Site icon IMLebanon

خاص IMLebanon: مصادر عسكرية تشرح تفاصيل عملية “فجر الجرود”

 

خاص IMLebanon:

كانت القوى العسكرية في الجيش اللبناني تدرك أن معركتها ضد تنظيم “داعش” في جرود القاع ورأس بعلبك ستكون صعبة، رغم أن القدرة القتالية للجنود اللبنانيين ووسائل القتال المتوفّرة لديهم لا تقل عما هو لدى القوات الأخرى التي تقاتل “داعش”، إلا أن العنصر الوحيد غير المتوفّر هو الطائرات الحربية التي يمكنها أن تشن عشرات الغارات في وقت قليل وأن تدمّر تحصينات قوية.

وتقول مصادر متابعة للعملية العسكرية لموقع IMLebanon إن الجيش استعاض عن هذه الغارات بقصف مدفعي وصاروخي متواصل على مدى أيام استخدمت فيه آلاف القذائف، كما أن القصف الجوي من المروحيات والسيسنا كان قصفا اختياريا للأهداف على شكل مجموعات مسلحة متحركة وآليات وأسلحة متوسطة أو ثقيلة ومواقع كناية عن متاريس. وكشفت هذه المصادر أن هذا القصف حدّ من قدرات المسلحين بنسبة تصل إلى نحو 60% من قدراتهم القتالية، كما تمكّن الجيش من خلال طائرات الاستطلاع من إحصاء الخسائر البشرية وبالعتاد بدقة في صفوف المسلحين.

وفق هذه النتيجة بدأت عملية “فجر الجرود” وكانت المعلومات لدى الجيش تؤكد أن ما تبقى من قدرة قتالية لدى المسلحين أصبحت تقتصر في شكل خاص على المفخّخات والعبوات والألغام والكمائن.

وبالفعل فإن الشهداء والجرحى الذين سقطوا في العملية حتى الآن سقطوا نتيجة عبوات وألغام، ولم يسقط أي منهم في مواجهة قتالية مع المسلحين الذين يلوذون بالفرار. وتشير المصادر إلى أن النتائج العسكرية التي تحققت تعتبر في الميزان العسكري إنجازا سريعا إذ أن ربط جرد رأس بعلبك بجرد القاع والتقاء القوات المهاجمة هو في الاستراتيجية العسكرية الخطوة التي ستسمح بشن الهجوم النهائي والقضاء على المسلحين في شكل تام.

المصادر المتابعة للمعركة أشارت إلى أن مسلحي داعش كانوا وحتى تاريخ انسحاب عناصر “سرايا أهل الشام” من جرود عرسال منذ أيام، ما زالوا يتلقون الدعم اللوجستي لاسيما الطعام والمحروقات من خلال مخيمات النازحين التي كانت خارج عرسال. وقالت المصادر إن هناك أدلة كثيرة على ذلك، كما أن وحدات الجيش تمكنت في أحد المواقع التي دخلتها في الجرود من مصادرة هواتف خلوية وأجهزة أخرى، ومنها ما كان مع مسلحين قتلوا، من جمع معلومات مهمة عن المسلحين في الجرود وعن خلايا في الداخل اللبناني يجري العمل على معالجتها.

العملية التي يقوم بها الجيش في الجرود تحظى بحسب هذه المصادر باهتمام أميركي وبريطاني كبيرين، وتؤكد أن التعاون مع هذين الجانبين قائم استخباراتيا، وقد أبدى الجانب الأميركي الاستعداد لتلبية اي طلب لبناني من معلومات وذخائر وأسلحة. ويحرص الأميركيون على معرفة تفاصيل المعركة من خلال الاتصال المستمر مع الجيش ومن خلال وسائل المراقبة والاستطلاع التي يملكونها في المنطقة.