Site icon IMLebanon

التحالف بين التيارين الازرق والبرتقالي صعب!

كتب خالد عرار في صحيفة “الديار”:

من الواضح أن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من إتفاف وقف إطلاق النار في جرود عرسال، بعدما حرر مجاهدو حزب الله ما يفوق ال 95% من المساحة التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة، وإبقاء أبو مالك التلي ومن تبقى من إرهابييه في دائرة الإستهداف المباشر. جذبت أنظار العالم، وشكلت مادة دسمة جدا للعديد من وسائل الإعلم العالمية والمحلية ولم تترك لزيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لمدينة زحلة و قرى قضائها، إلا الجزء اليسير من دائرة إهتمام اللبنانيين ولا سيما البقاعيين، ولم يسمح الوقت للمتابعين والمهتمين لرصد وقائع الزيارة، وقد يكون السبب في ذلك لأنها تزامنت مع تطورات هامة جدا فرضتها نتائج معركة تحرير جرود عرسال.

زيارة باسيل لمدينة زحلة وقرى الجوار التي كان له فيها محطات عديدة، كان هدفها الرئيسي شد العصب الإنتخابي في منطقة لا تزال خارطة التحالفات فيها غامضة نظرا لشدة حساسيتها وتعقيداتها السياسية والطائفية، هذا الغموض لا يحتسب على كل المناطق اللبنانية باستثناء الثنائي الشيعي الذي وضع اللمسات الأخيرة على تحالفه في جميع المناطق اللبنانية وأنهى بتوافق تام حول كل المقاعد.

وفي هذا السياق نفى مصدر زحلاوي أن يكون تيار المستقبل والتيار الوطني الحر ذاهبان إلى تحالف إنتخابي حتمي وتشكيل لائحة واحدة، بالرغم من محاولات التيار الوطني الحر منذ مدة خطب ودّ تيار المستقبل، وأكمل هذه المحاولات الوزير جبران باسيل في زيارته امس من خلال اللقاء الذي عقده مع رؤساء بلديات قب الياس، برالياس، مجدل عنجر، بوارج ومكسه. لكن هذا اللقاء لا يعني أن باسيل نجح في ترميم ما تصدع من بنيان منذ العام 2005 حتى اليوم بين جمهور تيار المستقبل الذي يستبطن كرهاً مزمناً على التيار الوطني الحر واستبعد المصدر الزحلاوي أن ينجح الرئيس سعد الحريري في إقناع جمهوره في البقاع الأوسط للتصويت لمرشحي التيار في هذه المنطقة.

من هنا يرى المصدر إحتمال قيام تحالف بين التيار الأزرق والبرتقالي إحتمال ضعيف وكل ما يحكى في هذا الإتجاه يندرج في سياق التكهنات والفرضيات. هذه المحاولات التي يمارسها التيار الوطني الحر في فتح قنوات التواصل الإنتخابي مع تيار المستقبل مبالغ فيها كثيرا لأن لدى التيار خيارات متوفرة لا تحتاج إلى الكثير من العناء والدرس إذا ما أحسن استغلالها يستطيع مع حليفه الإستراتيجي في قضاء زحلة أن يؤمن نجاح مرشحيه في القضاء ومرشح آخر من طائفة أخرى بالإضافة إلى المرشح الشيعي.

وأشار المصدر الزحلاوي الذي واكب الزيارة بكل محطاتها إلى ضعف الحضور في القداس الذي أقامه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام درويش في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بحضور الوزير جبران باسيل وعدد من الوزراء والشخصيات. أما وصف الوزير جبران باسيل في كلمته التي ألقاها في المطرانية المارونية بأن الموارنة هم أقلية في المنطقة يدل على عدم درايته الكافية بوضع طائفته في قضاء زحلة، علما أن عدد الموارنة في قضاء زحلة تجاوز عدد الكاثوليك ب 1500 صوت، و بالرغم من ذلك تبقى زحلة رمزا كاثوليكيا في الشرق.

اما العشاء الذي اقامه ميشال ضاهر على شرف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في بلدة الفرزل يشكل المحطة الأخيرة من برنامج زيارة باسيل إلى زحلة كما يشكل المفصل الرئيسي للحكم على نجاح زيارته للبقاع الأوسط أو فشلها.