غادر وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس مجلس الوزراء متوجها الى دمشق، يرافقه المحامي بطرس فرنجيه لحضور معرض دمشق الدولي، وذلك بدعوة رسمية من وزير الاقتصاد السوري. وقال: “حان وقت سوريا. إن تيار المردة لم تنقطع زياراته لسوريا خلال السنوات الست، ولم نتعمد اخفاء زياراتنا ولم نغب عنها كوزراء أو مسؤولين في تيار المردة. وفي ما يعود الى الوزراء المشاركين، أنا أعلم أن حزب الله لم ينقطع عن سوريا، وإن التشاور بين دولة الرئيس نبيه بري والجمهورية العربية السورية قائم على أعلى المستويات، وكذلك الزيارات”.
واعتبر ان “هناك فريقا سياسيا يريد ان يجاهر لشد العصب لعدم وجود مادة يوجهها الى الناس، خصوصا أن الانتخابات النيابية بدأت خطواتها، عندها لا يستطيع أحد التفكير في المصالح الوطنية، إنما يتجه صوب الانتخابات ومهاجمة الذين يتوجهون الى سوريا مثلما حصل مع سلاح حزب الله ووجوده في سوريا”.
وسأل: “إذا أجرينا استفتاء عن مشاركة حزب الله في معركة تحرير جرود عرسال نجد أن 90% من الشعب اللبناني يؤيد هذه العملية”.
واعتبر فنيانوس أنه لم يفتعل أي ضجة بخصوص الزيارة لسوريا “لأنها طبيعية جدا بالنسبة الي كوزير وبالنسبة الى تيار المردة، وسوريا هي القاطع والعمق الجغرافي للبنان، كما أن حاجات لبنان الى سوريا أكثر بكثير من حاجات سوريا الى لبنان”.
ولفت الى انه “عندما ألفت الحكومة كان هناك اتفاق على تحييد المواضيع الخلافية، ومنها العلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله ومشاركته في سوريا، وإيران وعلاقة تيار المردة مع الرئيس السوري بشار الاسد، والعلاقة مع السعودية. البعض قال إن هذه الملفات خلافية ولن نخوضها في مجلس الوزراء، وفجأة قرر الخوض فيها، انما الرئيس الحريري ما زال ملتزم عدم ادخال هذه الملفات في مجلس الوزراء. ويعتبر ان كل انسان يتوجه على مسؤوليته وشخصه، والخلاف الحاصل الآن هو الذهاب بصفة رسمية أو غير صفة رسمية”.
وأضاف: “لماذا الاختباء وراء أصابعنا والدعوة موجهة الى الوزراء المختصين في هذه الحكومة لحضور معرض دمشق الدولي؟ عند وصول هؤلاء الوزراء الى الحدود السورية، هل سيقولون نحن لم نعد وزراء، بل نحن أشخاص عاديون نزور المعرض، إذا كان بعض اللبنانيون يريدون اعتبارها هكذا ليس لدينا مشكلة. واذا كان وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري لا يريد المشاركة فهذا يعود له، علما ان الدعوة موجهة من وزير الاقتصاد السوري”.
ولفت فنيانوس الى انه أبلغ الرئيس الحريري بصفته وزيرا في الحكومة سفره الى دمشق، معتبرا ان “الرئيس الحريري لديه موقف وأنا لدي موقفي، وتفاهمنا على ذلك ولا أريد تحميل الوضع أكثر مما يحتمل”.
وقال: “تكلمت الاسبوع الماضي عن استرداد هيبة الدولة من قبل اللواء عباس ابراهيم واستعادة الاراضي اللبنانية في عرسال الى السيادة اللبنانية، هل تم ذلك دون التنسيق مع الدولة السورية؟ طبعا لا. هنا نرى ماذا يفعل بعض اللبنانيين في هذا الموضوع”.
هذا ورفض الرد على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال ان ليس في سوريا إلا جثث، قائلاً: “أنا ملتزم عدم الكلام في هذا الموضوع في ظل التقارب الذي يحصل بين تيار المردة والقوات اللبنانية، وأحترم وجهة نظره ولا أفرض على أحد الذهاب الى سوريا ولا أحد يقرر عني الذهاب أم لا. هذا الموضوع ثابت لدينا. في عز أزمة سوريا كان كلام رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه واضحا جدا، ونحن نقول كلاما غير انتخابي ولا نسوق مواقفنا على أساس انتخابات، بل عن قناعة نعمل بها ونمارسها، والدول الغربية بدأت تغير رأيها تجاه سوريا، وسوريا لديها ممثل في الأمم المتحدة هو الدكتور بشار الجعفري الذي يعلن عن مواقف الحكومة السورية”.
وأشار فنيانوس الى أن كل واحد في مجلس الوزراء يدلي بدلوه وموقفه من ملف النازحين، وهناك بعض الافرقاء يقولون لا يمكن اتمام هذا الملف الا من خلال التفاوض مع الامم المتحدة، فيما فريق آخر يرى ان التفاوض المباشر هو الافضل لأنه لا يكفي توجيه كتاب رسمي الى الامم المتحدة لإعادة النازحين الى بلادهم، والامم المتحدة ليس هي من تتخذ هذا القرار”.