كتب عيسى بو عيسى في صحيفة “الديار”:
اسبوع واكثر مر على اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق بان الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس متخذ ولم تتضح حتى الساعة اسباب التأخير عن اصدار مرسوم عن الوزارة بشأن اجرائها، ويأتي كلام عضو تكتل التغيير والاصلاح نائب كسروان الدكتور فريد الياس الخازن حول الامر نفسه ليصب في خانة طرح سؤال اساسي وملخصه: هل اصبحت الانتخابات الفرعية لملء مقعد الرئيس ميشال عون في كسروان ومقعدان في طرابلس في خبر كان، وجاء كلام الخازن شبه حازم بقوله: ان الاجواء لا توحي بان هناك انتخابات فرعية، والامور قد تأخرت وكان من المفترض ان يتخذ القرار واضاف: لا يوجد هناك عمل متواصل للتحضير لاجرائها!!
اوساط نيابية كسروانية تعطي اضافة لكلام زميلها الخازن لتقول ان الامر معقد وهناك افرقاء يعتبرون ان هذه الانتخابات مفروضة عليهم فرضاً فيما حقيقة الامر انهم لا يريدونها، ولا تضع هذه الاوساط اللوم على وزير الداخلية بمقدار الضغط الحاصل على الساحة اللبنانية جراء استحقاقات عدة وفي مقدمها حرب الجرود في عرسال والمعركة المقبلة بين الجيش اللبناني وتنظيم «داعش» الارهابي والتي ستأخذ حيزاً هاماً وفسحة امنية وسياسية لمعرفة ومتابعة ما يجري هناك، يضاف الى هذه الاستحقاقات مسألة عدم وجود «رغبة» حقيقية بكشف الاوراق لدى البعض على ابواب استحقاق العام 2018، ويمكن ان تكون معركة حزب الله مع «جبهة النصرة» شكلت مخرجاً نحو التأجيل وستعطي مواجهة الجيش للارهابيين في جرود راس بعلبك والقاع قيمة مضافة جديدة لتأجيل هذا الاستحقاق الفرعي.
وتذهب هذه الاوساط في مجال تشاؤمها حول اجراء فرعية كسروان وطرابلس بالامنيات لدى البعض ان تطول هذه الحرب سبيلاً لتطييرها الى وقت آخر او الغائها، ولكن هذه الاوساط النيابية في كسروان لا ترى في الامر معادلة صحيحة ذلك ان استحقاقات اخرى جرت على وقع احداث امنية مشابهة حتى ولو كانت بعيدة عن نطاق العمليات العسكرية، ويمكن ان يلجأ البعض وفق المعطيات التي بين يديه الى التذرع «بالظروف الامنية القاهرة»، نظراً للنظرة واختلافها من فريق لآخر حول انتصار حزب الله في معركة جرود عرسال وتداعياته حول توجه القوى الشعبية نحو الصناديق ووفق اي نفس جديد.
وفيما تؤكد هذه الاوساط صفاء نوايا وزير الداخلية حيال نيته اصدار المرسوم لاجرائها، ولكن تأخير الامر دفع بهذه الاوساط نفسها الى الاقرار بوجود عراقيل داخل الحكومة والتناقض في النظرة الرسمية حول موعد اجرائها، يضاف الى ذلك عدم وجود حماسة انتخابية لا في كسروان او طرابلس، ولا تخف هذه الاوساط ان الانتخابات الفرعية هي ايضا لها تداعياتها نظراَ لما تحمله من مؤشرات سلبية او ايجابية على المعركة الحقيقية وفق القانون النسبي وهناك حسابات دقيقة للغاية يجريها كل فريق، وهنا يظهر عنصر الخوف الكامن جراء النتائج المتوقعة وامكانية انكشاف مدى متانة القواعد الانتخابية حتى ولو وصلت النتائج الى الفوز، ذلك ان الحاصل النهائي لهذه المعركة يتلخص بتسجيل نقاط مرتفعة وليس مجرد النجاح، وهذه اللعبة يتم العمل عليها في كسروان وطرابلس معاًَ بالرغم من كون الاختلاف حول نسبة التصويت متواجد بين دائرة كسروان وطرابلس.
ولكن هذه الاوساط تنفي امكانية الانطلاق من نتائج الفرعية سبيلاً لتعميمها على الاستحقاق المقبل في العام 2018 ذلك ان التحالفات وادارة اللعبة الانتخابية وفق القانون النسبي مخالف تماما وكلياً لنتائج القانون الاكثري وما بين الانتخابات الفرعية والعامة فرصة قد تعيد رسم التحالفات وفق المصالح التي تتلاقى ولو فقط حين موعد الاستحقاق، مع العلم ان القانون الجديد يفرض جملة من الاحلاف لا يمكنها ان تركب على قوس قزح نظرا لصعوبة التعاطي مع بنوده وخصوصا الصوت التفضيلي، وهو الاساس، حيث يتراكض الجميع نحوه باعتباره صورة مشابهة للقانون الاكثري الذي يجمع العائلات وانما من اجل تحقيق الغاية.