أخّر إصرار مسؤول «جبهة النصرة» (فتح الشام) أبو مالك التلي على مطلب الإفراج عن موقوفين وسجناء لها لدى الجانب اللبناني، تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بينها وبين «حزب الله»، بإشراف المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، يوماً آخر، فلم تنطلق قوافل الحافلات السورية التي كان يفترض أن تقل مسلحي «النصرة» إلى إدلب عبر ريف حلب الجنوبي، ومعهم جرحاهم وعائلاتهم وآلاف النازحين الذين قرروا المغادرة، ووجهة بعضهم قرى في القلمون السورية. وأخّر ذلك أيضاً إفراج «النصرة» عن 8 أسرى لـ «حزب الله» لديها، 5 منذ العام الماضي و3 أسروا خلال معارك الجرود الأخيرة.
ونقل «مركز نورس للدراسات» على صفحته في «فايسبوك» مقابلة مع التلي أكد فيها مطلبه اطلاق 10 سوريين، 5 منهم في سجن رومية و «5 لدى حزب الله». وتردد مساء أن السلطات اللبنانية وافقت على إخلاء 4 منهم. وقالت مصادر معنية لـ «الحياة» أن 4 سجناء نقلوا من رومية عصراً، ولم تعرف الوجهة التي سيقوا إليها، فيما أوضح مصدر رسمي أن ثلاثة سجناء أخرجوا من السجن واقتيدوا إلى بلدة اللبوة.
واستدعى التفاوض على مطلب التلي انتقال اللواء ابراهيم إلى عرسال صباح أمس. وشوهد الشيخ مصطفى الحجيري ينتقل إلى الجرود مجدداً ويعود. وبلغ عدد الباصات التي انتقلت من سورية إلى جرود عرسال القريبة نحو 160 باصاً يفترض أن تقل مسلحي «النصرة» وجرحاها ونازحين. وكشف ابراهيم الطريق الالتفافية التي ستسلكها الباصات لمغادرة جرود عرسال.
وأوضح رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ «الحياة» أنه رافق اللواء ابراهيم في الجولة على الطريق التي تصل الجرد بوادي حميد ولا تمر بعرسال. وتجمعت الباصات في نقطة تحت نظر الجيش اللبناني وحمايته. ولفت إلى أن اللواء ابراهيم تحدث عن عقدة معينة تتعلق بإطلاق سجناء لكنه لم يدخل في التفاصيل، كما أنه لم يحدد فترة زمنية لبدء تنفيذ المرحلة الثانية.
وشدد ابراهيم الذي زارته وفود من عرسال وبلدة اللبوة القريبة، التي عاد وانتقل إليها، في تصريح إلى الإعلاميين على أن «التوافق (بين اللبنانيين) يحفظ سيادتنا وكرامتنا، ولبنان لا يستمر إلا في ظل وحدتنا جميعاً كشعب لأننا عندما نجزئ أنفسنا لا نستأهل البلد. والبلد أكبر من أن يكون متقوقعاً ومداه أكبر من هذا بكثير».
وأكد أنه «مدعوم في شكل مطلق من كل الأطراف السياسيين في البلد» في مهمته. وقال إنه فاوض من أجل الإفراج عن لبنانيين قاتلوا لحماية لبنان ضد الإرهابيين. وأضاف: نتابع المفاوضات وهي ليست سهلة… ونحن نوافق على ما يحفظ سيادتنا»، رافضاً الرد على سؤال حول المطلوب إخلاؤهم من الموقوفين المنتمين إلى «النصرة».