كتبت سينتيا عواد في الجمهورية:
إنقطاع التنفّس أثناء النوم (Sleep Apnea)، الحالة الطبية التي تحدث عندما يتوقف الشخص عن التنفس أثناء نومه، تصدّرت عناوين الصحف الأجنبية أخيراً بعدما تبيّن أنها شكّلت عاملاً مساهماً في وفاة الممثلة كاري فيشر في كانون الأول الماضي، على رغم وجود عوامل أخرى مرتبطة بالمخدرات. فمتى عليكم الشكّ في معاناتكم هذه المشكلة؟
إستناداً إلى الأطباء، إنّ انقطاع التنفس أثناء النوم ليس أمراً يجب أن يحظى باهتمام فقط عندما يشكو منه أحد المشاهير. وبغضّ النظر عمّا سمعتم مسبقاً عن هذه الحالة، فإنها تطاول الرجال والنساء بمختلف الأعمار والأوزان، ومن المحتمل أن تهدّد الحياة، وقد تكون أيضاً واحدة من بين العوامل العديدة التي تمنعكم من النوم جيداً.
عند التوقف عن التنفس، حتى ولو للحظة، يدخل الجسم حالة الطوارئ للبقاء على قيد الحياة، فتفرز الغدد الكظرية الأدرينالين، ويرتفع مستوى ضغط الدم، ويزداد معدل دقات القلب. إذا كان هذا الأمر يحصل بانتظام أثناء النوم، فإنه قد يعزّز خطر الإصابة بالضغط المرتفع، والسكري، وأمراض القلب، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.
إذا كنتم تشكّون في معاناتكم انقطاع التنفس أثناء النوم، إنتبهوا جيداً إلى الإشارات الثلاث التالية:
تذمّر الشريك من الشخير
عند الخلود إلى الفراش، تدخل كل العضلات مرحلة الاسترخاء، بما فيها مسار الهواء في الجزء الخلفي من الحلق. إذا أصبح هذا الممرّ صغيراً جداً يصعب على الهواء عبوره. نتيجة لذلك، يمكن التعرّض لصعوبة التنفس أثناء النوم. وبما أنّ الإشارات الجسدية للتنفس المتقطّع قد لا تدفعكم إلى الاستيقاظ، يصعب رصد المشكلة إلّا إذا أخبركم شريككم بذلك.
كذلك يمكن لممرّ الهواء الضيّق أن يؤدي إلى تذبذب العضلات المحيطة، ما يسبب الشخير الذي لا يمكن اكتشافه إلّا إذا أخبركم أحدهم بذلك. لكن تذكّروا أنّ الشخير لا يرتبط دائماً بانقطاع التنفس أثناء النوم، وليس بالضرورة أن يشخر كل شخص يشكو من الـ»Sleep Apnea». لكن عند معاناة الشخير جنباً إلى عارض آخر، يجب التحدث إلى الطبيب.
الشعور بتعب منتظم
النوم العميق يضمن استرخاء الجسم، وبالتالي الحصول على الراحة المطلوبة ولكن في حال التوقف عن التنفس ليلاً، فإنّ استجابات الجسم لحالة الطوارئ ستدفعكم إلى النوم بخفّة لحَضّ العضلات على الشدّ والمساعدة على التنفس. الحصول على وقت أقلّ من النوم العميق والمُجدِّد يعني أنكم على الأرجح ستشعرون بالتعب بعد استيقاظكم، جنباً إلى العصبيّة، والجوع، وصعوبة التركيز.
الإستيقاظ دائماً لدخول الحمّام
تبيّن أنّ النهوض من الفراش ليلاً لقضاء الحاجة قد يُشير إلى انقطاع التنفس أثناء النوم. عندما يبذل الجسم جهداً منتظماً للمساعدة على التنفس، فإنه يفرز هورموناً يسبب ارتفاعاً في التبوّل. لكنّ الطريقة الوحيدة لمعرفة إذا كان دخولكم الحمّام مرتبط بانقطاع التنفس أثناء النوم تكمن من خلال استشارة الطبيب.
إذا كنتم تعانون إحدى هذه الإشارات، لا حاجة إلى زيارة الطبيب بشكل طارئ، لكن يجب التعبير عن قلقكم في المرّة المقبلة التي تخضعون فيها لفحوص سنوية شاملة. إذا كان الطبيب يشكّ في وجود هذه المشكلة، سيطلب منكم إمّا النوم تحت مراقبة طبية أو استخدام جهاز اختبار في المنزل لقياس نمط النوم.
لحسن الحظّ، في حال شُخِّصتم بانقطاع التنفس أثنام النوم إعلموا أنه قابل للعلاج. ومن بين الوسائل الشائعة الاستخدام، وضع جهاز «CPAP» ليلاً للمساعدة على التنفس. وانّ معالجة هذه المشكلة لن تجعلكم أكثر سعادة فحسب، إنما أيضاً أكثر نشاطاً وإنتاجية يومياً.