كتب خالد عرار في صحيفة “الديار”
الدلالات السياسية لزيارة رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران باسيل إلى مصانع ميشال ضاهر مساء أمس الأول والمشاركة في مأدبة عشاء أقامها الأخير في حديقة معمله وكانت ختام برنامج مكثّف لزيارة باسيل لمدينة زحلة. أولاً من حيث التوقيت جاءت في أعقاب ترشيح “القوات اللبنانية” في جبيل زياد حواط ونيته الأكيدة بترشيح نعمت فرام في منطقة كسروان، وهما من رجال الأعمال ولديهم خصوصية واسعة من خارج القوات.
وزيارة وزير الخارجية جبران باسيل مصانع ميشال ضاهر تشبه السلوك الذي سلكته “القوات” في جبيل وكسروان، وجاءت هذه الزيارة وفق أحد المتابعين للعلاقات المتوترة بين “القوات” والتيار “الوطني الحر” والتي باتت علنية وغير مخفية على أحد، بِغض النظر عن النتائج هنا وهناك.
بمضمون الزيارة يؤكد المصدر المذكور أعلاه طغيان اللون الأزرق على الحضور وهذا له دلالات معبرة بالرغم أن هذا اللون الأزرق حرص أن يكون موجوداً في مهرجانات زحلة الدولية التي نظمتها ميريام سكاف رئيسة الكتلة الشعبية، و هذا الحضور كان بمثابة رسالة سياسية شديدة الوضوح، كما رصد المصدر المتابع الغياب المطلق للقوات عن العشاء، وإن دلّ ذلك على شيء يدل على اعتراض واضح من القوات اللبنانية على ترشيح ضاهر الذي أوحى باسيل بكلمته التي ألقاها على العشاء بالتصويت الواسع لضاهر، علماً ان القوات اللبنانية كانت تفكر بترشيح شقيق ميشال ضاهر- عبدالله. وحسب مصادر القوات أن ميشال أرسل عدة رسائل باتجاه سمير جعجع الذي رفضها بالكامل. أيضاً الغياب الكلّي لميريام سكاف والكتلة الشعبية التي يعول المستقبل أن يكون بتحالف معها ومن ضمن لائحة واحدة.
كما سجل المصدر المتابع الحضور المتواضع لحزب الله خصوصاً ان الجميع يعرف أن ضاهر أشاع بأن الإحتفال سيكون له علاقة بترشيحه للإنتخابات النيابية، والحضور الزحلاوي الضعيف خصوصاً الشخصيات الوازنة والتمثيلية، لكن تميز العشاء بالحضور اللافت من قرى شرق قضاء زحلة ومن بلدة الفرزل والقرى المجاورة.
أما لجهة الأساقفة الذين زارهم باسيل في مطرانياتهم، لم يحضر منهم العشاء إلاّ اسقف واحد هو المطران عصام درويش.
وإيحاءات باسيل التي تسللت عن قصد إلى متن الكلمة التي ألقاها في العشاء بالتصويت الكثيف لضاهر بحجم ما تنتج معامله من شيبس، رأى فيها المصدر إعلان فتح باب الترشيح بالرغم من بعد المسافة التي تفصلنا عن الإنتخابات، وهذا سيؤدي إلى فتح موضوع التمثيل الكاثوليكي، والذي لا يحق لغير الكاثوليكي والمرجعيات الكاثوليكية اختيار ممثليهم، وهذا الأمر سيفتح جبهة زحلاوية بوجه ضاهر والتي تردد أنها ستبدا قريباً لأن زحلة لا ترضى تقاسم المقاعد مع قرى القضاء واحتكارها للإنماء.
وعلى المستوى الإنتخابي العام يتساءل البعض عن سبب الإستعجال في إعلان بعض الترشيحات لأن هذا سيعرّض هذه الخطوة لكثير من الإنتقادات وإطلاق السهام الجارحة. وهل إعلان ترشيح ضاهر جاء بتحريض من النائب السابق سليم عون ليقطع الطريق أمام التيار ترشيح أي من الثلاثة الذين خاضوا السباق داخل التيار حسب الاصول؟
من مؤشرات الزيارة يبقى السؤال إذا سلّمنا بالصورة التي ظهّرت العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، مع من ستقيم القوات حلفاً في البقاعين الغربي والاوسط، وهل تستطيع الترشح مع أشرف ريفي إذا أوحت السعودية باستمرار ريفي بنشاطه الإنتخابي في البقاع والشمال؟
ويختم المصدر المتابع، وحده حزب الله يقف على التلة يتابع المشهد الذي يحاول البعض الإستعجال برسمه وهو المدرك أنه يشكّل الرقم الصعب في البقاع الأوسط.