كتبت كلاديس صعب في صحيفة “الديار”:
استطاع رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد حسين العبد الله ضبط جدول الجلسات على توقيت ساعة مجلس القضاء الاعلى الذي اعلن اعتكاف القضاة في مكاتبهم على أن يتم الاستمرار في النظر في قضايا الموقوفين، والقضايا الملحة، والتدابير الاحتياطية التي لا تحتمل التأجيل، وجلسات المزايدة العلنية، ريثما تتم معالجة الخلل القائم اثر الاجحاف الذي تضمنه قانون سلسلة الرتب والرواتب بحق السلطة القضائية حيث نظرت الرئاسة ب135 جلسة عند الساعة الثانية عشرة ليلاً الموعد الذي لفت اليه النائب العام المفوض لدى المحكة القاضي فادي عقيقي والذي بموجبه سيتوقف عن النظر في الجلسات التي تضم اشخاصاً مخلى سبيلهم ولكن عمل الرئاسة وهيئة المحكمة والقاضي عقيقي لم يتوقف فالاحكام بانتظار اصدارها وهو ما احتاج الاقتراض من اليوم التالي الذي كان ثقيلاً على المتهمين وعائلاتهم ووكلائهم لاسيما من اتهم بقضايا تتعلق بالارهاب فكيف اذا كان لناحية التجنيد وتحريض الشبان على الالتحاق بتنظيم «داعش» الارهابي وعلى تسهيل سفرهم الى سوريا كالمتهم عبد الله احمد الاحمد وكيلته المحامية هالة حمزة الذي حكم عليه بالاشغال الشاقة لمدة 10 سنوات في حين على محمود عبد الناصر سعيد علاء يوسف موسى واللذين يحاكمان بالصورة الغيابية بالاشغال الشاقة المؤبدة في حين حكم على يعقوب خضر الشيخ وعبد الرزاق محمود الرحيل وكيلتهما المحامية جوسلين الراعي في حين نال خالد نور الدين محمود وكليته المحامية عليا شلحا عقوبة سنتين حبس .
استجوب المتهمون الاربعة لكن واحداً منهم فقط تميز لناحية اجاباته التي تميزت بالثقافة الشرعية كون المتهم درس علوم الشريعة في حمص لمدة 8 سنوات وعاد الى طرابلس ليحصل على اذن من الشيخ مالك جديدة بالقاء الخطب في المساجد وهو لم يتجاوز الـ 21 من العمر انه الشيخ عبد الله احمد الاحمد الذي لا يتعدى اليوم سنه الـ 26 عاماً لكن ما ينطق به يفوق ثقافة ابرز المشايخ لاسيما لناحية سرعة بديهته في اختيار الاجوبة على اسئلة رئيس المحكمة وثقته بما يقوله.
فدية لعودته
وقد افتتحت الجلسة باستجواب يعقوب الذي اكد ان علاقته سطحية بالشيخ الاحمد ولم ينف واقعة صعوده الى جرود عرسال بهدف العمل حيث اصطحبه المدعو موسى المحمود لكنه لم يعرف الوجهة في البداية كونه لم يخرج يوماً من نطاق الشمال واذ به يرى نفسه في سوريا وعندها حاول الاتصال بعائلته ليعلمهم بمكان وجوده وهو اراد العودة الا انهم طلبوا منه دفع مبلغ وقدره خمسون الف ليرة سوري وتمكن من العودة بعد مرور اسبوعين من المفاوضات وهو لم يعلم بمكان وجود الذين رافقوه ومنهم انس خلف بكر المحمود وهو اكد بعد سؤال رئيس المحكمة عن رأي خالد بالجيش حيث اكد ان الاخير كان يكره الجيش .
وهنا نادى العميد عبد الله على الشيخ عبد الله الاحمد الذي نفى معرفته بالشيخ لانه درس الشريعة في سوريا ومغترب عنها وفي ما يلي جزء مما ورد في جلسة استجوابه بعد ان عزا ما جاء في افادته لناحية عمله في مجال التحريض الشبان اللبنانيين والسوريين للذهاب الى سوريا اتى تحت التعذيب حيث بقي قيد التحقيق لمدة 11 يوماً فقد فيها وعيه عدة مرات .
