Site icon IMLebanon

زيارة السبهان… رسائل عديدة لأكثر من جهة!

تقول مصادر سياسية متابعة للوكالة “المركزية”، إنّ مساعي توطيد الحضور الايراني في لبنان التي زخّمتها زيارة مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري الى بيروت بعيد معارك جرود عرسال الاخيرة، ستستمر في قابل الايام، الا انّها ستُقابل بحملة مضادة لمنع انزلاق لبنان الى الملعب الايراني وإبقاء التوازن الداخلي قائما، ما يعني انّنا مقبلون على مرحلة “شد حبال” بامتياز.

وفي هذه الخانة، تصبّ جولة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان في لبنان. فالمسؤول السعودي، بحسب المصادر، جاء في هذا الظرف “الدقيق” الى بيروت حاملا رسائل عديدة الى أكثر من جهة. الرسالة الاولى محلية، وقد أراد فيها التأكيد ان الاحاطة والاهتمام السعوديين بلبنان مستمران، وان البلد الصغير، رغم كثرة الملفات الملتهبة في المنطقة، لم يسقط من قائمة الأولويات السعودية.

الا ان السبهان الذي لم يُعرف بعد ما اذا كان سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يسعى ايضا من خلال اتصالاته، الى استطلاع موقف لبنان الرسمي من المستجدات العسكرية والسياسية والميدانية التي حفلت بها الأيام القليلة الماضية، لنقل الصورة الى المسؤولين في المملكة، خصوصا ان هذا الموقف يمكن أن يؤثر في جملة ملفات “مشتركة” بين البلدين كالهبة السعودية للجيش اللبناني او التبادل الدبلوماسي بين البلدين.

في الموازاة، يريد الدبلوماسي السعودي من جولته اللبنانية توجيهَ رسالة الى ايران، في طياتها تحذير وتنبيه. فحملة طهران المتجدّدة لتعزيز حضورها في لبنان وتغيير قواعد اللعبة فيه، تعتبرها المملكة موجّهة ضدّها من جهة، لكن الاخطر انها تستهدف أيضا “الاستقرار” الذي ينعم به لبنان، والذي قد يسقطه إصرار ايران على فرض توجّهاتها على اللبنانيين. وبالتالي، لا بد من لجم الجمهورية الاسلامية وحلفائها في بيروت اندفاعتهم، حفاظا على الستاتيكو الداخلي الايجابي الذي يسيطر على الساحة اللبنانية منذ انتخاب العماد ميشال عون، رئيسا للجمهورية.

وتشير المصادر الى انّ حملة منع عودة النفوذ الايراني – السوري الى لبنان، سيضطلع بها بقوة أركان فريق 14 آذار السياسي. فهم، في الفترة المقبلة، سيتصدّون لمحاولات التطبيع مع دمشق كما سيكثفون ضغوطهم لبسط سيادة الدولة، وحيدة، على كامل أراضيها وعلى طول حدودها من الشمال الى الجنوب مرورا بالشرق، انطلاقا من أن ما حققته المؤسسة العسكرية من إنجازات في وجه الارهاب في جرود رأس بعلبك والقاع، يسقط كل ما كان يقال عن حاجتها الى منظمات رديفة تساعدها في مهمتها. وبالتالي، فقدت ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” صلاحيتها ولم يعد من مبرر لحمل أي فريق لبناني، السلاح، لا سيما بعد تحرير الجنوب وتنظيف جرود السلسلة الشرقية.

وليس بعيدا، تقول المصادر انّ السبهان تمنى على من التقاهم من فريق 14 آذار، وأبرزهم رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب السابق فارس سعيد، برصّ الصفوف أكثر، كون وحدتهم ضرورية لمواجهة محاولات اعادة النفوذ الايراني الى لبنان.