أعلنت جمعية “غرين ايريا الدولية” أنّها وثقت في شريط فيديو حادثة إقدام مواطن على حرق حيوان بري داخل قفص، من دون أن تتمكن من تحديد نوعه.
وتعقيباً على الحادثة أصدرت بياناً، أشارت فيه إلى أنّ “تعنيف الحيوانات البرية وقتلها وتعذيبها، بات يمثل ظاهرة، ما عاد يمكن التغاضي عنها، تحت أي ذريعة وأي سبب”، مؤكدةً أنّه “ليس ثمة ما يسوغ لنا بالقانون والأعراف الأخلاقية والدينية مثل هذا الأمر”، لافتة إلى أنه “ساعة نتحول مجتمعا لا مباليا إزاء ما نشهد من هذه الممارسات، نكون قد فقدنا إنسانيتنا”.
ولفتت إلى أنها “لم تتمكن من تحديد نوع الحيوان الذي تعرض للقتل حرقا، حتى الذين زودناهم بالفيديو من خبراء ومواطنين، لم يتمكنوا من الجزم حيال نوعه، فالبعض أشار إلى أنه قط بري، والبعض الآخر رأى أنه ينتمي لنوع من حيوان النمس وهو أكبر قليلا من النمس البلدي، أما المواطنون فعادوا إلى خرافات حيال كائن هجين هو “الشيبة”، الذي يعتبر وجوده غير مثبت علميا، وإن كان حاضرا في موروثنا الشعبي”.
وذكرت “بحسب ما استقينا من معلومات، فإنّ الفاعل هو “ح.ص.” من بلدة يارون الجنوبية قضاء بنت جبيل”.
وناشدت الدولة والوزارات المعنية “التدخل سريعاً لفتح تحقيق فوري وعاجل في الجرائم، التي ارتكبت وتكررت بحق الحيوانات”، لافتة إلى أن “هذه الممارسات قد تخطت المعقول. فالتلذذ والابتكار بطرق القتل تخطيا كل القيم الانسانية”، مطالبة بـ”تفعيل الضابطة البيئية في لبنان، وإدراج الجرائم البيئية على السجل العدلي، وتفعيل المحاسبة”.
وأكدت أنّ “الكائنات التي تعيش بيننا، لا تحتاج إلا للعيش بسلام، وألا تقتل وتدمَّر بيئتها الطبيعية، لكن بعض الموروثات الشعبية ساهم كثيرا في قتل أعداد كبيرة من الحيوانات البرية، التي نسجت حولها أخبار ومرويات شعبية، مما برر ملاحقتها وقتلها، بالاضافة الى عامل آخر، وهو الجهل، وعدم معرفة أن ثمة أنواعا من الحيوانات تمثل جزءا من محيطنا الحيوي، وبالتالي عدم معرفة التعامل معها والاحتماء منها أحيانا، جعلها عرضة للتهديد، وبعضها بات على قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض”.
ولفتت إلى أنّ “الثدييات في البرية تنشط بعض أنواعها ليلا كالغرير والنمس، ولا يتمكن الناس من رؤيتها، فيعمد مواطنون إلى نصب أفخاخ لأسرها وقتلها، ولا سيما تلك التي تهدد الحيوانات الداجنة، التي يعتاشون منها، أو تشكل لهم مردودا إضافيا”، مشيرة إلى أنه “في العديد من الدول لم يعد مسموحا تصوير رجل ما، قتل ضبعا على سبيل المثال على أنه بطل”.
وختمت معتبرة أنّه “هناك دور مهم جدا للإعلام، لجهة التوعية عبر برامج خاصة. كما أنّ تطبيق قانون الصيد بشكل جدي وفعال، هو الحل لمواجهة ما تتعرض له هذه الكائنات، ووقف التعديات التي تطاولها، وبذلك نضمن حماية التوازن الطبيعي”.