كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:
لا غِنى عن النوم للحفاظ على صحّة جيّدة بشكل عام، لكن إستناداً إلى وزارة الصحّة والخدمات البشرية الأميركية، نحو 25 في المئة من الأميركيين البالغين أفادوا أنهم لا ينامون لساعات كافية لـ15 يوماً على الأقلّ كل شهر. فضلاً عن أنّ 40 مليون أميركي يشكون من إضطرابات النوم كالأرق أو إنقطاع التنفّس أثناء النوم. ما الحلول التي يقترحها الخبراء بعيداً من المنوِّمات؟إذا كنتم تعجزون عن النوم لساعات كافية أو تريدون تحسين نومكم طبيعياً، إعلموا إذاً أنّ إجراء تعديلات على نمط حياتكم وغذائكم يساعدكم على بلوغ أهدافكم بفاعلية.
في ما يلي مجموعة توصيات خالية من العقاقير قدّمها الأطباء لكلّ شخص يبحث عن سُبل مُجدية للحصول على مزيد من الراحة والاسترخاء:
التمسّك بغذاء صحّي
الحصول على غذاء متنوّع مليء بالفاكهة والخضار الطازجة، والبروتينات الصحّية كالسمك، يُفيد مختلف جوانب الدماغ والجسم ويدعم الإنتاج الطبيعي لهرمون الـ”ميلاتونين” المسؤول عن إيقاع الساعة البيولوجية. تشمل المأكولات السرّية التي ينصح بها الأطباء الكربوهيدرات، والأطعمة الغنيّة بالأوميغا 3، والفاكهة خصوصاً الكرز الذي يحتوي طبيعياً الميلاتونين.
وفي المقابل يجب تفادي المواد التي تسبّب إرتجاع المريء والحرقة فتمنع الاستسلام للنوم ليلاً، والتوقّف عن تناول الطعام أقلّه قبل ساعتين من موعد الخلود إلى الفراش.
إختيار المشروبات بحكمة
إلى جانب الامتناع عن إستهلاك السوائل التي تحتوي الكافيين مساءً، كالقهوة والصودا، يجب تطبيق الأمر ذاته على الكحول. على رغم أنّ احتساء بضع كؤوس من البيرة أو أيّ مشروب آخر قد يُشعركم بالنعاس، إلّا أنه قد يكون مسؤولاً أيضاً عن الأرق الذي يحدث بعد قيام الكبد بأيض الكحول. بدلاً منها يُنصح بشرب عصير الكرز أو شاي الموز.
هذا الأخير المصنوع من قشرة الموز والثمرة بحدّ ذاتها يحتوي جرعة مرتفعة من معدن الماغنيزيوم الأساسي لمحاربة التعب. وبما أنه يجب إستهلاك الفاكهة بأكملها لتحضير هذا الشراب، يُنصح بشرائها عضوية لخفض كمية المُبيدات المتبقّية.
تخصيص مذكّرة للنوم
من أفضل الوسائل للحصول على نوم جيّد وصحّي الحرص على الخلود إلى الفراش والإستيقاظ في الوقت ذاته يومياً. لتحديد عادات نومكم، ينصحكم الخبراء بتدوين كل مرّة تستيقظون فيها ثمّ تنامون، وذكر الأعراض والمحفّزات التي قد ترتبط بالنوم. بعد مرور بضعة أسابيع أو أشهر ستتمكنون من وضع جدول نوم يُلائمكم أو ترصدون أيّ مشكلات قد تعوق نومكم السليم.
تعلّم أصول التأمّل
يمكن لهذه التمارين أن تُحدث العجائب عندما يتعلّق الأمر بالنوم. يؤدّي التأمّل إلى تعزيز الوعي وتخفيف التوتر الذي قد يكون مسؤولاً عن اضطراب النوم. كذلك من المهمّ تفادي التفكير في أيّ مشكلة أو مسألة مُقلقة قبل موعد الخلود إلى الفراش لأنّ ذلك يعوق القدرة على النوم جيداً.
تنظيم الغرفة
من الضروري الحفاظ على الغاية الأساسية من غرفة النوم. تخصيص مساحة معنيّة فقط بالنوم أمرٌ أساسي لراحة وانتعاش مثاليَّين. في عالم مليء بالضغوط والأعمال، يجب عدم إهمال السرير والحرص على أن يكون الفراش مُريحاً. إذا تمّ استعمال السرير وغرفة النوم لأغراض متعددة كالأكل ومشاهدة التلفزيون، يجب إعادة تنظيم الأمور والحرص على تخصيص هذا المكان فقط للنوم والراحة.
متى يجب إستشارة الخبراء؟
إذا كنتم لا تحصلون على كمية كافية من النوم المُنعش، أو تتعرّضون للنعاس خلال اليوم، أو تشخرون وتتحرّكون بكثرة خلال النوم، أو تتلقّون شكاوى منتظمة من شريككم، ربما قد حان الوقت لاستشارة إختصاصي النوم وإطلاعه على مشكلتكم. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشكون من مشكلات في القلب، كالرجفان الأذيني أو قصور القلب الاحتقاني، لتقديم حلول لمشكلات التنفّس المرتبطة بالنوم.