قرأ خبراء عسكريون غربيون باهتمام بالغ لموقع IMLebanon وقائع “التطور المذهل” لأداء الجيش اللبناني العسكري منذ حرب “نهر البارد” بوجه إرهاب “فتح- الإسلام” بقيادة شاكر العبسي ومعركة جرود القاع ورأس بعلبك في مواجهة إرهاب “داعش”. ولفت الخبراء إلى التطور النوعي الذي حققه الجيش اللبناني في أدائه العسكري وقتاله في الميدان، وعددوا ملاحظات، أهمها:
– في نهر البارد كان الجيش اللبناني يحاصر حوالى 200 إرهابي معظمهم لم يمتلك خبرات قتالية، وعلى مساحة محدودة لم تتجاوز الكيلومترا مربعا واحدا، مساحة كانت مكشوفة بالكامل لمدفعية الجيش اللبناني، ورغم ذلك استغرقت العملية أشهرا قبل الحسم وتكبّد الجيش اللبناني كلفة بشرية باهظة. في المقابل فإن معركة جرود عرسال كانت لتحرير مساحة 120 كيلومترا مربعا بوجه مئات إرهابيي “داعش” المدربين، في منطقة جردية صعبة جدا وغير مكشوفة والمعركة باتت قاب قوسين أو أقل من الحسم في أقل من 10 أيام.
– في نهر البارد تكبّد الجيش اللبناني 173 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم عدد كبير من الضباط، أما في معركة “فجر الجرود” فسقط للجيش 5 شهداء وعدد قليل من الجرحى، ما يظهر التقدم الهائل في القتال الاحترافي للجيش اللبناني مع الحد اللافت من الخسائر في مواجهة أعنف أنواع الإرهابيين الذين تمرسوا في القتال من العراق إلى سوريا.
– في نهر البارد لم يتم إرسال الأفواج المقاتلة في الجيش منذ اللحظة الأولى وانتظر الأمر أكثر من أسبوعين، في حين أن الجيش أرسل أفواج النخبة إلى جرود القاع وراس بعلبك منذ اليوم الأول للتحضير للمعركة.
في المقابل يشير الخبراء الغربيون إلى أن “حزب الله” أظهر تراجعاً واضحاً في أدائه قد يكون نجم عن اضطراره للاستعانة بعدد كبير من المقاتلين غير المتمرسين، وذلك بسبب فقدانه لأكثر من 1500 من كوادره المقاتلة على الأقل في الحرب السورية، وهذا ما تسبب في أن يخسر في معركة جرود عرسال والتي انتهت بصفقة ما لا يقل عن 25 مقاتلا، إضافة إلى 15 آخرين في المعركة ضد “داعش” في الجانب السوري من الحدود، إضافة إلى 3 عناصر وقعوا أسرى في جرود عرسال بسبب قلة الخبرة العسكرية أيضا.
ويختم الخبراء بالإشارة الى أن “حزب الله” حظي قبيل معركة جرود عرسال إلى مساندة بالغارات الجوية السورية على مواقع “جبهة النصرة” على مدى أكثر من أسبوعين في حين حُرم الجيش اللبناني من أي مساندة جوية.