IMLebanon

هكذا ستعلن قيادة الجيش انطلاق معركة تحرير الجررد

 

كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الديار” أن الرقعة التي يحتلها “داعش” في الجانب اللبناني تبلغ حوالى 120 كلم مربع مقابل 360 كلم مربع داخل الاراضي السورية، معتبرة أن اللغط السائد حول المساحة يعود الى الفروق المسجلة بين الخرائط اللبنانية والسورية نتيجة نزاع حدودي، من هنا فإن المعركة أكثر تعقيدًا مما يعتقده الكثيرون وسط الاحتمالات الكثيرة التي قد يلجأ اليها مسلحو “داعش”، الذين لم تتضح حتى الساعة معالم الخطة التي سيعتمدها المسلحون.

وفي هذا الاطار، يكشف مصدر عسكري رفيع لـ”الديار” أن الجيش سرع من وتيرة استعداداته على طول الجبهة، والتي من ضمنها تفعيل استراتيجية الاستنزاف عبر القصف البري والجوي لمواقع المسلحين الاساسية ولتحصيناتهم، مؤكدا أن الجيش لن يتسرع في أي خطوة سيتخذها، اذ تجري مراجعة دقيقة للخطط العسكرية على مدار الساعة وفقا للتطورات الميدانية والمعلومات الاستخباراتية المتوافرة، كاشفًا أن لا تنسيق مع اي جهة كانت سواء “حزب الله” ام الجيش السوري، نظرا لأن لا حاجة لذلك، فالمؤسسة العسكرية لديها القدرة القتالية الكاملة على التعامل مع الوضع وتحرير الارض، خصوصا أنه أمن عبر انجازاته طوال الفترة الماضية جزءا اساسيا من عوامل النصر عبر استراتيجية الاستنزاف التي اتبعت والضربات الوقائية التي اتخذت، داعيًا الى وقف التكهنات وضرب المواعيد لساعة الصفر، جازمًا أن القيادة العسكرية ستخرج الى العلن معلنة بشكل واضح انطلاق المعركة امام جميع اللبنانيين والتي لا مفر من الانتصار فيها.

اوساط متابعة لمجريات الاوضاع والاستعدادات اكدت أن الربط الحاصل بين انسحاب “سرايا اهل الشام” وانطلاق المعارك هو غير دقيق وفهم في غير محله، معتبرة أن مجموعة من المؤشرات الحسية ستدل بوضوح الى قرب تحديد ساعة الصفر، اولها، زيارة علنية او سرية لقائد الجيش الى بعبدا ليطلع رئيس الجمهورية على تحديد ساعة الصفر، ثانيا اعلان منطقة العمليات التي ستمتد لكيلومترات من الجبهة منطقة عسكرية خالية من اي وجود اعلامي، وثالثا انتهاء الجيش من السيطرة على بعض المواقع الحساسة التابعة لداعش في اطار عمليات القضم التي بدأت الاحد الماضي، والتي ستكون اساسية في نجاح الخطة الموضوعة.

 

وفي هذا الاطار، كشفت الاوساط أن انتشار الجيش في منطقة وادي حميد ومدينة الملاهي امن فصلا بين قوات “حزب الله” و”داعش”، مما سيسمح للحزب بنقل مجموعات شاركت في القتال في جرود عرسال وادخالها المعركة الى جانب الجيش السوري في منطقة الجراجير، علما أن الجيش لن ينتشر حاليا في منطقة جرود عرسال المحررة قبل انجاز عملية تحرير جرود القاع – رأس بعلبك – الفاكهة، رغم استعداد “حزب الله” لتسليمها فورا.

واذا كانت الاستعدادات العسكرية باتت قاب قوسين او ادنى من الانتهاء، غير أن ثمة في قيادة الجيش خلية من نوع آخر باشرت مهامها لمواكبة المعركة على الجبهة، في نقلة نوعية ستشهدها المؤسسة لاول مرة، عبر خطة اعلامية انجزت بتفاصيلها، حيث علم أنه تم الانتهاء من تجهيز احدى القاعات الكبرى في مبنى القيادة وتم تزويدها بشاشة كبيرة ووسائل اتصال مخصصة للصحافيين المولجين من قبل مؤسساتهم بنقل مجريات المعارك على مدار الساعة، كما علم أنه تم انتداب أحد الضباط ليكون ناطقًا رسميًا باسم الجيش يقدم موجزًا يوميًا عن مجريات الاحداث على الجبهة ويجيب عن اسئلة الصحافيين، على أن تكون اطلالة اليوم الاول لمدير التوجيه العميد علي قانصوه الذي سيعلن مبدئيا انطلاق الاعمال القتالية. وفي هذا الخصوص علم أنه سيفرض طوق امني وعسكري على مسافة من الجبهة يحظر على الاعلاميين دخولها او الاقتراب منها حرصا من القيادة على سلامتهم بداية وعلى سرية المهام وانتقال القوى في بقعة العمليات، حيث ستجهز الجبهة باجهزة ارسال مباشرة تسمح بنقل حي من الجبهة فضلا عن الصور التي قد توفرها التغطية الجوية سواء من السيسنا او الطائرات من دون طيار.

وكشفت مصادر مطلعة أن عمليات الرصد والمتابعة، تمكنت من التقاط اتصالات لاسلكية بين امير التنظيم في الجرود “ابو السوس” والقيادة المركزية في الرقة التي رفضت بشكل قاطع انسحاب المسلحين وانتقالهم الى المدينة، ما اثار تململا في صفوف الارهابيين وعائلاتهم، معولة في هذا الاطار على ان يؤدي هذا الموقف الى استسلام تلك الجماعات مع اندلاع المعارك ومطالبتها بالانسحاب نحو ادلب عبر البادية حيث ما زالت تملك ممرا عبر الاراضي السورية، مشيرة الى ان لا خطوط اتصال حاليا او وساطات باستثناء خيط رفيع عبر احدى القنوات غير المباشرة طلب خلاله المسلحون بعض الامور “البسيطة” الا ان الرد اللبناني كان واضحا بضرورة كشف مصير العسكريين التسعة قبل اي شيء.