ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ مفاعيل الانتصار المدوّي الذي حققه الجيش اللبناني في معركة “فجر الجرود” داحراً تنظيم “داعش” في الاتجاه السوري ومنظّفاً آخر بقع تواجده على الاراضي اللبنانية، لن تنحصر في الداخل المنتشي بفرحة النصر، ولو منغّصة بحرقة كشف المصير الاسود للعسكريين المخطوفين. فالانجاز العسكري الذي اثبت قدرة الجيش على تحرير الارض وفرض الحسم السريع لمصلحته، سيُستثمر سياسيا ووطنيا في الخارج لتلميع صورة لبنان ومؤسسته العسكرية وامساكها بقوة بقرار الحرب والسلم، خلافا للمنطق السائد في بعض الدول العربية والغربية الذي يصوّر الجيش اللبناني عاجزا عن التحكم بهذا القرار، ما ينعكس سلباً على مستوى تقديم المساعدات العسكرية لدعمه في مواجهة الاخطار المحدقة بلبنان.
ولن يقتصر الاستثمار في الخارج على محطة او اثنتين بل يتعداهما الى سلسلة اطلالات منها الرئاسي ومنها الوزاري للاضاءة على حجم الانتصار وقدرات الجيش التي أقرت بها كبريات الدول في العالم عبر بيانات الاشادة والثناء التي اصدرتها سفاراتها في بيروت، داعية الى رفع مستوى الدعم والتقديمات العسكرية، نسبة للدور الذي لعبته نوعية المساعدات المقدمة للجيش، لا سيما الاميركية منها في التفوق على “داعش”.
وتكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان اولى هذه المحطات سيتمثل في اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة سعد الحريري في الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة المقبل، كما اعلن قصر الاليزيه، حيث سينتقل الحريري الموجود في الخارج الى باريس حاملا ملفاته المتضمنة خطته الاقتصادية وعودة النازحين السوريين ومؤتمر الدعم الدولي لبيروت ومعها “انتصار الجرود” للولوج عبره الى الهبة السعودية للجيش اللبناني وامكان اعادة ضخ دم جديد في عروقها المجمّدة، باعتبار ان فرنسا هي الركن الثالث في الاتفاقية.
وسيشدد الحريري على بذل ما يمكن من اجل تحريك هبة الثلاثة مليارات ووضعها موضع التنفيذ ليتسنى للجيش في ضوئها استكمال مهامه التحريرية وضبط حدوده الشرقية بعدما انهى مهمة تنظيف وتطهير الجرود وتمركز على الحدود لضبطها من خلال اقامة ابراج مراقبة تمنع تسلل المسلحين وتهريب السلاح وعودة الارهابين على ان ينتقل في المرحلة التالية الى تنظيف ما تبقى من بؤر امنية في الداخل لاسيما في المخيمات الفلسطينية من خلال خطة قد تضعها المؤسسة العسكرية بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية لمنع استخدام المخيمات كملاجئ للارهابيين والخارجين عن القانون، بحيث تصبح في عهدة الجيش اللبناني. وملف المساعدات العسكرية سينقله معه رئيس الحكومة الى محطة ثانية في موسكوالتي يحطّ فيها في 13 ايلول المقبل لبحث امكانات مدّ الجيش بالدعم العسكري الروسي للغاية عينها.
اما ثالث المحطات، فرئاسية بامتياز من اعلى منبر دولي سيعتليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 17 ايلول خلال الجمعية العمومية للامم المتحدة حيث سيلقي كلمة لبنان بعد انقطاع فرضه الفراغ الرئاسي، ولا بد وفق المصادر، الا ان يظلل طيف الانتصار العسكري على “داعش” الموقف الرئاسي، من بوابة التأكيد على الدور البطولي والقدرات القتالية المتمايزة التي يتمتع بها الجيش والتي مكنتّه من قهر “داعش” في مهمة عجزت جيوش كبرى عن الاضطلاع بها. وتلي المحطة الرئاسية الأممية اخرى فرنسية في 25 ايلول يلبي من خلالها الرئيس عون الدعوة التي وجهها اليه نظيره ماكرون لزيارة دولة تستمر حتى 27 ايلول تحضر فيها مختلف ملفات البحث ومن ضمنها حكما المساعدات العسكرية في ضوء النصر المبين، علما ان زيارات عون للخارج لن تتوقف عند الحدود الفرنسية اذ ستليها أخرى في اتجاه ايطاليا وروسيا وبعدها ايران من دون حسم المواعيد حتى الساعة.
وفي المحطات الوزارية، يطل الانتصار العسكري اللبناني من لاس فيغاس في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يعقد برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يستخدم ورقة النصر لتشجيع المغتربين على دعم وطنهم الام بما تيسر من طاقات توظف في اكثر من مجال.