كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
قد تبدو الفكرة غريبة للبعض: سياحة في الاوزاعي! هذه المنطقة التي تقع عيوننا عليها عندما نحط في مطار بيروت وقد تحولت الى حزام بؤس وصبغت بلون مذهبي وحزبي واحد. حالها تغيرت اليوم بفضل مبادرة فردية بطلها عياد ناصر. تهافتت اليها كاميرات التلفزيونات العالمية وجذبت عدسات المصورين التي التقطت صورا تشع بالألوان الفرحة في إطار مشروع «Ouzville» الرائد.
“الأنباء” تحدثت الى ناصر ابن المنطقة الذي غادرها فتى صغيرا ثم عاد اليها مستثمرا كبيرا، فروى قصة المشروع الذي ولد مع بدء ازمة النفايات قبل سنتين.
كان يريد ان يجد حلا لأزمة النفايات، وعندما بدأت الامور تتحلحل، حول مسار قضيته الى تجميل الشوارع في ورشة عمل مستمرة يشارك فيها فنانون اجانب ولبنانيون وطلاب واهالي المنطقة. البداية كانت مع تنظيف الشوارع ضمن حملة توعية للاهالي، ثم دعي فنانون اجانب الى لبنان لتزيين المباني المشوهة برسومات غرافيتية بعضها مستوحى من الاجواء البحرية للمنطقة وبعضها من فكرة التعايش بين الاديان.
وبعد الاضاءة على الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمس فنانون لبنانيون (كانوا قد أبدوا تخوفا في بداية المشروع) وبدأوا بالمشاركة حتى فاق عدد المباني الملونة الـ40 مبنى. ويقول ناصر عن هذه التجربة: «انا فخور اليوم بأن اصدقائي من الاشرفية والحازمية يأتون الى الاوزاعي ويتناولون السمك في احد المطاعم هنا.. أبعد من تجميل الجدران وازالة النفايات، أفتخر بأنني فتحت قنوات التواصل بين المواطنين اللبنانيين. انها «ورقة تفاهم» على طريقتي». ويشير الى ان «لدى اللبنانيين مشكلة الافكار النمطية (stereotypes)، يخافون من منطقة الاوزاعي ولا يفكرون في الذهاب اليها. كسرنا هذه النمطية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والعنوان العريض للمشروع Ouzville. لم يخطر لأحد للوهلة الاولى اننا نتحدث عن الاوزاعي». وعن الدافع وراء المشروع والاستثمار فيه، قال ناصر: «انا مواطن صالح. احب لبنان واريد ان اعطيه كما اعطاني. لست طامحا الى منصب سياسي، ولست بحاجة الى ان اكون نائبا او وزيرا او رئيس بلدية كي اساعد بلدي. الدولة والاحزاب والمسؤولون يتقاعسون، فلماذا لا يقوم المواطنون بدورهم؟ رياح التغيير يجب ان تهب من مكان ما».