عقد مجلس النواب بدعوة من الرئيس نبيه بري جلسة له في ساحة النجمة لمناقشة سياسة الحكومة. وتركزت الكلمات بالدرجة الأولى على دور الجيش والانجازات التي يقوم بها في حفظ الأمن والاستقرار وفي محاربة الارهاب من خلال عملية “فجر الجرود” في جرد رأس بعلبك والقاع، حيث يسجل بطولات امام تنظيم “داعش” الارهابي.
الجلسة التي تميزت بالبرودة والهدوء، لم تشهد أي ردات فعل أو كلمات خارج “الإطار التجميلي” باستثناء كلمة النائب سامي الجميل الحادة اتجاه حكومة الحريري.
استهل الكلام رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي نوّه بجهود الجيش اللبناني، معتبرا أن الانجاز الذي يكتبه الجيش بدماء ابطاله هو اغلى الانجازات علينا جميعا وهو العنوان العريض لقرار الدولة وهذه الحكومة بالتصدي للمنظمات الارهابية، قائلا: “أنحني أمام أهالي العسكريين المخطوفين للكشف عن مصيرهم واستعادتهم إلى أحضان الوطن”.
الحريري، وخلال جلسة المناقشة العامة للحكومة، قال: “اذا كان الاستقرار الامني نتيجة الاستقرار السياسي فإن الحكومة عملت بجهد على الخطين وما كشف عنه وزير الداخلية نهاد المشنوق من دور لشعبة المعلومات في احباط مخطط ارهابي كان سيستهدف طائرة عربية في استراليا هو نقطة بيضاء في سجل الاجهزة التي تتولى حفظ الامن، مثنيا على التواصل الايجابي بين المؤسسات الامنية ما يساهم في حماية لبنان من التهديدات الارهابية”.
الحريري عدد الانجازات التي قامت به حكومته، منها اقرار قانون الانتخابات، واقرار موازنة العام 2017، تمديد عقدي الشركتين المشغلتين للهاتف بانتظار اجراء مناقصة جديدة واطلاق شبكة جديدة للانترنت وتخفيض التعرفة.
وتعهد الحريري العمل على اجراء الانتخابات وفقا للقانون الجديد وتأمين كافة الشروط الأمنية والديموقراطية لتأمين انتخابات نزيهة.
عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أمل أن تكون عملية “فجر الجرود” فجر إعادة سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
زهرا، وخلال جلسة المناقشة العامة، قال: “نحن مع حكومة بعهد أطلق آمال كبرى بعودة الدولة وانتظام عمل المؤسسات والاستقرار وعنوان بيانها الوزاري كان حكومة استعادة الثقة، لكن للاسف وبكل احترام الثقة معدومة بالحكومة التي لم تستحقها بعد”.
ورأى أن “السلسلة تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي لا بالتعليم ولا بالطبابة ولا بأي شيء آخر الكل يقول هناك مناقصة وتوزيع حصص الثقة معدومة بالحكومة، ولن تستحقها الحكومة بعد. واضاف: “نحن على مشارف نهاية موسم الصيف ونذكر وزير السياحة أواديس كيدانيان ما الذي حققه لبنان في هذا الصيف؟ وأسأله أين السياح الأجانب؟ وأسأله نعم هناك مهرجانات وهي حفلات غنائية ممولة إما من وزاراتنا وإما من شركات الخلوي أي من جيوب الشعب اللبناني”.
وتابع: “الناس بدأت تقترب من الكفر بكل المقدسات ونحن نمر بوضع اقتصادي استثنائي وخطير جدا ولا خط عودة اذا لم تحصل عملية تصليح عملية وشفافة”.
ودعا إلى “عملية تصحيح فعيلة سريعة وشفافة، اذ ان الناس بحاجة إلى تصديق أننا عندما نذهب إلى مناقصات نذهب باتجاه مناقصات شفافة، وكل ما يجري مشبوه، ورفع الشبهة في السياسة مسؤولية المشبوه وليس من ادعى وعلى المشبوه رفع الشبهة عنه، ليأخذ ثقة الناس”.
عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله لفت إلى أن هذه الحكومة حققت مجموعة من الانجازات منها قانون الانتخابات الموازنة والسلسلة والكثير من المشاريع الحيوية التي انجزت بسرعة قياسية”. وأضاف: “نتمنى أن نرى محاسبة حقيقية في ملف الفساد وهناك ما أسميه “الهدر المقونن” أي الذي يتم في الموازنة”.
