ترى مصادر قيادية في قوى 14 آذار عبر الوكالة “المركزية”، أنّه على الرغم من انّ “كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليل أمس، تكاد تكون من أكثر الخطابات التي وجّهها في الأشهر لا بل السنوات الماضية، سلبيةً”، الا انّ ثمة “إيجابية يتيمة لكن “وازنة” يمكن قراءتها بين سطور مواقف نصرالله، تتمثل في أنّ خطابه، من حيث “النبرة” والمضمون، حمل تأكيداً بأنّ لا تنسيق عسكريا بين الجيش اللبناني من جهة والجيش السوري وحزب الله من جهة أخرى. فقطع “السيّد” بنفسه الشك باليقين، وصدّق ما أعلنته مديرية التوجيه في المؤسسة العسكرية منذ انطلاق معركة فجر الجرود، في مقابل إقفاله الباب على المعلومات والتحليلات الصحافية الكثيرة التي كانت تصر على التسويق لكون التنسيق قائما وطبيعيا.
فبعدما حاول نصرالله التلميح بأنّ التزامن في إطلاق المعركة من جانبي الحدود، يدلّ الى تواصل بين الطرفين اللبناني والسوري، أعلن انّ “مسلّحي “داعش” اليوم محاصرون في مرتفع استراتيجي (حليمة قارة) يتوسّط الحدود بين لبنان وسوريا، والذي من المفترض أن يلتقي عليه الجيشان اللبناني والسوري” (مستقبلاً)، وبدا في كلامه هذا يدفع الجيشَ اللبناني نحو فتح “قناة” مع المحاربين من الجانب السوري، غير موجودة، في حين أكدت المؤسسة العسكرية مرارا ان عملياتها ستتوقف عند بلوغها الحدود اللبنانية – السورية.
في المقابل، تشير المصادر الى انّ مواقف نصرالله أمس أتت لتكمّل المساعي الحثيثة لحزب الله ومن يدورون في فلكه في لبنان، لجرّ الدولة اللبنانية الى تطبيع علاقاتها مع النظام السوري. فبعد الزيارات الوزارية الى دمشق التي تصب في هذه الخانة، وبعد الدعوات الى التنسيق مع الحكومة السورية في ملف النازحين، أخرج نصرالله من جيبه ورقة “العسكريين المخطوفين لدى “داعش”، بحسب المصادر، كوسيلة جديدة لدفع الحكومة الى التواصل مع بشار الاسد.
وفيما تستغرب ان يقحم “الامين العام” هذا الملف “الانساني” في البازار السياسي، بكشفه ان الحكومة السورية جاهزة للتعاون في كشف مصيرهم “شرط الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني، وليس تحت الطاولة بل فوق الطاولة”، توقفت المصادر عند “العرض النظامي” هذا الذي يُضاف الى “استعداد الجيش السوري وحزب الله لفتح ممر يخرج عبره مسلحو تنظيم الدولة الى الرقة أو اي منطقة يطلبونها” من ضمن المفاوضات الجارية بين الطرفين، لتسأل “اذا كان “داعش” فعلا في رأيهما، العدو الاخطر والتهديد الاول، فكيف يتفاوضان معه ويسهّلان انتقال عناصره من منطقة الى أخرى”؟
أما المعادلة “الماسيّة” التي كشف نصرالله النقاب عنها أمس والتي وسّعت ثلاثيةَ “الجيش والشعب والمقاومة” الى “رباعية” باضافة الجيش السوري اليها، فتعتبرها المصادر الجانبَ الاخطر من الخطاب. وتقول انّ إنجازات الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع والتي أثبتت قدرته على الدفاع وحده عن لبنان، يجب ان ينحني لها الجميع وأن تجعل الثلاثية “الذهبية” “الجيش والشعب والدولة”، لا أن تحمل البعض الى اضافة جيش غريب اليها، لان في هذه الخطوة استخفافا بالمؤسسة العسكرية وبانجازاتها وبدماء أبطالها.
وإزاء اعلان نصرالله ان “عيد التحرير الثاني بعد العام 2000 هو عيد تحرير الحدود اللبنانية السورية عام 2017″، تقول المصادر إنّ العيد يكتمل بانتشار الجيش اللبناني على كل الحدود اللبنانية شمالا وشرقا وجنوبا، ولن يصبح ناجزا قبل تسليم الاطراف كافة بقدراته وكفايته وجعله المُمسِك الوحيد بالسلاح على الساحة المحلية”.