نقلت صحيفة “الديار” عن أوساط مسيحيّة قولها بأنّ التفاهم بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” محصور بالشق الداخليّ البنيويّ الذي يعني بالحضور المسيحيّ وغير لامس للمسائل الاستراتيجيّة، فالقوات انطلقت من رهان مختلف عن التيار، ورئيسها الدكتور سمير جعجع متحفّظ في الشكل والمضمون وفي الأصل والجذر على أي علاقة مع الرئيس بشار الأسد، ولا يزال يراهن من رؤيته الخاصّة بأنّ النظام السوريّ متهالك ولن يكتب له البقاء، في حين أن التيار الوطنيّ الحرّ مع مؤسسه الرئيس ميشال عون ومع رئيسه الوزير جبران باسيل، مقتنعان بضرورة استكمال تلك العلاقة.
هذا البند الخلافيّ بين التيار الوطنيّ الحرّ والقوات اللبنانيّة فضلاً عن بنود خلافية أخرى، سيفتح حولها باب النقاش العميق بين الطرفين، وتقول معلومات بأنّ التواصل لم يتوقف البتة بين الفريقين على عكس ما يحاول بعضهم إظهاره وإضرام النار في أوراقه، بل هو قائم ودائم، وبالتالي فهو لم ولن يتوقف، ولكنه لم يلامس بعد تلك التوجهات الخلافية الكبرى وجوهرها العلاقة مع سوريا.
وتعتبر مصادر في القوات اللبنانية بان الحزب غير مقتنع بفتح حوار مع النظام بقدر ما هو مقتنع بضرورة إسقاط النظام وانبلاج نظام جديد. وفي الوقت عينه هو مدرك بأن لبنان لا يستطيع أن يعصم نفسه عن سوريا.
هذه الطامة المتمثّلة في العلاقة بين التيار والقوات ستكون عنوانًا لحوار بين الفريقين سيتم خوضه ودرسه بعمق بعيدًا عن الرهانات الشخصية. القوات المعروفة ببراغماتيتها لن تكون بعيدة عن أرض الواقع. الحوار بين الفريقين قد يحسم هذه المسالة والوصول نحو فهم مشترك، إنّما يتطلّب هذا الأمر المزيد من الوقت لبلورة مفاهيم وقواسم مشتركة فيما خصّ العلاقة بسوريا.
أوساط من هنا وهناك دعت الكوادر والمحازبين والمنضوين والمناصرين عدم استهلاك ما هو خلافي وتحويله إلى تراشق كلاميّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ، فالتيار والقوات يأبيان ذلك، والقوات ترفض المساس برئيس الجمهوريّة وموقعه بنشر بعض القواتيين صورة له يعانق فيها الرئيس السوري بشار الأسد. رئيس الجمهورية سيبقى أبًا للجميع وفوق كل انقسام. والعلاقة لا تزال طيبة بين القوات والتيار فحيث امكن التعاون يتمّ، وحيث يكون اختلاف يتمّ تنظيمه برفعة ورقيّ وأخلاق عالية. علاقة المسيحيين بسوريا ستكون عنوانًا دسمًا للانكباب عليه في قادم الأيام.