«مجموعة رد الشبهات» وتبرير الذبح
وفي البداية سأله العميد عن افادته التي اكد فيها تأييده لجميع اللتنظيمات المعارضة وبالخاص «الدولة الاسلامية في العراق والشام»؟
الشيخ الاحمد :انا لا احمل الفكر الارهابي الذي ينشر القتل فديننا ليس دين سفك الدماء وقتل الابرياء.
العميد: كنت تتواصل مع عدد من الارهابيين بينهم عبد الرحمن الليبي، ابو سراج الحمصي وشخص من آل الحموي
الشيخ الاحمد : غير صحيح لانه من المستحيل ان يتمكن شاب في عمر الـ 21 من التواصل مع قيادات في تنظيم «داعش».
العميد : ان الاسماء التي ذكرتها لا يمكن للمحقق ان يكون ضليعاً فيها لهذا الحد وسأذكر لك بعضهم عندما دخلت الى مجموعة التلغرام الخاص بداعش بعد ان حصلت على اذن من احدهم ومن بين هذه المجموعات : مجموعة رد الشبهات عن الدولة (مهمتها تبرير عمليات الذبح) – مجموعة ملة ابراهيم – مجموعة التكتيك العسكري (تعنى بانواع السلاح وتركيبه وتصنيع العبوات المتفجرة والصواعق) – مجموعة تقنيو الاسلام- مجموعة مهندسو الانصار – مجموعة التخفي – مجموعة درر وفوائد كما انه مجموعة اخبار الدولة واعماق التنظيم محدد عملها .
الشيخ الاحمد : انا دخلت الى مواقع ارهابية كثيرة وغيرها وذلك بسبب رغبتي في زيادة معرفتي ومعلوماتي
العميد : كنت تقوم في مجموعة التكتيك العسكري باجراء بحث عبر الانترنت حول الاسلحة وتقوم بانزاله على الموقع ليتمكن الجميع من الاطلاع عليه وترفقه بمعلومات حول التصنيع لتنوير الراغبين من افراد التنظيم.
الشيخ الاحمد: مستحيل تنظيم ارهابي بهذه الخطورة ان يتزود مني بهذه الامور وانا كنت حتى اقوم بالاطلاع على المواقع والمجموعات العلمانية.
العميد : كنت تعطي دروساً في طريقة التخفي والتستر لعدم اكتشاف افراد التنظيم خلال القيام باية عملية.
الاحمد: لا اذكر اني انتميت الى هذه المجموعة
بايع ابو صلاح التركماني
العميد : انت دخلت الى التلغرام عبر محمد اليمني وقام بتزكيتك شخص سوري يدعى «ابو هريرة» وبايعت ابو صلاح التركماني في مدرسة الهيشة.
الاحمد : ابو صلاح اسمه عبد الرحمن القطبجي مات قبل تأسيس ما يسمى بـ «داعش» (اوائل الثورة السورية) خلال قيامه بالاسعافات في باب عمرو لافتا الى انه تعرف عليه في مسجد في حمص وليس في مسجد الهيشة خلال شهر رمضان 2013
العميد : لقد ورد في افادتك انك تعرفت على ابو عثمان العرسالي الذي ينقل الناس الى الجرود مات خلال معركة قلعة الحصن فقد نقلت مسلحي «جند الشام» خلال انسحابهم في سيارتك من نوع تويوتا بطلب من «ابو سيف» وبطلب من عبد الرحمن القطبجي مع عدي موسى وكان بينهم قتيبة العكاري و ابو مصعب – ابو سليمان المهاجر الذي كان قائداً لجند الشام في حرزتا
الاحمد: نقل المصابين ومساعدة العائلات والمهاجر كان في سوريا ومن المستحيل ان يتواجد في لبنان
العميد: ليس من المعقول ان يقول المحقق امراً وهو على علم بانه غير صحيح كما ان «ابو يوسف» طلب منك نقل الاسلحة بينها 40 بندقية كلاشنكوف 5 قذائف آر.بي.جي» وبمساعدة عدي موسى ونقلتها الى مشتى حمود وكنت على علم بمخطط انشاء «امارة داعش « في الشمال وتم تعيينك اميراً شرعياً في وادي خالد كونك درست الشريعة
