لدى الفوج المجوقل في الجيش اللبناني، وتستخدم لنقل مجموعات من 3 أفراد على الأكثر، وبعضها مزود لاستخدامه في إطلاق صواريخ مضادة للدروع، وهي صواريخ متنوعة عرضها الحزب مثل الساغر الروسي الصنع والتاو الأميركي الصنع والذي تصنعه إيران كما يبدو، إضافة إلى نوع ثالث من الصواريخ المضادة للدروع صناعة إيرانية أيضا.

الآليات العسكرية للحزب كتب عليها يا علي أو يا أبا فضل العباس، وتتنقل العناصر فيها في الجرد الواسع بكل سهولة عبر طرقات ترابية لا يمكن لأي مدني أن يسلكها وحيدا لأنه ستضيع حتما.

كانت عناصر الحزب في هذه الجولة ودودة مع الصحافيين الذين زاروا مغارة أبو مالك التلي وغيرها من المواقع حيث كانت “النصرة”، فالتطقوا معهم العديد من صور السيلفي وغير السيلفي إنما بهواتفهم، واستمعوا إلى شرح عن العملية من قائد ميداني في الحزب يدعى الحاج عباس الذي لم يقلل من القدرات العسكرية لعناصر “النصرة” ولتحصيناتهم الدفاعية، لافتا إلى أن خط التماس مع هؤلاء كان بطول 20 كلم في منطقة تصل مساحتها إلى 100 كلم مربع.

صحافيون يعملون لمؤسسات أميركية كانوا من بين الصحافيين الذين جالوا في المنطقة منهم من يعمل لـCNN وواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها، وقد رفض هؤلاء الإدلاء بأي مقابلة للصحافة المحلية وكانوا يسجلون كل ما يقع تحت أنظارهم ولكنهم التزموا بعدم تصوير وجوه المقاتلين، وقد كان المسؤولون الإعلاميون في “حزب الله” حريصين على التحدث إليهم وشرح كل واقعة ومحطة.

في الجولة حضر برفقة عدد من الصحافيين أناس عاديون لا علاقة لهم بالصحافة وليسوا من البيئة المتدينة لـ”حزب الله” ومن طوائف متعددة، ولا سيما الشيعة وكانوا فخورين جدا بما شاهدوه من قوة عسكرية تنعكس بالتأكيد على دورهم السياسي في البلد وقد قال البعض إن باستطاعة الحزب أن يأخذنا في جولة من جرود عرسال إلى دمشق إلى بغداد فطهران وربما اليمن.