اشارت معلومات مؤكدة لصحيفة “الديار”، الى ان العملية العسكرية في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك لن تبدأ قبل رحيل سرايا اهل الشام الذي سيبدأ حسب المعلومات خلال 48 ساعة، وانه تم اعطاء مهلة لترتيب اوضاعهم بعد الخلافات بينهم، لكن الوقت غير مفتوح، وبعد مغادرة المسلحين الى سوريا سيدخل الجيش اللبناني الى وادي حميد والملاهي ليحمي خاصرته الخلفية عند الهجوم على داعش.
وعلم ان سرايا اهل الشام سيغادرون دفعة واحدة، وعددهم يفوق الـ4500 مسلح، وهناك اكثر من 3000 مسلح وجهتهم الجانبيه ومناطق الجيش السوري الحر و1500 مسلح الى القلمون الغربي بعد ترتيب اوضاعهم مع الجيش السوري وتحديداً قائدهم ابو طه العسالي.
من جهتها، أوضحت مصادر “الأخبار” أن الخطوة الاساسية الجاري العمل عليها، هي تأمين عملية ترحيل مسلحي سرايا أهل الشام وعائلاتهم ومن يرغب من نازحين من منطقة وجودهم في جرود عرسال. وقد تأخر تنفيذ الاتفاق لعدة أسباب، من بينها أن المفاوضات السابقة التي جرت بين هذه المجموعات وحزب الله أفضت الى اتفاق على انتقال نحو 350 مسلحاً من هذه السرايا الى مدينة الرحيبة في القلمون الشرقي، وهو ما رفضته القيادة السورية لاحقاً، بعدما تبيّن أن هذه المجموعات سوف تنضم عملياً الى صفوف جماعات مسلحة دخلت في مفاوضات مع الدولة السورية، برعاية روسية، بهدف عقد مصالحة في كامل «القلمون الشرقي».
وتتخوّف دمشق من أن يؤدي دخول مسلحين جدد إلى تشدّد مسلّحي الرحيبة في المفاوضات. وتأخذ سوريا في الحسبان أن هذه المجموعات سبق لها أن نكثت بتعهدات بالوقوف جانباً خلال معركة الجرود، لكنها شاركت في نصب كمائن لعناصر المقاومة، ما تسبّب في استشهاد بعضهم.
ووفق نتائج التواصل مع القيادة السورية، تم البحث في اختيار مناطق أخرى، لا تشكل عبئاً على النظام في حال انتقال المسلحين الى هناك، وتكون محل قبول من المسلحين أنفسهم. ويبدو أن الجميع في انتظار القرار السوري النهائي في هذا الصدد، حتى يصار الى المباشرة بتنفيذ الاتفاق، مع العلم بأن نحو ثلاثة آلاف مدني سوري يريدون مغادرة مخيمات النازحين في عرسال مع هذه المجموعات المسلحة.
وحتى اعلان الجيش اللبناني ساعة الصفر، فقد قصف الجيش اللبناني مواقع داعش صباح امس براجمات الصواريخ حيث يتم استنزاف المسلحين ومنعهم من تنظيم اوضاعهم وتحصين مواقعهم، وذكر ان الجيش اللبناني انهى كل تجهيزاته للعملية واستعداداته ونشر اكثر من عشرة الاف جندي وضابط في مواجهة داعش، واستقدم الجرافات الثقيلة «المصفحة». وكل ما يستلزم للمواجهة بالاضافة الى تحضير غرفة عمليات اعلامية للنقل المباشر وتزويد وسائل الاعلام بالمعلومات وكل ما يحتاجونه.
وفي موازاة قصف الجيش اللبناني لمواقع داعش، شن الطيران السوري عشرات الغارات على مواقع داعش في الجراجير وقارة والزمراني من الجانب السوري.
لكن اللافت انه في موازاة استعدادات الجيش للحسم ولتطهير ارض لبنان من الارهابيين يتم بث كمية من الاخبار والتسريبات عن الجيش غير صحيحة وبتوقيت غير سري.
وسألت مصادر متابعة عن الحكمة في اثارة مواضيع اعلامية وتسريبات تتعلق بالجيش، فيما الجيش يستعد لمعركة استئصال الارهابيين من الجرود. ودعت المصادر الجميع الى «تهدئة البال»، وعدم المزايدات، وترك الامور لاصحابها ولاهل الاختصاص وللقيادة العسكرية التي وحدها تحدد توقيت العملية وكيفية التنفيذ والجيش لا يعمل الا وفق ما تقرره القيادة فقط.
ووصفت المصادر هذه التسريبات في هذا التوقيت بانها غير بريئة.
وتساءلت ما الحكمة في اثارة ملفات قديمة، وضعت قيادة الجيش يدها عليها منذ فترة ويتم التحقيق فيها.
واشارت المصادر الى ان عملية الجيش ضد داعش دقيقة وتستلزم رص كل الصفوف خلف الجيش اللبناني الذي اخذ الغطاء السياسي من كل الاطراف وهذا يحدث للمرة الاولى فالجيش وحسب المصادر سيواجه 450 مقاتلاً من داعش ينتشرون على مساحة 220 كلم 2. وسيقاتلون لان باب التفاوض «اغلق معهم» ولم يعطوا اي معلومات عن عناصر الجيش اللبناني الموجودين في الاسر لدى داعش. كما ان باب التفاوض معهم صعب جداً والى اين سيذهبون؟ الرقة مشتعلة وكذلك دير الزور وكل مناطق داعش في سوريا تتهاوى حتى ان المنظمات الدولية لم تنجز اي اتفاق مع داعش حتى الان كونهم مصنفين ارهابيا، كما ان طبيعة الارض في الجرود صعبة والجيش سينتصر فيها حتماً. لكن المطلوب من البعض الهدوء وعدم بث اخبار يمكن ان تثير القلق لدى الشعب اللبناني.