الاحمد: سيدي لا وجود لتنظيم داعش في وادي خالد
العميد : الصاطم – عدي موسى واسماء كثيرة عرضت عليك صورهم وهي في هاتفك الخلوي
الاحمد: سيدي هذه الصور ليست في جهازي الخلوي معظمها كتبت الاسماء فوقها وطلب مني نقلها
العميد: اكدت انك على معرفة بقتيبة الصاطم منذ الطفولة
الاحمد: لا سيدي منذ الطفولة ذهبت الى سوريا
العميد: اخبرك برغبته القيام بعملية انتحارية واخبرت ابو مصعب حفيد البغدادي وانت من جند قتيبة ومنذر العثمان(من دير الزور) بكر محمد المحمود (اوقف اثناء محاولته القيام بعملية «استشهادية» وفق تعبيرك
الاحمد : غير صحيح
العميد : كم عدد السنوات التي تلقيت فيها دروساً في الشريعة
الاحمد : 8 سنوات وانا لا احمل الفكر التكفيري وارجو من حضرتك سماع ما ساقوله لي اخ يدعى محمد قتل عام 2009 عن طريق الخطأ على يد عناصر الجيش اللبناني وقمنا بالتنازل عن دم اخي لذا اتمنى ان تنظر الى الامر بعين الاعتبار
«داعش» يعمل لصالح المسلمين
العميد : هذه واقعة صحيحة ولكن من الممكن ان يكون قد تولد لديك حقد على الجيش والامر عاد الى طبيعته في عائلتك ولكن ربما انعكس عليك سلباً بعد مرور عدة سنوات.
اما المتهم الثالث خالد الذي ورد في افادته انه انتمى الى داعش بتحريض من علاء موسى الا انه نفى الامر مؤكدا ان موسى يعيش خارج مخيم «عين الحلوة» منذ 6 سنوات ولم يؤيد ولا بايع داعش كما نفى ما ورد في افادته حول تواصله مع علاء الذي طلب منه مراقبة ما يجري في المخيم كذلك تحركات محمد سليمان تمهيدا لقتله وذلك لعلاقته بقتل محمود عمر عبد القادر وشخص آخر وهما من جند الشام وبعد نفيه المتكرر لكل ما ورد في افادته لناحية تواصله مع عناصر داعش وجند الشام توجه اليه العميد بالقول «لديك فرصة لتدافع عن نفسك وانت تستمر في الانكار وانا سالتزم في ما ورد في الافادة او تقوم بسرد كل ما قمت به» لكن خالد اصر على نفيه عملية التواصل بعلاء وحتى موضوع ابدائه الرغبة بالتعاون لاسيما وان التنظيم المذكور يعمل لصالح المسلمين ويطبق الشريعة وسيأتي الى لبنان لاقامة الامارة .
وقد اختتمت جلسة الاستجواب بسماع افادة عبد الرزاق الذي لم ينكر ذاهبه الى قلعة الحصن ولكن فقط لنقل اقرباء عبد الله الاحمد الذي اتصل به لتأمين انتقالهم وعاد في الليلة نفسها ونفى ما ورد في افادته لناحية قيام «ابو تمام» السوري بتأليف مجموعة في منطقة الهيشة امن لها 5 بنادق كلاشنكوف توجهوا بعدها الى الحدود السورية اللبنانية من جهة وادي خالد لكن سقوط قلعة الحصن غير المخطط فاصبحت الوجهة القصير باقتراح من حسام الاحمد لمساندة المجموعات وامن لهم ابو بكر مدفعاً لادخاله وبعد التعذر من الدخول عادوا ادراجهم .
عبد الرزاق نفى انتماءه لداعش ولم يكلف القيام بعمل امني في لبنان ولا في سوريا ولكنه فقط يعترف بدخوله قلعة الحصن لاخراج النساء والاطفال وذلك تحت انظار الجيش اللبناني وبمساعدة الصليب الاحمر وقد ترافع القاضي عقيقي طالبا التجريم والادانة في حين ترافع وكلاء الدفاع وكانت الساعة تجاوزت الحادية عشرة ليلاً.