كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”: “تستغرب جهة سياسية فاعلة ما جرى في عين الحلوة من اشتباكات عنيفة في وقت كان الجيش اللبناني يعلن البدء بعملية «فجر الجرود» لتطهيرها من تنظيم «داعش» الإرهابي، بحيث تشير إلى أن توقيت الاشتباكات يثير الريبة بسبب تزامنه المشبوه مع عملية الجيش البرّية. وتكشف الجهة السياسية نفسها، عن مؤشّرات بوجود جهات إقليمية وراء التفجير في المخيّم، وذلك بهدف حجب الأضواء عن المعركة التي يخوضها الجيش في وجه الإرهاب التكفيري، والضغط عليه والإيحاء بأن القرار اللبناني السياسي والأمني هو خارج الحدود اللبنانية، وتحديداً لدى العواصم الإقليمية.
وتوضح الجهة السياسية الفاعلة، أن المخاوف جدّية في هذه المرحلة، من إمكانية تفجير الوضع في المخيّم وتوسيع رقعة الاشتباكات لاحقاً لإرباك الساحة الداخلية وتوتير الأجواء السياسية والأمنية في البلاد على قاعدة الردّ على العملية النوعية للجيش ضد تنظيم «داعش»، باعتبار أنه في مخيم عين الحلوة، وبحسب تقارير أمنية، توجد عناصر ارهابية منتمية الى تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية بالإضافة إلى مئات الفارين من وجه العدالة، كما أطراف تملك قدرات عسكرية ومالية، وهي على تواصل دائم مع أطراف خارجية داعمة وراعية لها وتوظفها في مخطّطات توريط المخيم وإشكالات مع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية.
من جهة أخرى، تؤكد الجهة نفسها، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة اللبنانية، كان طرح للمسؤولين اللبنانيين أن حركة «فتح» لن تسمح بتحويل المخيم إلى منصة أو منطلق للقيام بأعمال إرهابية في الأراضي اللبنانية. وقد أكد الرئيس عباس، أنه سيولي هذا الملف اهتماماً خاصاً وكلّف السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور وقيادات عسكرية في فتح، مواكبة القضايا الميدانية ومراقبة التحركات في مخيم عين الحلوة. وفي هذا المجال، تنفّذ حركة «فتح» دوريات وعمليات استطلاع دائمة للحفاظ على الأمن، ولكن هناك ما يفوق قدرتها على لجم حالات التطرّف، لا سيما في الآونة الأخيرة، حيث تبيّن وجود خلايا نائمة في بعض أنحاء المخيّم، وهي موضع مراقبة ورصد من قبل «فتح» والأجهزة الأمنية اللبنانية”.