في إطلالة هي الثانية له في أقل من أسبوع، ورداً على المواقف التي صدرت إثر كلمته الأخيرة منذ أيام، بأنّ “حزب الله” يبتز الحكومة اللبنانية لتتصل بالحكومة السورية، وفق قوله، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة مساء الإثنين 28 آب 2017، مؤكداً أنّه لم يلزم الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع دمشق بشأن ملف العسكريين المخطوفين، وقال: لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر.
وأضاف: لا يمكن أن يقال عن “حزب الله” إنّه يبتز في قضية إنسانية وكل من قال ذلك إما جاهل أو عديم الأخلاق. لم نكن نحن ولا الجيش اللبناني في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد داعش نفسه في المربع الأخير، وعندما طرح داعش أمر التفاوض عرضنا شروطنا.
وتابع نصرالله: لقد طلبنا في تفاوضنا مع داعش أجساد كل الشهداء من كل الجنسيات، كما طلبنا في تفاوضنا مع داعش اطلاق سراح المطرانين المخطوفين والمصور الصحافي سمير كساب. جواب داعش خلال التفاوض كان بأنّ المطرانين ليسا لديه وأنّ لديهم الأسير المقاوم أحمد معتوق، موضحاً أنّه جرى رفض إطلاق سجناء لداعش من سجن رومية خلال التفاوض.
ولفت الى أنّ حزب الله رفض أيّ حل لا يكون البند الأول فيه كشف مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش، وقال: رفضنا تجزئة الحل في الجرود وأعطينا داعش ساعات فأذعنوا للشروط. بالمعنى العسكري والسياسي فإنّ ما حصل في الجرود هو استسلام لداعش، مشيراً الى أنّ المرحلة الأخيرة من إتفاق الجرود قضت بأن يجري تسليم الرفات والأسير.
وأضاف نصرالله: اتفقنا على إجلاء 670 مدنياً و26 جريحاً و308 مسلحين من داعش، وسنحتفظ بعنصر داعش الذي استسلم إلى حين كشف موضوع جثمان الشهيد عباس مدلج.
وتابع: قبل بدء معركة فجر الجرود توفرت معلومات بشأن مكان الجنود اللبنانيين عند نقاط التماس، وبعد إبعاد داعش عن خطوط التماس فتشنا المكان بحثاً عن الجنود اللبنانيين إلا أنّنا لم نتوصل الى نتيجة، واقتربنا من حسم معركة الجرود ولم نتمكن بعد من تحديد مكان العسكريين اللبنانيين، والمعركة كانت ستنتهي بحسم عسكري من دون معرفة مصير الجنود المخطوفين وكان الخيار هو الحل التفاوضي، وبالتالي لو ذهبنا الى حل عسكري لما تحدّد موقع الجنود اللبنانيين ولوقعت خسائر على الرغم من أنّها محسومة النتائج.
وقال نصرالله: لمن طالبنا بالحسم العسكري مع داعش نقول إنّنا وقفنا عند الإتفاق والتزمنا بالعهود، ولمن يريد الإنتقام من داعش ندعوهم للتوجه إلى من ترك الجنود اللبنانيين بيد التنظيم. طالبوا الحكومة اللبنانية ومجلس النواب بفتح تحقيق بمن ترك العسكريين لدى داعش، والجيش كان قادراً على تحرير جنوده لكنّ القرار السياسي الخانع ترك الجنود لدى داعش.
وأكد نصرالله أنّ أهداف عمليتي “فجر الجرود” و”وإن عدتم عدنا” تحققت بتأمين الحدود وإخراج داعش، معلناً أنّ عدد شهداء حزب الله في معركة الجرود 11 شهيداً وللجيش السوري 7 شهداء، وفق قوله. ولفت الى أنّه لا يوجد تلة ولا جبل ولا منطقة حدودية لبنانية يوجد فيها إرهابي تكفيري، مضيفاً: كما أنّ القتال في الجبهتين اللبنانية والسورية سهل المعركة كذلك فإنّ الانتصارات الأخرى سهلت المعركة.
وأشار الى أنّ هزائم داعش في البادية والرقة وحلب وحماة تركت آثاراً على قتاله عند الحدود اللبنانية السورية، معتبراً أنّ ما حصل في الجرود هو إنتصار عظيم، وقال: لقد أخرجنا الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري من لبنان، وكل يوم يثبت أنّ تنظيم داعش من صناعة الإدارة الأميركية، وداعش قدم الكثير من الخدمات للاحتلال الإسرائيلي. نحن أمام تحرير كامل للأراضي اللبنانية وتأمين الحدود مع سوريا بالكامل، معلناً انّ 28 آب 2017 هو تاريخ التحرير الثاني في لبنان والمنطقة سواء اعترفت الحكومة اللبنانية بذلك ام لم تعترف.
ولفت نصرالله الى انّ داعش هو مشروع إبادة لجميع الديانات والحضارات ومن يبكي على هزيمته الآن هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكداً أنّه لم يبق داعشي وتكفيري في تلة أو جبل أو حبة تراب لبنانية.
واعتبر انّ الحزين على الانتصار في الجرود هو من راهن على داعش وجبهة النصرة، لافتاً الى أنّ أهالي البقاع هم أكثر الناس سعادة في التحرير اليوم لأنّ مصدر تهديد الإرهابيين في الجرود إنتهى، وختم: المقاومة والشعب اللبناني سيحتفلون في هذا الانتصار يوم الخميس المقبل في مدينة بعلبك، لقد حققنا انتصاراً على جماعات قدم لها دعم إقليمي وعالمي وكوني، ونخرج اليوم منتصرين من ساحات المعارك مع داعش في لبنان وسوريا والعراق.