IMLebanon

“أبو طاقية” يكشف جزءا من الكثير: الاتهامات ضدي سياسية وتعالج بالسياسة!

 

كتبت كلادس صعب في صحيفة “الديار”:

عرسال الاسم الأشهر على الإطلاق لبنانيا منذ انطلاق الاحداث في سوريا وابو طاقية وابو عجينة اسمان نافسا شهرة مدينتهما. شيخ ورئيس بلدية سابق شغلا الناس وملآ الدنيا ضجيحا. الشيخ مصطفى الحجيري ورث لقب والده أبو طاقية ولكنه انطبق عليه لبراعته في الاختفاء وفي سرعة الظهور مجددا. شيخ يؤم الصلاة ويدير «التداعيات «لمعركة شرسة بين الإرهاب والجيش اللبناني طريد العدالة يتحول فجاة الى وسيط الجمهورية، شيخ بوجوه متعددة يصر هو ويؤكد بأنها جميعا لخدمة عرسال والجيش اللبناني، فاي وجه من هذه الوجوه نصدق؟

وفي المقابل علي الحجيري «ابو عجينة» ينافس قريبه الشيخ ابو طاقية شهرة. رئيس البلدية الاسبق هزمه الاعتدال في الانتخابات البلدية السابقة وتركت بصمة التطرف عنده عالقة في الاذهان. صامت الان او شامت بالأداء الملتبس لأصحاب الشان في بيت الوسط الذى أودى به على قارعة الطريق أمام المبنى البلدي. هو اليوم لا يزال يفتش عن الأسباب الحقيقية التي دفعت به الى بئس  المصير، ابو عجينة يطلق الكلام على عواهنه دون صقل. ساكت لان أصحاب الشان في بيت الوسط يلوحون له دائما بنزع الغطاء السياسي، وبالانتظار يشتاق ابو عجينة لبق البحصة خصوصا اذا اتت الرياح عكس مركبه عندها يطلق العنان لمنطقه العفوي ويسمي الكل، والكل عنده يعني الكل، من الخليج وصولا إلى البيت الداخلي لقوى 14 اذار.

والاثنان ابو عجينة وابو طاقية يرفضان «حمل الدم» الذي اريق عندما ذبح الارهابيون الجنود اللبنانيين، فالقتلة خرجوا بالباصات برعاية سياسية شاملة وابرز من بارك هذا الخروج الفريق الاذاري، فيما ابو طاقية الذي تنقل بين الجـرود وعرسال لم ينم قبل التسوية النهائية لهذا الملف الشائك، كلام يقوله محامي الدفاع ناجي ياغي عن ابو طاقية.

بعدما تعذر الاتصال بالشيخ ابو مصطفى الحجيري ويضـيف المحامي الذي اعتذر عن تعثر الاتصال الهاتفي مع موكله لاسباب امنية ولوجستية بان ابو طاقية جاهز لإثبات براءته من كل القضايا الخمسة المرفوعة ضده وضد اولاده الثلاثة. ولدى السؤال عن الاسباب الامنية التي منعته من الرد على الاعلاميين أجاب المحامي بان اللقاء مرهون باوقاته المناسبة والشيخ يحاذر كثيرا الظهور لاسباب لوجستية لان الخلافات وسوء التفاهم لا يزالان قائمين مع الجوار في عرسال. لكن في المقابل، يوضح المحامي بان الشيخ سـيحضر قريبا الى المحكمة العسكرية ليدلي بدلوه ويتلو بشهادته التفصيلية منذ نشر الازمة وهذا يعني في علم القضاء بان مذكرات التوقيف غير موجودة بل المخيلات لدى البعض اوجدها لغايات سياسية بان الشيخ كان ولا يزال تحت القانون وان غدا لناظره قريب.

ابو طاقية اكد في تصريحه لـ”الديار” ان «حضوره الى المحكمة مرهون ببـعض التفاصـيل».

وشدد على عدم حصول تواصل بينه وبين تنظيم الدولة على الاطلاق لا بل كانت علاقته بهم سيئة بسبب دخوله في مفاوضات مع «جبهة النصرة» لاستعادة العسكريين المخطوفين والذين «يعتبرونهم جنود كفار تابعين لدولة كافرة».

المساعي التي قام بها الشيخ الحجيري تمثلت بمرحلتين الاولى عند تحرير الجنود الذين خطفتهم «النصرة» ومؤخراً في العملية الاخيرة التي افضت الى التسوية الاخيرة وهذا الامر اصبح علنيا.

