IMLebanon

سرير التخييم صنع منذ 3300 سنة قبل الميلاد!

 

تشير إحدى الدراسات الجديدة إلى أن توت عنخ آمون -الذي عُرِف باسم “الملك الصبي”- حظي بسرير يناسب ملكاً، وكان أشبه بأسرة التخييم المعاصرة التي يُمكن طيُّها على شكل حرف Z، وهو ما يعتبر أمراً معقداً للغاية بالنسبة لهذا التوقيت.

واكتشف الباحث هاورد كارتر، السرير الثلاثي القابل للطي، الذي امتلكه الملك الفرعوني، الذي كان أشهر الفراعنة الذين حكموا مصر قبل 3,300 عام، وذلك عام 1922، عندما دخل لأول مرة إلى مقبرة الفرعون المكتظة بالكنوز.

وبحسب صحيفة Daily Mail  البريطانية، حلَّل باحثون من جامعة موساشينو في طوكيو السرير، وأشاروا إلى أنه من الأعمال المُعقدة للغاية، بالنظر إلى الوقت الذي صُمِّم فيه.

ويشير تحليل السرير في مدينة الجبلين بمصر، إلى أن الأسِرّة الثنائية ربما وُجدت قبل سرير التخييم الخاص بالملك توت، إلا أن سريره الثُّلاثي المكتشف يُمثل طفرة.

هذا، وصرَّحت الباحثة نواكو نيشيموتو، بالقول: “لم تُجرَ دراسة مُفصلة لهذا السرير منذ أن رسم هاورد السرير، منذ ما يقرب من مائة عام. ويمثل هذا السرير الحجم الحقيقي لسرير التخييم الذي لم يُعثر عليه من قبل. ولم يحظَ أي فرعون آخر بمثل هذا السرير إلا الملك توت”.

وأضافت: “تخبرنا آثار التجارب والأخطاء بأن الحِرَفيين الذين اشتركوا في تصميم السرير لم يكن لديهم أي سرير ثلاثي آخر للرجوع إليه، وصنعوه خصيصاً من أجل الملك توت”.

السرير صنع من أربع أرجل خشبية، تشبه أرجل “الأسد”، إلى جانب سبائك من النحاس تحمل معظم الوزن.

وبالنظر إلى شكل الرجل الخشبية الواضح، فعند طي السرير لا تظهر الأرجل الخلفية، واضطر المصممون إلى استخدام مفصلات مبتكرة فوق الأرجل، فيما ترفع الأرجل ثقل السرير عن المفصلات.

وفوق الأرجل وُضعت سجادة حِيكت من ثلاثة خيوط رفيعة من الكتان، وفي حين يمكن رؤية الفجوات حول المفصلات الثنائية، يقترح الباحثون أنها صُمِّمت لتمرير الخيوط عبرها، لكنها لم تُستخدم لذلك، لأنه إذا جرى ذلك لم يكن بالإمكان طي السرير.

وتشير الباحثة إلى أن عملية التجربة والخطأ تؤكد بوضوح أن هذا السرير الثلاثي القابل للطي هو الأول من نوعه على الإطلاق، وهذا يعني أن الفراعنة سبقوا غيرهم في اختراع الأسرَّة القابلة للطي.
يتميز سرير التخييم بخفة الوزن وسهولة الحمل، وكان يعتقد حتى فترة قريبة أنه استُخدم للمرة الأولى من قبل الجيش الروماني التابع لمملكة روما (حتى عام 500 قبل الميلاد)، وانتشر استخدامه إبان فترة الحكم السوفيتي، وأصبح من عناصر الحياة الأساسية، ولا يمكن الاستغناء عنه.