يصف أهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش” في حديث لـ”المستقبل”، المرحلة بأنها الأصعب منذ ثلاث سنوات بعدما باتت ساعة الحقيقة في معرفة مصير أبنائهم قاب قوسين أو أدنى، بعد أكثر من سنتين ونصف السنة على غياب الأخبار والتكتم الشديد حول مصيرهم، آملين أن تُسهم المعركة التي يخوضها الجيش في كشف مصير أبنائهم العسكريين المخطوفين، على الرغم من أن المعركة قد تكون خطرة على حياتهم.
وأعربوا عن كامل ثقتهم بالمؤسسة العسكرية وبقائد الجيش العماد جوزف عون الذي يضع هذا الملف في صلب أولوياته ويبذل الجهود من أجل فك أسر أبنائهم في أسرع وقت ممكن”.
ويصف حسين يوسف، والد العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف، في حديث إلى «المستقبل»، المرحلة اليوم ووضع الأهالي بـ”الأكثر صعوبة من كل المراحل التي مرت علينا طوال السنوات الثلاث الماضية”، مشيراً إلى أن الأهالي في حالة من القلق والخوف الدائم لكن أملنا بالله كبير وندعو لكل عناصر الجيش اللبناني بأن يحميهم الله.
وأمل يوسف أن يسهم ضغط المعركة في رضوخ الطرف الآخر إلى المفاوضات وأن نصل إلى حل يكون إيجابياً لصالح أبنائنا، وأن تكون هناك مفاوضات جدية تؤدي إلى إطلاق سراحهم وحقن الدماء التي يُمكن أن تسيل وسقوط ضحايا للجيش نتيجة هذه المعركة، مشيراً إلى أن منسوب القلق والخوف لدينا ارتفع اليوم أكثر من أي وقت مضى ولكن لا يسعنا إلا ان نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما هو مكتوب لنا ولأبنائنا من رب العالمين سنرضى به لأن هذا قدر والقدر لا يستطيع أحد أن يهرب منه.
وشدد على ثقة الأهالي الكاملة بقائد الجيش وبحكمته في هذا الموضوع الذي يضعه في صلب أولوياته ونحن نرى كيف يتعاطى بجدية في هذا الملف.
من جهته، أكد نظام مغيط، شقيق المعاون أول المخطوف لدى “داعش” إبراهيم مغيط في حديث إلى «المستقبل»، أننا نعيش حالة من التخبط والضياع وكثرة الهواجس والخوف على مصير أبنائنا، مع تضارب الأخبار وبقاء مصيرهم مجهولاً حتى الساعة، مشيراً إلى أن الأهالي على أعصابهم منذ إنطلاق المعركة وهم يتابعون الأخبار لحظة بلحظة لعل وعسى يحصلون على خبر يبرد قلوبهم.
وتوجه مغيط إلى قائد الجيش بالقول: “باسم العسكريين المخطوفين، أطلق نيرانك لا ترحم”، مشيراً الى أن هناك حلين فقط وهما: إما أن يعود العسكريين سالمين إلى أهلهم أو أن يأخذ كل عسكري على الجبهة بثأر رفاقه.
وشدد على أننا جميعاً جنود مع الجيش وكلنا مستعدون للذهاب إلى الجبهة إذ لزم الأمر، مؤكداً أن كل عسكري على الجبهة في الجرود هو بمثابة أخي إبراهيم، فالله يحميهم ويكون معهم ونحن معهم وخلفهم.
وأسف مغيط للأخبار التي تتنبأ بتصفية العسكريين وما شابه وأنهم مدفونون في هذه المنطقة أو تلك، أو أنهم إنقسموا إلى مجموعتين وهم ليسوا هنا بل في الرقة، وهذا بحد ذاته إهانة للدولة اللبنانية كلها من الرأس وحتى آخر طفل ولد اليوم، داعياً إلى الرأفة بقلوب الأهالي وعدم بث مثل هذه الشائعات التي تتلاعب بأعصابهم والتعاطي مع هذا الملف الإنساني بمهنية وبضمير وبأخلاق.
وكان مغيط كتب قبل أيام على حسابه على موقع «الفايسبوك»: «أخي… أين أنت؟ ليتك يا أخي تعلم ما بي، وكيف هو حالي الآن، كاد اليأس يسحقني، فما عدت كصخر الجبال قوةً، فقد غص القلب بالأحزان وصارت حياتي بلا ألوان، أين أنت…؟!».
الى ذلك، حرصت مصادر عسكرية على عدم الخوض في قضية العسكريين واكتفت بالقول لـ«المستقبل»: “هذه قضية محورية ومركزية بالنسبة لقيادة المؤسسة العسكرية لكنّ الجيش لم يدخل بأي مفاوضات حتى الساعة وتركيزه منصب في الوقت الراهن على العملية العسكرية الجارية على الأرض لدحر الإرهابيين، أما ملف التفاوض فيتولاه اللواء ابراهيم بانتظار تبيان أي جديد في القضية”.
ورداً على سؤال، نفت المصادر العسكرية ما تردد أمس عبر بعض وسائل الإعلام عن لقاء عُقد حول هذا الموضوع داخل الجرود اللبنانية، مؤكدةً أنّ ما حُكي عنه من هذا القبيل إنما تم على الحدود السورية وليس ضمن نطاق ساحة المعركة التي يخوضها الجيش في الجرود اللبنانية.