وتناول فضل الله الهدر الحاصل في ملفات عدة، منها ملف وزارة الاتصالات، حيث قال: “هناك ديون حكومية تصل الى 700 مليار ليرة وهذه ديون الوزراء والمؤسسات الذين يستخدمون الاتصالات لمصالح شخصية، وهناك 450 مليار ديون على خطوط متوقفة”.
وتناول الفساد في موضوع شبكات الخلوي، وملف المشاعات والأملاك العامة، وغيرها”. وقال: “عندما سألنا هيئة التفتيش المركزي اين هي مكامن الهدر والفساد فاجاب رئيس الهيئة انها في قرارات الوزراء”.
بدوره، حيا الرئيس نجيب ميقاتي “الجيش قيادة وضباطا وأفرادا على ما يقومون به في السلسلة الشرقية”، وتوجه بالتحية الى قوى الامنية، قائلا “لا بد لنا أن نسجل الجهد الكبير الذي يقوم به المدير العام للامن العام في العمليات ضد الارهاب”.
ميقاتي، خلال جلسة مناقشة الحكومة قال: “ما زلنا نقرأ قانون الانتخاب ونرى فيه بعض الشوائب عند عملية احتساب الاصوات لذا نرجو توضيحا من الحكومة”.
وعن سلسلة الرتب والرواتب أكد ميقاتي أن هناك ظلما كبيرا يلحق بالسلك العسكري”.
النائب ابراهيم كنعان، سأل: “لماذا قانون تسليح الجيش لا يحترم ولا ينفذ”؟ وأضاف: “دعونا لا نميز بين جيش لبناني يقاتل وبين اي مواطن آخر يقاتل أو يقاوم من أجل لبنان ولا نميز بين شهيد وآخر وأتمنى على كل الكتل النيابية أن تكون لحظة تضامنية وليس لحظة تسجيل المواقف”.
كنعان، قال من جهة أخرى: “من واجباتنا كنواب في هذه المرحلة أن نؤدي واجبنا، وحضورنا في اللجان النيابية او الجلسات العامة ومناقشة القوانين أمر مهم ويجب ان يكون التزاما كاملا”.
وتابع: “أحيي الحكومة على ما قالت به وخصوصا أنها انجزت الموازنة”، مشيرا الى ان الالتفاف الوطني الموجود حول العهد لا يمكن ترجمته بمكاسب لأفرقاء في السلطة وابتعاد عن الفكرة والثقافة الاصلاحية في البلد. وقال: “الذهاب الى الأجهزة الرقابية واحترام قرارها أمر ايجابي، وأدعو كل من يعارض ان يشارك معنا في هذا العمل ان يعطينا افكارا ويساهم في التغيير الموجود”.
كنعان شدد على ان الحل بالاصلاح وبالعمل الجدي وبتعزيز أجهزة الرقابة التي يجب ان يكون لها حصانة وإمكانيات.
عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نوار الساحلي، قال: “في ظل ما يجري في الجرود وما يمر به لبنان لا ارى من واجب من نقاش الحكومة بل ارى ان نكون جميعنا متضامنين مع الحكومة لذا اسحب كلمتي”.
رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل شنّ هجوما قاسيا على الحكومة، لجهة سيادة قرارها المصادر، وموضوع تخطي المؤسسات، واتخاذ قرارات تحمّل المواطنين ضرائب اضافية، اضافة الى وقوفها موقف المتفرج أمام المجزرة البيئية التي يشهدها لبنان وذلك على خلفية النفايات.
الجميل توجه الى كل من شكك بقدرات الجيش اللبناني، قائلا: “الجيش يدافع عن كل لبنان وقد أظهر مهنية ضباطه وقدرته وشجاعته واليوم نتأكد ان الجيش اللبناني قادر أن يحمي كل اللبنانيين ويجب ان نمنحه الثقة لأن يكون وحده حامي الحدود وكل اللبنانيين”.
الجميل توجه الى الحريري الذي قال انه يفضل ان يقوم الجيش بمعركة عرسال، سائلا: “اذا كان هو يفضل فمن يقرر”؟.
الجميل الذي اعتبر ان المطلوب جواب من الحكومة ماذا اذا كانت زيارات بعض الوزراء الى سوريا رسمية، واصفا الوزراء الذين زاروا سوريا بأنهم “الحكومة 1” والحكومة الحالية “حكومة 2″، أشار الى صفقات تبادل شملت متهمين بالارهاب، وسأل: “هل هناك قرار قضائي سمح بذلك؟ كيف اخلي سبيل سجناء في رومية ضمن صفقة، فهل كان هناك قرار قضائي سمح بذلك وهل رئيس الجمهوية اصدر عفوا؟ فليخرج وزير الدفاع ويخبرنا ماذا حصل في صفقة التبادل اذ أنه من حق الشعب اللبناني أن يفهم ماذا جرى”.
