كادت لقطات مهمة تضيع من فيلم Dunkirk الملحمي، الذي يصوِّر إجلاء قوات الحلفاء من فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، لولا استخدام تقنية غير تقليدية في تصويرها وهي تقنية التصوير بكاميرا Imax.
فهذا الفيلم ليس فقط أول عمل يدور حول الحروب يخرجه السينمائي كريستوفر نولان وحسب، ولكنه أيضاً أحد المرات النادرة التي يقوم فيها مخرج بتصوير غالبية لقطات الفيلم، مستخدماً كاميرا Imax، بدلاً من الكاميرات الرقمية الأكثر انتشاراً.
فخلال أحد المواقف، قاد خطأ أحد أفراد الطاقم إلى اكتشاف رائع، هو أنه يمكن إنقاذ كاميرا Imax من التلف بفعل المياه بطريقة قديمة. ببساطة إخراج الصورة قبل تجفيفها.
فأثناء تمثيل الإجلاء التاريخي لقوات الحلفاء من Dunkirk في فرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية، يسلط الفيلم الضوء على الطيارين البريطانيين الذين يقاتلون الطائرات الألمانية لحماية قوات الحلفاء على الأرض.
يتسلسل القتال الجوي خلال أحداث الفيلم بصورة مثيرة، ويبدو في بعض الأحيان كما لو كان قتالاً فعلياً.
واستعان نولان في أحد المشاهد بطائرة مماثلة لطائرة “سبيتفاير” البريطانية الشهيرة، لأداء مشهد الهبوط في القنال الإنكليزي.
وكانت كاميرا Imax عالقة في قمرة القيادة، تُصور الممثل جاك لودين وهو يكافح للخروج، ويستمتع المشاهدون برؤية المياه وهي تملأ قمرة القيادة، في أحد أكثر مشاهد الفيلم درامية.
مع ذلك فإنه خلال التصوير بدأت الطائرة والكاميرا في الغرق أسرع مما توقع أي من أفراد الطاقم، وكان نولان على يقين من أن لقطاتٍ قد فُقدت.
كيف أنقذت؟
وقال نولان لـ Business Insider “استغرق إنقاذ الكاميرا بضع ساعات”.
وكانت كاميرا Imax قد وُضعت داخل حاوية بلاستيكية كبيرة، تضم فتحة، ولكن الماء ملأ الحاوية بالكامل”.
ووفقاً لما ورد في تقريرBusiness Inside فإن تكلفة نوع الكاميرا Imax المستخدمة في الفيلم حوالي مليون دولار.
وتابع نولان: “اتصلنا بالمختبر، وأخبرونا بأسلوب قديم الطراز كانوا قد اعتادوا أن يستخدموه في تصوير الأفلام. وهو أن نبقي الفيلم رطباً، ونفرغ الكاميرا ونبقيها رطبة أيضاً طوال الوقت. ثم قمنا بشحنها من فرنسا إلى لوس أنجلوس، حيث قاموا بمعالجة الأفلام قبل أن تجف، وخرجت اللقطات بصورة رائعة وهي موجودة بالفيلم.
على الرغم من ذلك فإن استخدام الكاميرات الرقمية في التصوير يعد أرخص وأكثر مرونة في نوعية اللقطات التي يمكنك القيام بها. ولكن من المحتمل جداً أن لقطات نولان من داخل قمرة القيادة كانت قد دمرت إذا لم يتم إطلاق “دونكيرك” على الفيلم.
سر تميز هذه التقنية
يقول نولان: ما أحبه في Imax هو أن صورتها غنية جداً بالتفاصيل، وهذا يعطي لقطاتٍ ضخمة رائعة مع الآلاف من الإضافات، كما تضفي الحميمية على التفاصيل الصغيرة بشكل لا يصدق. فمع المياه الزاحفة من أسفل، يمكنك الحصول على شعور كأنك تلمس اللقطة التي نقدمها.
ويضيف قائلاً: “حدود الاستخدام في هذه الكاميرات بالنسبة لي تتعلق بأننا لم نجد وسيلة لجعلها عازلة بما فيه الكفاية لتسجيل الحوار، وبالنسبة للسينمائيين الآخرين هذا لن يكون مشكلة”.
وفي حديث سابق للمخرج الإنكليزي مع شبكة ABC News، قال نولان: “فيلم Dunkirk لن يكون فيلم حرب بالمعنى العادي، بل هو قصة بقاء وتمسك بالحياة، وبالتأكيد سوف يكون في المقام الأول والأخير فيلماً تشويقياً.
وأضاف: “بالتأكيد يحتوي الفيلم على مستوى عالٍ من التشويق والإثارة، لكنه لا يصب كل اهتمامه على الدموية والقتال والحرب والتي تم القيام بها بشكل جيد جداً قبل ذلك”.
وتابع: “حاولنا في هذا الفيلم استخدام أسلوب مختلف وتحقيق الإثارة والتشويق بطرق متعددة، واحتوت مجموعة العمل على أنماط مختلفة من الشخصيات للاستفادة من الخبرات المختلفة”.