وبسؤاله عن صحة المعلومات التي تحدثت عن خروجه من عرسال؟ اكد ابو طاقية انه مازال في عرسال ولن يغادرها.

وعن سبب عدم تواصله مع الاعلاميين؟ لفت الحجيري الى ان الاتفاق بينه وبين مسؤول امني قضى بعدم تسريب اي خبر يتعلق بهذه المفاوضات حرصاً على عدم التشويش الذي قد يؤدي عن قصد او عن غير قصد من قبل بعض الاعلاميين والذي قد يكون له تأثير على المساعي سلباً لاسيما وانها كانت تجري خلال المعركة .

وعن مثوله امام المحكمة العسكرية الدائمة لاسيما وان هناك العديد من القضايا المتهم بها؟

اجاب: «انا ببساطة عندي ملف سياسي وربما تتجمع اشياء امنية وغيرها ضدي» ولعل قضية العسكريين الذين سعيت لاعادتهم الى اهلهم نموذجاً للتهم التي اطلقت بحقي حيث تبين لهم انني الخاطف، مضيفاً انه في السياسة تطلق التهم ومن ثم نقوم بالتفتيش عن مبررات لها لذا يجب ان يكون هناك نوع من تفاهم سياسي لان الاتهامات السياسية لا تعالج الا بالسياسة.

وتطرق الى غزوة عرسال وبان العناصر التي اصطحبها الى بيته من مخفر الدرك بعد ان عرض نفسه ونجله للخطر ووجهت البنادق الى رؤوسهم ومع ذلك خرج الى الاعلام عبر «المؤسسة اللبنانية للارسال» ليوجه رسالة الى الدولة اللبنانية وهي بمثابة اخبار لاجهزة الدولة كلها ولم يتحرك احد.

وبعد مرور اكثر من ساعتين تعرض للتهديد من عدد كبير من المسلحين فلم يستطع حمايتهم وهو كان اسيراً وعائلته وبلدته واخذوه رغماً عنه ولم يكن بينهم اي عنصر من عناصر المؤسسة فكيف يحمل المسؤولية ودولة باكملها لم تستطع انقاذهم وكيف سمح للمسلحين العبور الى الجرود برفقة عناصر الدرك.

واضاف ابو طاقية: الشيخ سالم الرافعي حي يرزق ولتتم دعوته للشهادة عما قمت به حين رجوته التحدث الى «ابو مالك التلي» كي لا يأخذ عناصر الدرك رهائن لديه، هل المفروض ان اكون اكبر من الدولة. وتساءل كيف باستطاعته منع حدوث هذه العملية في حين «ان دولة طويلة عريضة ما قدرت حميت العسكر.

وفي الوقت الذي كنت اعمل فيه على مساعدة اهالي العسكريين لناحية تأمين ما يلزم لعناصر الدرك من ادوية وحاجيات دون ممارسة الابتزاز كما كان يفعل الباقون كان المسؤولون في الدولة ينامون ملء عيونهم ولا يرف لهم جفن بينما كنت اعبر الجرود تحت القصف من براميل وغيرها وانام في الجرود ولعل الوزير وائل بو فاعور والنائب جمال الجراح من الاشخاص الذين يعلمون ما كنت اقوم به وكذلك عائلات العناصر وانا على استعداد لمواجهة عناصر الدرك واهاليهم ليشهدوا على ما قمت به تجاههم دون مقابل بل انطلاقاً من انني ابن عرسال ولبنان بلدي وكما يقول المثل «يلي ما فيه خير لبلده ما فيه خير لحداً.

وبسؤاله عن «المونة» التي يتمتع بها لدى «النصرة» ؟

شدد على ان لا مونة بل ان النصرة كانت ترغب بالتفاوض لعدة اسباب كذلك الدولة اللبنانية وهو من قام بهذا الدور. ورغم تلقيه وعوداً من «النصرة» بعدم ايذاء اي عنصر تم غدره وقتلوا اثنين من العناصر. كما انه لا يعتبر نفسه يمون عليهم وهم الذين تعدوا على حرمة منزله عندما اخذوا عناصر الدرك عنوة.

وأنهى ابو طاقية كلامه بأنه عندما سيمثل امام المحكمة العسكرية يتمنى ان تكون محاكمته علنية لكي يأخذ كل انسان حقه وهو اليوم انفتح على الاعلام عبر «الديار» ويوماً ما سأدلي بما يختزنه عقلي من كلام كثير كثير كثير.