كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: لم تفلح جهود الوساطة الجديدة بين الفصائل الفلسطينية في تهدئة الوضع بمخيم عين الحلوة، الذي لا يزال يشهد حالة من التوتر.
وأُغلقت سرايا صيدا الحكومي الأربعاء، بعد إصابة 5 أشخاص بينهم عنصران من حركة فتح وآخران من أمن الدولة برصاص القناصة، حيث نقلا إلى مستشفى الهمشري، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وبينما تتصاعد حدة الاشتباكات في المخيم، ذكرت تقارير لبنانية أن المتطرفين هدّدوا بقصف مدينة صيدا المجاورة ومواقع للجيش حول المخيّم.
وأفادت مصادر أمنية بأن مقاتلي حركة فتح، كبرى التنظيمات الفلسطينية شنّوا هجوما جديدا في وقت مبكر الأربعاء على مواقع للمتشددين بقيادة بلال بدر وبلال العرقوب في حيي الطيري والصفصاف شرق المخيم بعد فشل الوساطات مجددا لوقف إطلاق النار.
وأدت المعارك بين الطرفين منذ اندلاعها الخميس الماضي، في المخيم الطي يشهد بين الفينة والأخرى استباكات عنيفة إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 35 آخرين في حين أصيب العقيد عبدالسبربري قائد كتيبة أبوجهاد الوزير، المسؤول العسكري بحركة فتح.
وتشير المعلومات إلى أن مقاتلي فتح نجحوا في تضييق الخناق على مواقع المتطرفين في حي الطيرة ومحيطه، ما دفع بكل من بلال بدر ومساعده شادي المولوي للتهديد بقصف صيدا ومواقع الجيش بالقذائف والصواريخ للضغط باتجاه قبول فتح بوقف القتال.
وتؤكد مصادر عسكرية أن المتطرفين لديهم القدرة على استهداف كامل مدينة صيدا التي تبعد عن المخيم أقل من كيلومتر حيث يمتلكون مدافع هاون وصواريخ قصيرة المدى.
ووفق المصادر ذاتها، يتمركز أكثر من 150 جنديا في مواقع ثابتة حول المخيم، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث يعيش فيه أكثر من 100 ألف لاجئ منذ سنوات طويلة.
وكان مسؤولون من حركتي فتح وحماس، التي رفضت المشاركة في القتال، اجتمعوا في سفارة فلسطين ببيروت الثلاثاء الماضي لكن اللقاء فشل في التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن أحد المصادر الذي حضر الاجتماع قوله إنه “حتى منتصف ليلة (الثلاثاء/الأربعاء) لم تستجب فتح لدعوات وقف إطلاق النار في الهجوم الذي تشنّه على حيّ الطيرة في عين الحلوة ضد المتشددين”.