لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميشال سليمان في بيان الى ان حادثة اختطاف العسكريين الشهداء أتت في ظل الفراغ الرئاسي خلافاً لما تدعيه بعض الوسائل الاعلامية لأهداف رخيصة، داعياً إلى ضرورة فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، ومحذراً في الوقت عينه من خطورة تشويه صورة الجيش المنتصر في “فجر الجرود” وفي كل المعارك التي سبقتها، ومن تداعيات السماح لعناصر “داعش” بالانتقال من الأراضي اللبنانية إلى حيث يختارون تنفيذاً لاتفاق ثنائي تم بين “حزب الله” والنظام السوري من دون علم الدولة اللبنانية، المفترض أن لا تقبل بأقل من القضاء على هؤلاء بدلاً من القبول برحيلهم إلى ديارهم سالمين، بعد التثبت من استشهاد العسكريين وانتفاء مبررات المقايضة.
النص الكامل
توضيحاً للحملة المبرمجة التي تديرها جهة معروفة وتساهم فيها بعض المواقع أو صفحات التواصل الاجتماعي (بعضها عن عدم معرفة)، سعياً للاستغلال الرخيص وبهدف التعمية على حقائق موجعة ورغبة دفينة اتية من خارج الحدود تعمل على تصفية الحسابات غير ابهة بمشاعر أهالي الشهداء العسكريين الأبطال، يهم المكتب الاعلامي للرئيس العماد ميشال سليمان ان يوضح التالي:
أولاً: إن حادثة اختطاف العسكريين لدى التنظيمين الارهابيين “جبهة النصرة” و”داعش” حصلت في شهر اب 2014، أي بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان بثلاثة أشهر، وبالتالي، إن كان هناك من مسؤولية سياسية، فيتحملها حصراً الفريق السياسي الذي عطّل الانتخابات الرئاسية وجعل من حكومة تمام سلام، حكومة الـ”24 رئيس”، وبالتالي لا بد من فتح تحقيق رسمي لضمان تبيان الحقائق وتحديد المسؤوليات بدلاً من رميها جزافاً بحسب الأهواء أو المصالح السياسية.
ثانياً: إن كل من يتنطح محملاً السلطة السياسية وقتذاك، مسؤولية عدم اتخاذ القرار لإبادة “داعش” وطرده من الجرود سنة 2014، عليه ان يتذكر كيف انهزمت بعض الجيوش العربية القريبة والبعيدة أمام التقدم السريع لهذا التنظيم الارهابي في سوريا والعراق وليبيا، وكيف شارف النظام السوري على السقوط لولا التدخل الروسي لانقاذه، قبل ان يفعل التحالف الدولي فعله، بضرباته المكثفة لاضعاف “داعش”، في حين عمل الجيش اللبناني على حماية لبنان عبر منعه “النصرة” و”داعش” من تحقيق أي تمدد، خارج إطار جرود السلسلة الشرقية الخالية من المدنيين.
ثالثاً: نسأل الذين يغالون في فبركة الاتهامات وتلفيق الأكاذيب عن قرار سياسي لبناني سنة 2014 منع الجيش من حسم المعركة، إن كان منع أيضاً “حزب الله” من القيام بتطهير الجرود كما فعل اليوم في عرسال، في حين ذهب “حزب الله” إلى سوريا وغير سوريا على قاعدة “حيث يجب ان نكون سنكون” ضارباً بعرض الحائط توقيعه على “إعلان بعبدا” الذي كان أول من طالب به.
رابعاً: ان قيادة الجيش المعروف تاريخها وتاريخ قادتها الناصع في اجتياز كل ألوان الخطوط وخروجها منتصرة، من جرود الضنيّة إلى نهر البارد وعبرا وصولاً إلى فجر الجرود، لم تكن لتتأخر لحظة عن القيام بأي عملية عسكرية لاستعادة أسراها، بعد توافر الظرف الملائم وتأمين كل الشروط والمستلزمات للقيام بعملية عسكرية ناجحة.
خامساً: عهد الجيش اللبناني ان يخرج منتصراً للبنان بشعبه وجرحاه والشهداء، بعد القبض على العدو أو القضاء عليه، تماماً كما حصل مع بسام كنج (أبو عائشة) الارهابية في الضنية عام 2000 ومن ثم القضاء على غالبية مجموعة “فتح الاسلام” وأسر البعض الاخر في نهر البارد بقيادة شاكر العبسي الذي قُتِل بعد حين، مروراً بمعركة عبرا التي تمكن الجيش من القبض على غالبية عناصرها، قبل ان يكمل الأمن العام المشهد بقبضه على أحمد الأسير بعد عامين.
سادساً: كيف للدولة اللبنانية ان تقف متفرجة للمرة الثانية بعد خروج الارهابي ابو مالك التلي وعصابته، على عملية السماح للارهابيين “الدواعش” مغادرة الاراضي اللبنانية إلى حيث يختارون من دون أسرهم ومحاكمتهم أو القضاء عليهم، بعد التثبت من خبر استشهاد الأسرى العسكريين، تنفيذاً لاتفاق ثنائي حصل بين “حزب الله” والنظام السوري؟
سابعاً: كل ما تتداوله بعض صفحات التواصل تلبية لرغبات بعض المفبركين الحاقدين، في محاولة يائسة لتشويه صورة الشرفاء هو محض افتراء، هدفه النيل من فريق لبناني سيادي، رفض ولا يزال منطق الدويلة على حساب قيام الدولة القادرة وجيشها القوي القادر، وحرف الأنظار عن مشهد مقزز وغير مسبوق في تاريخ لبنان، تلتقي فيه جثامين الشهداء بموكب القتلة العائد إلى سوريا بسلام.. الرحمة والخلود لشهداء الجيش اللبناني المنتصر كل حين والعزاء للمؤسسة والأهالي الصابرين.