رفض مصدر في “القوات اللبنانيّة” تحميل “القوّات” مسؤولية الحملة الإعلاميّة التي إستهدفت “الرابطة المارونيّة” أخيرًا، لأنّ “القوات” قادرة من خلال بياناتها ومسؤوليها على تظهير مواقفها بشكل علني وواضح.
وإذ لفت بأنّ مُمثّل “القوات” في الرابطة المارونية، المُحامي جوزف نعمة، لم يُوافق على البيان لأنّه حمل دلالات سياسيّة ليست محلّ إجماع لا مسيحي ولا وطني، سأل المصدر بحسب صحيفة “الديار”: “هل بات التباين في وجهات النظر بشأن مُطلق أي مسألة ممنوعًا؟”، وأضاف: “هل بات تجميد العُضويّة لتوجيه رسالة إعتراض أمرًا محظورًا”؟.
وتابع المصدر نفسه انّ موقف “القوات” من معركة جرود عرسال واضح، وقد عبّر عنه الدكتور سمير جعجع شخصيًا، وهو يُختصر بأنّ لبنان سيستفيد إيجابًا من النتائج النهائيّة للمعركة، لكنّ هذا الأمر لا يعني إطلاقًا التخلّي عن مطلب حصريّة السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، ورفض الإقرار بأي دور لأي حزب أو ميليشيا في حماية لبنان.
ورأى المصدر أنّ المعركة جاءت بتوقيت غير لبناني، ولأهداف مُرتبطة بإزالة الجيوب المُناهضة للمحور السوري – الإيراني ضمن نطاق “سوريا المفيدة” من أي وجود مُسلّح، إضافة إلى إستعادة أسرى وجثامين عائدة لحزب الله، وبالتالي لا داعي للمُغالاة في تمجيد هذه المعركة وليس من الحكمة وضعها في غير إطارها الحقيقي، على الرغم من الإقرار مرّة جديدة بحسنات إخلاء المنطقة الجُرديّة من أي وجود مُسلّح وإرهابي على الداخل اللبناني، خاصة على القرى الحُدودية الآمنة.
في المقابل، لاحظت أوساط سياسيّة مُستقلّة أنّ إنتقادات مُناصري “القوات” و”الكتائب” وغيرهما جاءت خافتة نسبيًا، خشية الظهور في موقع المُدافع عن الإرهابيّين، وهي تمحورت حول ضرورة عدم توريط “الرابطة المارونيّة” في مواقف سياسيّة مُنحازة، وفي صراع إقليمي عسكري وسياسي ومذهبي، وترك هذا الأمر للقوى الحزبيّة والسياسيّة المُختصّة، وكذلك حول ضرورة عدم التسليم بمنطق الدُويلة على حساب الدولة ودور الجيش الذي يجب أن يكون في الطليعة.
وأضافت الأوساط السياسيّة المُستقلّة، أنّه في المُقابل، جاءت رُدود مُناصري “التيار الوطني الحُرّ” و”تيّار المردة” وغيرهما من القوى المسيحيّة لمُنتقدي بيان الرابطة أكثر علنيّة وجرأة، ومُتموضعة بشكل حاسم إلى جانب “حزب الله” في قتاله ضُدّ الإرهابيّين، ورافضة لزج مسألة حصريّة السلاح في توقيت مشبوه، وتحديدًا في خضم معركة مفتوحة على الإرهاب الذي يُهدّد كلّ اللبنانيين، وهو ما يُمكن إختصاره بالقول إنّ أغلبيّة المسيحيّين في لبنان هي ضُدّ الإرهابيّين، ومع كل من يُقاتل هؤلاء.