Site icon IMLebanon

إشتداد المعارك في “عين الحلوة”… فهل اقترب الحسم؟

 

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

ساعات مصيرية حاسمة تُقرّر مصير مخيم عين الحلوة، فإما أن يبقى الأمن بالتراضي ويبقى بلال بدر متحكِّماً برقاب الناس وإما تتمكّن حركة «فتح» التي أعطيت الضوء الأخضر اللبناني للقضاء على الجماعات الإرهابية، خصوصاً أنها شنّت منذ صباح أمس هجمات متتالية على مواقع بلال بدر وبلال العرقوب مستخدِمةً قذائف «اللانشر» و»البومباي» و»الهاون» 60 ملم للمرة الأولى، فيما يبدو أنّ الحسم اقترب، وذلك بعدما طالب بدر بانسحاب القوة المشتركة من حيَّي الطيري والصحون واقتصار الإنتشار فيهما على حركة «حماس»، فرفضت «فتح» الخضوع لشروط مطلوب للعدالة الفلسطينية واللبنانية، وباشرت الهجوم للمرة الثالثة على معاقله.في ضوء عدم إلتزام جماعتي بدر والعرقوب وقف إطلاق النار، إرتفعت حدّة الإشتباكات مساء أمس داخل المخيم، حيث شهد حيّا الطيري وبستان التيار قصفاً عنيفاً، ليُعقد بعد ذلك اجتماع في منزل مسؤول «عصبة الأنصار» الشيخ أبو طارق السعدي، تمّ التوصل فيه إلى وقفٍ للنار وسحب المسلحين من الشوارع بعد إتصالات السعدي المكثفة مع الجهات الفلسطينية واللبنانية الرسمية والسياسية، فيما تسلمت استخبارات الجيش «وليد الحسين» الذي ينتمي إلى مجموعة بدر.

وكانت قد شُكّلت لجنتان ميدانيتان لتثبيت وقف إطلاق النار ميدانياً، حيث توجّهت اللجنة الأولى التي تضمّ حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس» إلى مناطق الاشتباكات للقاء «عصبة الأنصار» وجماعة بدر والعرقوب، فيما اتجهت اللجنة الثانية المكوّنة من الجبهتين الديموقراطية والشعبية وحزب الشعب نحو «البركسات» للقاء قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.

وأُفيد عن مقتل يوسف بلال العرقوب ومحمد أبو ضبايا من جماعة بلال بدر وإصابة الفلسطيني عز الدين أبو داود الملقب بـ«عزو ضبابا»، وهو أحد المقرّبين من بدر، ونُقل الى مستشفى «الراعي» في صيدا نظراً لخطورة إصابته، ليرتفع عدد جرحى الاشتباكات، وقد تأثرت صيدا وطرقها الى الجنوب بالوضع، ما دفع القوى الأمنية الى إغلاق طريق دوار العربي والحسبة، ما اضطر الجنوبيين على سلوك الطريق البحرية.

وقد بدأت الجماعات الإرهابية تحصّن نفسها استعداداً لأيّ طارئ، ولوحظت تحركات غريبة للإرهابيين في حي الطوارئ بقيادة الإرهابي هيثم الشعبي الذي طرد النسوة من البيوت واحتلّها تحسّباً لتطورات أمنية متسارعة، فيما تجمّع العرقوب والمصابون الجرحى في قاعة عرب زبيد والصفصاف.

وكانت الإشتباكات تجددت صباحاً في الشارع الفوقاني على محور سوق الخضار- حي الطيري- حي الصحون- جبل الحليب، حيث سمع إطلاق نار كثيف من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، إضافة إلى رصاص قنص مصدره مجموعات بدر والعرقوب، وتعرضت مواقع الامن الوطني و«فتح» لقذائف صاروخية وإطلاق نار.

وقرابة الحادية عشرة عنفت حدة الاشتباكات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وشنّت «فتح» والأمن الوطني الفلسطيني بقيادة العميد أبو أشرف العرموشي هجوماً على حي الطيري، حيث تتحصّن جماعة بدر، ما أدّى الى إصابة عدد من مقاتلي «فتح»، فيما لوحظ أنّ جماعات إرهابية كانت تمدّ بدر والعرقوب بالسلاح والمؤن وسط حال نزوح من المخيم الى صيدا تخوُّفاً من تطوّر أمني أسوأ.

من جهته، وصف رئيس التيار الإصلاحي الديموقراطي في حركة «فتح» العميد محمود عيسى «اللينو» ما يجري في المخيم أنه بـ«أوامر عمليات داعشية من خلف الحدود»، وأكد لـ«الجمهورية» أنّ «الأمن بالتراضي لا يوصل الى نتيجة، بل إنّ المطلوب إجماع فلسطيني لأنّ هناك مطلباً شعبياً كبيراً بالخلاص من هذه المجموعات”.

بدورها، تأخذ أوساط فلسطينية على «فتح» أنها ورغم هجومها المباغت ومن محورَين على معقلي بدر والعرقوب والوصول اليهما، لكنها لم تتمكّن من القضاء على مجموعاتهما الإرهابية التي تصل الى 70 عنصراً من بينهم نازحون من مخيم اليرموك وهم من الجنسية الفلسطينية السورية بقيادة مالك حسين الملقب بـ«الوحش»، مشيرةً الى أنّ إخفاق «فتح» في الحسم العسكري والبيان الهزيل للقيادة السياسية شجّع الإرهابيين على التمادي وتجميع قواتهم والتقاط الأنفاس لإعادة تنفيذ الهجمات على «فتح» والأمن الوطني.

واعتبرت أن لا سبيل سوى وضع حدّ لتلك المجموعات الإرهابية من خلال تحجيمها وتواريها أو القضاء عليها، إلّا أنّ الحلّ الأخير صعب للغاية لأنه سيستفزّ جميع الإرهابيين في المخيم من أسامة الشهابي ورائد جوهر وهيثم الشعبي، الذين ينتمون الى «جبهة النصرة» لأنّ العرقوب وبدر من جماعة «داعش» وهم لم يناصروا بعضهم للخلاف العقائدي بين الطرفين واقتصر دور الشهابي تحديداً على معالجة جرحى الإرهابيين في منزله.