ذكرت صحيفة “الديار” أنه ممّا لا شكّ فيه أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يتصرّف مع هذه المرحلة باتزان كليّ بحسب اوساط مقربة منه، يستوعب العناوين ويقيم علاقة جدليّة معها بصفاء كامل حتّى تتّضح صورتها الأخيرة.
وتقول الأوساط إنه قد لاحظ بقوّة تلك التبدّلات الجذريّة خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب. وبحسب “الديار” سمع الحريري من الرئيس الأميركيّ، ومن الذين التقاهم، أنّ أميركا لا تملك بدائل للنظام في سوريا، وفـهم ما مفاده بأنّ التسوية السوريّة ستترسّخ من خلال الرئيس بشار الأسد ومعه. والأمم المتـحدة تعكف على كتابة دستور جديد لسوريا ستتم مناقشته من الجميع. وعلى هذا فإنّ شخصيات في أميركا تربطهم بوالده الشهيد صداقات قديمة وهم على تواصل معه، قد نصحوه بعدم أخذ أيّ موقف معاد ومتصلّب لسوريا ولرئيسها ونظامها، ذلك أنّ التسوية لن تمرّ وتصحّ إلاّ بالنظام. وبالتالي فإن له مصلحة بأن يندرج في التسوية بأبعادها حتى يكون له موطئ قدم في سوريا من خلال الاستثمار فيها.
في موازاة ذلك، تقول الصحيفة، فإنّ المملكة العربيّة السعوديّة، قد دخلت مرحلة جديدة من التبدلات مع وليّ العهد الجـديد الأمير محـمد بن سلمان، متأثرة بالمناخات الجديدة السـاـئدة في الخليج ومنه إلى سوريا من خلال الحسم الميدانيّ وترسيخ الحلّ السيـاسيّ، ومن المعروف أنّ علاقة طيـبة تربط وليّ العهد بالحريري تسمح له من جديد بالدنـوّ إلى موقـع القرار على حدّ قول الاوساط نفسها، وعلى هذا لاحظ الحريري أنّ السعوديين لم يعودوا يدمنون السباب ويكيلون الشتائم للرئيس السوريّ بشار الأسد، ويصرّون على تنحيته بالقوّة.
وبحسب “الديار”، خلال زيارة دونالد ترامب الأخيرة الى الرياض سمع السعوديون كلاما واضحا بضرورة الاتجاه نحو الخيارات التهدويّة مع دمشق طالما أن بشارًا يقاتل الإرهاب. وقد لاحظ المراقبون أنّ السعوديين قد توقفوا عن الهجوم، والحريري قد حدا حدوهم في اتّباع الهدوء، وعلى هذا لم يكن موقفه حادّاً في وجه زيارة الوزراء اللبنانيين إلى دمشق على الرغم من محاولته عدم إسباغ الهالة الرسميّة عليها. ولكنه لم يرفضها إطلاقاً.