“لا صحة لما أُشيع عن ظهور عوارض داء الليشمانيا في القرى والبلدات الحدودية في منطقة وادي خالد في عكّار”. هذا ما أعلنته وزارة الصحّة، على إثر حالة الهلع التي أثارها تسجيل عدد من حالات الجرب والقوباء والدمل في بلدة حنيدر الحدودية.
وكان فريق من برنامج “الترصد الوبائي” في الوزارة، بالتنسيق مع قسم الصحة في محافظة عكار، قد كشف “على عدد من المصابين بطفرات جلدية من لبنانيين ونازحين سوريين، تبين أنها أمراض جلدية ناتجة من قلة الاهتمام بالنظافة”، بحسب ما ورد في البيان، الذي قال “إن الوضع تحت السيطرة ولا يستدعي الهلع”. وأجرى الفريق معاينات ميدانية يوم السبت الماضي لمصابين في العماير، حنيدر والبقيعة، إضافة إلى معاينة أحد المسابح العشوائية وقنوات صرف صحي… وقدم إرشادات إلى المرضى، أبرزها النظافة وضرورة المواظبة على استعمال الأدوية التي وصفها لهم الطبيب المعالج الذي رافق الوفد في جولته.
توضح مصادر معنية في الوزارة أن “لا وجود لإصابات جديدة بالليشمانيا غير المسجلة سابقاً بين عدد من النازحين السوريين، الذين نقلوا المرض معهم من سوريا، وقد حُصر وكوفح منذ آذار عام 2013، إذ سُجِّل حينها إصابة أكثر من ألف نازح سوري”، مُشيرة إلى أن معدلات الإصابة تدنّت كثيراً، وتمت السيطرة على الوضع. وقالت هذه المصادر “إن المراكز التابعة للوزارة سجلت منذ مدة وجود حالتين فقط بين لبنانيين يعيشون على الحدود السورية – اللبنانية، ولم يُسجَّل أي حالات جديدة”. وبحسب الوزارة، فقد اتُّخذت إجراءات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لحصر هذه الإصابات، تمثلت بتوفير العلاجات المطلوبة، فضلاً عن تعاون الوزارة مع مُستشفى الجامعة الأميركية، حيث تُقدّم فحوصات هذا المرض مجاناً. كذلك، أوعزت وزارة الصحة إلى المُستشفيات في حال الاشتباه بإصابة أحد مرضاها بالمرض، استكمال العلاج فوراً على نفقة الوزارة.
تجدر الإشارة إلى أن داء الليشمانيات الجلدي هو واحد من ثلاثة أشكال رئيسية لداء الليشمانيات (داء الليشمانيات الحشوي وداء الليشمانيات المخاطي الجلدي)، وهو مرتبط بالفقر وبسوء التغذية ونزوح المجموعات السكانية، ورداءة السكن، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية. كذلك يرتبط داء الليشمانيات بالتغيرات البيئية، مثل إزالة الغابات وبناء السدود وإنشاء نُظم الري والتوسع الحضري. ويُعدّ داء الليشمانيات الجلدي أكثر أشكال داء الليشمانيات شيوعاً، ويسبب آفات جلدية، ولا سيما القرحات في الأجزاء المعرضة من الجسم، ويخلّف كذلك ندوباً دائمة وعجزاً خطيراً. ويحدث نحو 95% من حالات داء الليشمانيات الجلدي في الأمريكتين وحوض البحر المتوسط والشرق الأوسط ووسط آسيا. ويحدث ما يفوق ثلثي حالات داء الليشمانيات الجلدي في 6 بلدان، هي: أفغانستان، الجزائر، البرازيل، كولومبيا، جمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية.
تنتقل طفيليات الليشمانيات من طريق لدغات أنثى ذباب الرمل، ويُشخَّص عبر المظاهر السريرية مع الاختبارات الطفيلية لتأكيد التشخيص. أبرز علامات هذا المرض تتمثل بوجود حبة حمراء نافرة فوق سطح الجلد.