Site icon IMLebanon

أسباب تغيُّر لون البول والعلاجات المُتاحة

 

كتبت سينتيا عوّاد في الجمهورية”:

من الشائع رصد مشكلة صحّية معيّنة عقب التعرّض لأعراض غير اعتيادية، لكن هل فكّرتم يوماً في مراقبة لون البول لمعرفة ماذا يقول عن نمط حياتكم ونوعيّة غذائكم وأيّ أمراض يُخبّئ؟من النادر جداً النظر إلى البقايا التي يتمّ إفرازها عقب دخول الحمّام، لكن في الواقع يمكن معرفة ما يحصل داخل الجسم من خلال لون البول ورائحته.

وفي هذا السياق، قالت إختصاصية التغذية، جانين عوّاد الجميّل، لـ”الجمهورية” إنّ “البول يحتوي 95 في المئة من المياه و5 في المئة من الكلوريد واليوريا والصوديوم والبوتاسيوم والكرياتينين، ولونه المعروف هو الأصفر الناتج من مادة “Urobilin” التي تظهر نتيجة تفكّك خلايا الدم الحمراء القديمة في البول”.

وتابعت حديثها: “هناك عوامل عديدة، كالأدوية والأطعمة والأمراض، تستطيع تغيير لون البول. إذا كان كل شيء طبيعياً وصحّياً، يجب أن يكون لونه أصفر شاحباً.

لكن عندما يصبح شفّافاً فقد يرجع إلى شرب جرعة عالية من المياه أو الحصول على العقاقير المُدرّة للبول لمساعدة الجسم على التخلّص من السوائل. وفي هذه الحال تنخفض الأملاح الأساسية بنسبة عالية، ما قد يؤدّي إلى خلل في مستويات الدم.

أمّا البول البُنّي أو العسلي الداكن فقد يُشير إلى الجفاف والحاجة إلى استهلاك مزيد من المياه فوراً، أو قد يُنذر بوجود مشكلات في الكبد تستدعي إستشارة الطبيب”.

كذلك سلّطت عوّاد الضوء على ألوان أخرى غير اعتيادية يجب عدم تجاهلها:

الأحمر أو الزهري

بعض المأكولات، كالجزر وتوت العلّيق والشمندر، قد يحوّل لون البول إلى أحمر – زهريّ. كذلك قد يحدث ذلك نتيجة إنعكاس سلبي لبعض الأدوية كأنواع معيّنة من المضادات الحيوية أو العقاقير المستخدَمة لعلاج إلتهابات المسالك البولية. يجب إستشارة الطبيب دائماً في حال إفراز بول أحمر أو زهري، فقد يُشير إلى وجود دم في البول، أو أمراض الكِلى، أو إلتهاب المسالك البولية، أو مشكلات في البروستات، أو ورم.

البرتقالي

من المرجّح أن يتحوّل لون البول إلى برتقالي بسبب إستهلاك جرعة مرتفعة من الفيتامين B2، أو بعض أنواع المضادات الحيوية والعقاقير المخصّصة لالتهاب المسالك البولية. ووفق حدّة اللون، قد يُشير أيضاً إلى الجفاف، أو وجود مشكلة في الكبد أو القناة الصفراوية.

الأخضر

قد يحدث عقب تناول مأكولات معيّنة كالهليون، أو قد يرمز إلى إلتهاب في البول قد اجتاح كل الجهاز المهبلي.

الأبيض السميك

ناجم من الإفراط في تناول بعض المعادن خصوصاً الكالسيوم والفوسفات، أو وجود عدوى في المسالك البولية، أو بروتينات إضافية في الجسم.

وفي ما يخصّ الرائحة، لفتت خبيرة التغذية إلى أنّ “البول لا يملك عادةً رائحة قويّة.

لكنّ مكمّلات الفيتامين B6 وبعض الأطعمة، خصوصاً الهليون بسبب احتوائه مركّب الكبريت، يستطيع تغيير الرائحة. كذلك عند التعرّض للجفاف وزيادة تركيز البول، تكون رائحته قويّة. إذا تمّ استنشاق رائحة قويّة عقب التبوّل، من المحتمل أن يُشير ذلك إلى إلتهاب المسالك البولية، أو سكري، أو عدوى المثانة”.

ما العمل؟

في حال معاناة مشكلة في تغيّر لون البول ورائحته، دعت عوّاد إلى “تفادي إستهلاك المشروبات والمأكولات الغنيّة بالسكر لأنها تؤدّي إلى تكاثر البكتيريا وعجز الكُريّات البيضاء عن مقاومتها. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأطعمة المصنّعة، والحارّة، والدهون، واللحوم الحمراء”.

وفي المقابل، أوصت بـ”الحصول على البروبيوتك لمحاربة الإلتهاب، أو التركيز على المأكولات الغنيّة بالـ”L.Acidophilus” الموجودة في اللبن ومصله وخلّ التفاح لمحاربة الميكروبات.

كذلك من المهمّ شرب عصائر طازجة غنيّة بالفيتامين C خصوصاً الـ”Grapefruit”، وإيلاء أهمّية إلى عصير الكرانبيري لاحتوئه سكراً بسيطاً لا يلتصق بالمثانة ولا يؤثر سلباً في معدل السكر في الدم لدى مرضى السكري، والتركيز على مصادر الفيتامين A (جزر، وسبانخ، وبروكلي) لتقوية الجهاز المناعي، والزنك (كركند، وخميرة، وصفار البيض، وبذر الكتان ودوار الشمس) للمساعدة على تكاثر الكُريات البيضاء ومحاربة البكتيريا.

والأهم من كلّ ذلك، تأمين كمية جيّدة من المياه كفيلة بمنع تعرّض الجسم للجفاف، والحرص على أن تكون الجرعة المستهلكة صباحاً متساوية مع تلك المخصّصة لفترة ما بعد الظهر لضمان جسم مرطّب على مدار اليوم، ومنع إرهاق الكِلى في حال شرب المياه دُفعة واحدة”.

وشدّدت أخيراً على “إستشارة الطبيب فور ملاحظة أيّ تغيّر في البول غير مرتبط بأدوية جديدة أو أطباق غذائية مستهلكة، خصوصاً إذا استمرّ ذلك لأكثر من يوم، أو إذا ترافق مع الحمّى، أو ألم في الظهر أو الجانب، أو تقيّؤ، أو الشعور بعطش شديد”.