الجميل حذر من ان الضرائب ستؤدي الى غلاء معيشة يصل الى 10%، وقال: “اصبح بيدنا 7 امضاءات ويلزمنا 3 امضاءات للطعن بقانون الضرائب”.
وأضاف: “اذا كان الدستور قال بضرورة اجراء الانتخابات الفرعية اذا حصل الشغور قبل 6 أشهر فكيف لنا أن نقرر انها “مش محرزة”؟
واعتبر اننا نشهد اكبر مجزرة بيئية بتاريخ لبنان في برج حمود والكوستابرافا، والحكومة لم تفعل شيئا ازاء هذا المووع، دعا مجددا للوثوق بالجيش ليكون بندقيته البندقية الوحيدة في هذا الوطن.
إشارة الى انه لدى بدء كلمة الجميل غادر الرئيس الحريري الجلسة.
عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، قال: “نعتز بجيشنا الوطني اللبناني على دوره وبشهدائه وبتضحياته ونعول آمالا على دور الجيش وعلى انجازاته المرتقبة في تحرير الحدود الشرقية من لبنان كما ونبدي الاعتزاز بشهداء المقاومة وبدورها التكاملي مع الجيش اللبناني الذي يهدف اولا الى جعل معركة الجيش على الحدود الشرقية اكثر انتاجية واقل كلفة واكثر انجازا”.
فياض الذي اعتبر ان حالة من الخراب تعصف بواقع الدولة والمؤسسات، رأى ان هناك مصلحة لبنانية حيوية للتعامل مع سوريا. واعتبر ان النص الذي اقر السلسلة فيه اختلالات ويحتاج الى تصحيح والمادة 30 و 9 التي لها علاقة بالمعلمين تتضمن مشاكل عديدة.
نائب “الجماعة الاسلامية” عماد الحوت دعا لتصحيح ما يطال الناس من ضرائب نتيجة قانون السلسلة والاستعاضة عنه بقانون من اين لك هذا؟
وبدوره، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي رأى أن اللبنانيين يعانون من أزمة سلسلة الرتب والرواتب، فهي عبء إقتصادي على المواطنين، وعلى الوزارات ان تدعمنا لان الدولة قد تخلت عن شعبها وهذا لا يجوز”.
وتساءل: “أين أصبح ملف دعم المستشفيات الحكومية؟ وعلى الحكومة أن تقدم المستحقات لمؤسسة الضمان الاجتماعي اذا أردناها أن تبقى فاعلة”، وقال: “اذا أردنا ان تبقى هذه الحكومة فعليها ان تسدد مستحقاتها”.
سأل النائب بطرس حرب: “استغرب كيف ان وزير العدل سليم جريصاتي يقبل شكوى من وزير على الناس، ومن واجب وزارة العدل تأمين العدالة اي الا تكون طرفا وغير منحازة؟” ، وقال: “يبدو ان وزير العدل “فاتح قلم لاحد الوزراء” لتلقي الشكاوى ويا ليت ورد اسمنا للمحاسبة، والنائب من واجباته ان يسائل الوزير”.
وإعتبر حرب أن ليس هناك حماسة لدى السلطة للانتخابات الفرعية واذا لم تتم الدعوة للانتخابات تكون الحكومة قد قامت بمخالفة دستورية لا يجوز السكوت عنها”.
وأضاف: “لأي سبب مجلس الوزراء أقال رئيس مجلس شورى الدولة من منصبه؟ وأين مبدأ فصل السلطات، مشيرا الى ان “من مصلحة السلطة ان تحافظ على استقلالية القضاء والا تحصر التعيينات بأزلامها ومحاسيبها”.
وعن مناقصة الكهرباء، دعا حرب للخروج من الحلول الموقتة في موضوع الكهرباء الى حل جذري وانشاء معامل لانتاج الطاقة الكهربائية في لبنان.
أخبار ذات صلة:
الجميل للحريري: “اذا كنت تفضّل فمن يقرّر”؟
كنعان: لا يجب التمييز بين جيش لبناني يقاتل وبين اي مواطن آخر يقاتل أو يقاوم
الحريري: انجازات الجيش العنوان العريض لقرار الدولة والحكومة في التصدي للارهاب