كتبت صونيا رزق في “الديار”:
مخيّم عين الحلوة او مركز الشتات الفلسطيني مهدّد دائماً بالانفجار، بسبب حالات الاستنفار التي تسوده دائماً بين مجمل التنظيمات المسلحة المنضوية تحت جناحه من كل حدب وصوب، هو جغرافياً ليس اكثر من كيلومتر واحد يحوي كل اشكال الخارجين عن القانون الذين بسحر ساحر يلجأون اليه عند أي ملاحقة قانونية، لان الدولة تقف على اعتابه ولا تدخله لأسباب مفروضة على لبنان .
وسط كل هذا تطلق عناوين متعددة على مخيم عين الحلوة، منها انه جزيرة او مجموعة مربعات مغلقة تتقاسمها الفصائل المتناحرة في منطقة جغرافية صغيرة جداً، لكن مفعولها الامني كبير لان مجموعة سيناريوهات امنية تسوده . في ظل معلومات تفيد بأن مجموعة من «النصرة» لجأت اليه منذ فترة بعيدة للتحّصن ومتابعة المشروع التدميري وكل هذا يعني انه بات الملجأ للارهابيين والهاربين من وجه العدالة. مع الامل بأن يأتي اليوم الذي يُحرّر فيه المخيم من هؤلاء ويقتصر دوره على إيواء الشعب الفلسطيني المسالم والتابع لسلطة الدولة المضيفة له فقط لا غير.
الى ذلك تنقل مصادر امنية بأن الاجراءات تطوّق المخيم من قبل الجيش اللبناني، منعاً لأي تدهور امني قد يقوم به التكفيريون، لان الجيش يقف بالمرصاد للخلايا المتطرفة النائمة وغالبيتها مرصودة من قبل الاجهزة الامنية. بالتوازي مع تكثيف التحركات الميدانية لتعقبها بعد ورود معلومات عن تحرّك هذه الخلايا، خصوصاً في مخيميّ المية ومية وعين الحلوة، بحسب ما تشير اوساط مطلّعة متابعة للملف الامني في لبنان، اذ تتخوّف من اوضاع المخيمات الفلسطينية جنوباً حيث تتشكل خلايا تحوي مجموعات لبنانية وسورية وفلسطينية، تعمل مع مجموعات سلفية ارهابية لتفجيرات في مناطق عدة في لبنان، كانت تعتبر في السابق بعيدة عن الخطر، لكن وعلى ما يبدو فإن هؤلاء فقدوا كل شيء واصبحوا في حالة ضياع، لذا فهنالك مخاوف من ضربات عشوائية قد يشنّونها بهدف زرع الرعب والخوف وقتل الضحايا.
هذا وتشير المصادر المذكورة الى بروز تحركات مريبة في حييّ الصفصاف وحطين، حيث تتواجد عناصر «فتح الشام» وهدفها تحقيق صفقة تبادل ما، مع التأكيد هذه المصادر بأن أي تحرّك سيُقمع بالتنسيق بين الجيش والأمن الفلسطيني الموجود داخل المخيم ربطاً بقرار الإجماع الفلسطيني وهو عدم التدخل في الشؤون اللبنانية والنأي بالمخيم عمّا يجرى داخلياً وإقليمياً.
في غضون ذلك حذرّت الاجهزة الامنية اللبنانية القوى الفلسطينية من وجود خلايا سلفية في عين الحلوة، اعلنت منذ زمن مبايعتها لـ «داعش» وسائر التنظيمات الارهابية، مؤكدة بأن مَن يشكل خطراً على الامن في لبنان سيكون تحت المراقبة الامنية ، مؤكدة بأن الامن ممسوك في لبنان مقارنة بما يجري من حولنا من خراب في الدول العربية المجاورة، ورأت بأن رصد المخاطر الأمنية يتطلّب التنسيق مع جميع الدول العربية والخليجية، لتبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية التي باتت موجودة في هذه الدول ومهمتها زرع الدمار وقتل الابرياء حيث تكون.
بدورها لفتت مصادر فلسطينية مسؤولة في مخيم عين الحلوة الى ان القوى الفلسطينية في المخيم حريصة على تأمين استقراره وعدم حصول أي ردات فعل من جانب التنظيمات والجماعة المسلحة، على ما يجري في الجرود، مشددة على أنه من غير المسموح لأي من هؤلاء المسلحين القيام بأي توتر أمني في المخيم، دعماً لـ «النصرة» أو غيرها من التنظيمات الإرهابية. واشارت الى وجود تنسيق بين السلطات الأمنية الفلسطينية في المخيم والسلطات اللبنانية لتوقيف كل الإرهابيين والمطلوبين للعدالة، ومنع الإخلال بالأمن في المخيم ومحيطه، في وقت يعزّز فيه الجيش اللبناني تواجده على مداخل المخيم حيث يخضع الداخلين إليه والخارجين منه الى التفتيش الدقيق جداَ. كما نشر الجيش عناصره داخل صيدا بحثاً عن مطلوبين قد يخّلون بأمن المدينة.