كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
“كعادته، صدق «وعد» الإسلامي بلال بدر. عناصر مرتبطون به اعتدوا مساء أمس على عناصر القوة الأمنية المشتركة المتمركزة في قاعة اليوسف في الشارع الفوقاني في عين الحلوة، ما أدى إلى إصابة شخصين أحدهما تابع لـ«أنصار الله»، والآخر هو القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي طلال ناجي الذي أصيب إصابات بالغة.
لم تكتف القوة المعتدية التي ترأسها بلال العرقوب وشارك فيها عبد فضة وأحمد الشريدي (أبو جمرة) بذلك، بل سرقوا سلاح المصابين ورفاقهما وغادروا. عناصر من قوات الأمن الوطني الفلسطيني ردّوا بإطلاق النار على حي الطيرة. حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، شهد المخيم إطلاق نار متبادل بين الطيرة وجبل الحليب وسوق الخضر، ما أدى إلى سقوط عبيدة نجل العرقوب قتيلاً وسبعة جرحى. ورغم الاعتداء، لم تتخذ القيادات الفلسطينية من «فتح» إلى «عصبة الأنصار» قراراً جامعاً بالرد الحاسم على جماعة بدر. مصدر فلسطيني قال لـ«الأخبار» إن قيادات في الجيش اللبناني «تركت الخيار مفتوحاً لدى الفلسطينيين بالرد على الاعتداء، سواء بإعلان المعركة ضد بدر أو بضبط النفس، شريطة أن يكون الموقف جامعاً». لكن أهالي المخيم لم ينتظروا اتخاذ الموقف. العشرات تركوا بيوتهم تحسّباً من تطور الاشتباكات ونزحوا إلى صيدا.
الاعتداء كان متوقعاً إثر عودة بدر إلى مربعه القديم في الطيرة بعد زواجه أخيراً من فتاة من آل حجير. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أقام في حي الصفصاف، بعد الاشتباكات التي وقعت في نيسان الماضي واستمرت خمسة أيام بينه وبين فتح، ولم تستطع الحركة إنهاء حالته. أول دخول «العريس» كان بياناً باسمه دعا فيه أهالي المخيم «للتنبه إلى مؤامرة تحاك ضدنا وضرورة ضبط النفس مع المشاكل التي قد تفتعل في المنطقة»، علماً بأن بدر عرقل تمركز القوة مرات عدة في قاعة اليوسف ذات الموقع الحساس الذي يشطر معقله إلى شطرين ويجاور منزله ويكشف تحركات جماعته، فيما لو قررت الفصائل الإسلامية والقوى الفلسطينية إنهاء وجوده بشكل جدي. بعد مفاوضات عسيرة، فرزت قيادات الفصائل لتلك النقطة المفصلية قوة شكلية، ستة عناصر من «أنصار الله» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و«فتح»، متقدمين في السن وليست لهم إشكالات مباشرة مع جماعة بدر، إلا أن الأخير «لم يعتقهم» من تهديداته المستمرة.
في وقت لاحق، أصدرت القوى الفلسطينية، بعد اجتماع طارئ، بياناً استنكرت فيه الاعتداء على القاعة، داعية إلى وقف إطلاق النار منعاً لاتساع رقعة الاشتباكات، وإلى تسليم مطلقي النار”.