كتب غاصب المختار في صحيفة “اللواء”:
بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون امس، تحضير خطابه الذي سيلقيه في الاول من آب خلال الاحتفال العسكري بتخريج دفعة جديدة من الضباط في الكلية الحربية غدا الثلاثاء، والذي سيتضمن بالتأكيد مقاطع عامة ذات بُعد وطني حول ما جرى في جرود عرسال، سواء لجهة تحريرها من مسلحي «جبهة لنصرة» والاتفاق الذي بدأ تنفيذه امس لسحب باقي المسلحين وتسليم الجثامين، او لجهة ما يمكن ان يكون عليه الموقف الرئاسي بالنسبة لتحرير جرود راس بعلبك والقاع من مسلحي «داعش»، وهي المعركة التي يفترض ان يتولاها الجيش اللبناني من جهة الاراضي المتاخمة للحدود اللبنانية.
ويرتقب ان تكون التطورات العامة لا سيما تحديد موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع والتفاهم على الخطوات المقبلة، والموقف مما جرى في عرسال، مدار بحث في اللقاء المرتقب بين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي انهى زيارته الرسمية الى واشنطن امس الاول، ويعود الى بيروت بين ساعة وساعة، والذي سيطلع رئيس الجمهورية ايضاً على تفاصيل محادثاته في العاصمة الاميركية ولا سيما مع الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية.
وكان الرئيس عون قد تابع خلال اليومين الماضيين تفاصيل الاتفاق حول انسحاب مسلحي «النصرة» من ما تبقى من جرود عرسال، والتقى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تولى التفاوض مع الجهات المعنية بالاتفاق وتوجه عصر امس الى المنطقة لمتابعة تفاصيل التنفيذ، واعطاه التوجيهات اللازمة ومحّضه الثقة التامة لمتابعة الملف.
واكدت مصادر رسمية مطلعة ان الرئيس عون يتعاطى مع الملف من منطلق وطني عام وليس من منطلق التفاصيل الداخلية الضيقة، وبما يؤدي الى مردود ايجابي عام على منطقة البقاع الشمالي وعلى البلد كله، وهو يتوقع انعكاسات ايجابية جداً لتحرير الجرود والحدود مع سوريا، لا سيما لجهة إخلاء المنطقة نهائياً من المسلحين واعادة الاستقرار الى القرى واهاليها، ولجهة بدء عودة النازحين السوريين المتواجدين في مخيمات عشوائية في محيط عرسال بشكل خاص.
ولكن المصادر تلفت الانتباه الى ان ترحيل هذا العدد الكبير من النازحين الى ادلب ومن ضمنهم عائلات المسلحين، والذين سجلوا اسماءهم حتى يوم امس، والبالغ نحو ستة الاف شخص، ليس بالامر السهل وقد يشهد بعض التأخير، خاصة بالنسبة للترتيبات التي يمكن أن تتخذها السلطات السورية والجهات الاخرى المعنية لتسهيل ترحيلهم الى ادلب. بينما هناك نحو ثلاثة الاف اخرين ينوون العودة الى قراهم في القلمون.
وبالنسبة لموضوع اعادة كل النازحين، تشير المصادر الى ان هذا الملف هو موضع متابعة حثيثة ودقيقة وهادئة من قبل الرئيس عون، منعاً لحدوث اي شطط او مبالغة في التقدير والمعالجة والرفض او القبول، نظراً لحساسيته وارتباطه بالكثير من القضايا المحلية والاقليمية، لكنه في الوقت ذاته مدار اتصالات يجريها الرئيس ايضاً من الجهات الدولية المعنية بملف اللاجئين.
واوضحت المصادر انه بعد تحرير مناطق الجرود والحدود نهائياً من مسلحي «النصرة وداعش» قد تُضاف مناطق آمنة جديدة داخل الاراضي السورية، وقد تطرأ عوامل جديدة تؤدي الى تسهيل معالجة أشمل لملف النازحين. لكن مبدأ معالجة ملف النازحين موجود ومحل متابعة يومية.
وتشير المصادر الى ان موضوع انسحاب مسلحي «داعش» او عدم انسحابهم لا زال مجهولاً وغامضاً، نظراً لعدم وجود اي تواصل مع قيادة المسلحين، لكن التوصل الى تفاهم يؤمن انسحابهم لا زال قائماً بعد انتهاء عملية انسحاب مسلحي «النصرة» خلال اليومين المقبلين، ولكن بالتوازي مع احتمال اجبارهم على الانسحاب بعملية عسكرية كبيرة وسريعة لتحرير كل جرود السلسلة الشرقية واعادة ضبطها وضبط الحدود هناك بشكل متين.