لفت السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه الى أنّ “لبنان يعتبر نموذجاً للتعددية والتنوع ويحمل رسالة سلام وتسامح في منطقة تتسم بعدم الاستقرار والعنف”، مؤكداً أنّ “فرنسا تسعى أكثر من أيّ وقت مضى إلى تطوير شراكاتها مع لبنان، وسأسعى جاهداً وأفعل كل ما هو ممكن لتنفيذ هذه المهمة”.
فوشيه، وخلال تكريمه من قبل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء بالنفس والجسد وصلاة أبرشية بيروت المارونية على نية فرنسا وشعبها، في الكرسي الأسقفي لمطرانية بيروت في عين سعادة، اشار الى انّ “لبنان تمكن في خلال هذا العام من تحقيق العديد من الإنجازات. فقد تم انتخاب رئيس للجمهورية وعيّن رئيس للحكومة وشكلت الحكومة. وقد بدأت المؤسسات بالعمل. وفي الآونة الأخيرة، اعتمدت القوى السياسية قانون انتخابي جديد. ومن المقرّر إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2018”.
وقال: “نحن نرحب بهذه التطورات وهي ثمرة التسوية بين اللبنانيين من دون أيّ تدخل خارجي. وعقد هذه الانتخابات الآن تؤدي إلى الإصلاحات التي يحتاجها. ونحن على ثقة بقدرة لبنان على تنفيذها”، مشدّداً على انّ “فرنسا تواصل دعمها للبنان في هذه المرحلة كما فعلنا دائماً”.
وأضاف فوشيه: “تحسن الوضع أيضا على الصعيد الامني. ويمكننا أن نفرح لانّ لبنان بعد عدة أشهر لم يعان هجمات كبيرة. وعلينا أيضاً أن نبقى يقظين لأنّ هذا الاستقرار ليس نتيجة لانخفاض الخطر ولكن كفاءة الجيش والأجهزة الأمنية”.
واشار الى ان “لبنان وفرنسا يواجهان الآن عدوا مشتركاً”، مثنياً على “فعالية الاجهزة الامنية في حماية لبنان”، وقال: “فرنسا ستبقي على مساعداتها للجيش اللبناني. ونقدم له حالياً المعدات التي وعد بها الرئيس هولند في نيسان 2016 والتي ستمكن المؤسسة من مكافحة أفضل للجماعات الجهادية في منطقة عرسال والقاع ورأس بعلبك، ونحن نؤيد أيضاً استقرار لبنان من خلال مشاركتنا في اليونيفيل التي نحن موجودون منذ إنشائها في عام 1978”.
وتابع فوشيه: “يجب على لبنان ايضا أن يتعامل مع تداعيات الأزمة السورية على أراضيها. وقد أثبت الكرم المثالي من خلال استضافة عدد كبير جدا من اللاجئين السوريين. ولكن قدرات الاستقبال الخاص ليست بلا حدود. وفرنسا تشارك في الاستجابة الدولية. لقد رفعنا مستوى تدخلنا، من خلال زيادة التمويل واستضافة المزيد من اللاجئين. ومن الواضح أنّ هذا لا يزال غير كاف نظرا لحجم الأزمة ولكن نود أن نطمئن اللبنانيين جميعاً إلى أنّ شركاءهم يفعلون كل شيء لتخفيف هذا العبء. وسوف نستمر في القيام بدورنا الكامل في هذا المجال”.
ورأى انّ “عودة اللاجئين إلى بلادهم وإعادة بناء الاقتصاد السوري يعني أنّ السلام المستدام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل سياسي. لقد رأينا في الآونة الأخيرة تنفيذ عمليات العودة محلية ومحدودة. ومع ذلك، يبدو أنّ الظروف لخطة أشمل ليست كاملة بعد”.