أكد اللواء اشرف ريفي أنها “ليست المرة الأولى التي تتآمر فيها هذه السلطة اللبنانية على العدالة والحقيقة، معتبرا ان إستقالة القاضي شكري صادر إستقالةً للسلطة”.
ريفي، وخلال حفل تكريم القاضي شكري صادر قال: “إنه العقل الإقصائي والقمعي، إنها رائحة الصفقات وتقاسم المواقع، إنه الإرتهان لمشروع الدويلة الذي فاق كل تصور”، وتوجه بالتحية الى المناضلين من القضاة الأحرار، قائلا “إثبتوا على موقفكم، فالتاريخ سيكتب ويشهد أنكم رجالٌ تستحقون الإحترام”.
ورأى انه من الغريب أن نجد أرباب الفساد وعديمي الإنتاج يعطون القضاة دروساً بالعطاء والإنتاج وهم الذين أنهكوا الدولة ببذخهم وترَفهم وسرقاتهم وفسادهم، مشيرا الى ان السلطة القضائية سلطةٌ مستقلة ولم يعد مقبولاً التعاطي معها بكيدية.
وأضاف: “لا تساوموا على كرامتكم وليكن سلاحكم الموقف ولا يغرَّنكم الموقع فهو الى زوال، ولا نُنكر أن الإصلاح مطلوب في القضاء لكن ما يحصل هو محاولةٌ مكشوفة لوضع اليد على السلطة القضائية، وليكن الرهان على القضاة الشرفاء وليبدأ الإصلاح بالمحاسبة الداخلية لأقليةٍ يعرف القاصي والداني أنها الأقرب للسلطة السياسية”.
واعتبر ريفي ان ثمةَ تلازم بين السلاح والفساد والسلاح يحمي الفساد، وان الفساد يغطي السلاح ولبنان يدفع الثمن، وقال: “بعد قراراتٍ أصدرها القاضي شكري صادر وجد أهل الحكم أن معالم صفقتهم ونتائجها المالية صارت في خطر وصادر صار عائقاً حقيقياً أمام إتمامها”.
وتوجه بالقول الى النائب سامي الجميل، فقال: “المشرِّف يا شيخ سامي بالخروج من الحكومة بعد فضائح النفايات يومها قلت لي “سبقتنا”، فقلتُ لك: “ناطرينك”، ولم يفت الأوان وهكذا كان، مؤكدا ان “منذ أيام إنسحب وزيران من جلسة للحكومة وظننا أن السبب هو الإعتراض على وقاحة اللاهثين نحو التطبيع مع سوريا وتضامناً مع شهداء التقوى والسلام.
وأشار ريفي الى انه قد تبيَّن أن سبب الإنسحاب هو خلاف مالي على مخصصات تخص أحد الوزيرين المنسحبَين، “، مضيفا “ليتهم إنسحبوا لمنع زيارة وزراء للنظام السوري أو حماية من أسَّس المحكمة الدولية. ليتهم يواجهون للحظة وصايةً أخطر من وصاية النظام السوري”.
ووجه التحية إلى شهيد لبنان بيار أمين الجميل، قائلا “عهد علينا تحقيق العدالة ومحاسبة القتلة”، لافتا الى اننا نعيش مرحلةً إنتقالية صعبة والدولة تكاد تسقط تحت نَير السلاح الذي هو مشروع هيمنة وغلَبة واستتباع للمشروع الإيراني، وفيما جيشنا يحرر لبنان من إرهاب داعش كان للسلاح غير الشرعي أجندة أخرى نٌفِّذت بالتنسيق مع النظام السوري.
وتابع: “في وقتٍ كان صراخهم عام 2015 يعلو رفضاً للتفاوض مع داعش والنصرة، قاموا بالتفاوض لحسابهم غير آبهين بمصير العسكريين، فقد رتَّبوا صفقة على حساب الشهداء ووفروا إنتقالاً آمناً لداعش وضغطوا لوقف المعركة فيما المُفترَض أن يُعتقل الإرهابيون ويُساقوا إلى المحاكمة، هذه المسرحية التي مرَّت تحت أنظار الحكومة النائمة في حضن الوصاية هي أبلغُ ترجمةٍ لخطورة الدويلة على الدولة”.
وتوجه للجيش بالقول: “في هذا اليوم الحزين الذي نستعيد فيه رُفات الشهداء نقول للجيش وحدك تحمي لبنان ونحن كلبنانيين دائماً الى جانبك”، مشيرا اللى ان مشروع الدويلة مصيره السقوط فلا أحد أكبر من الدولة ولا أحد قادر على تغيير هوية لبنان العربية.
وشدد ريفي على ان المبادرة الوطنية الإنقاذية والإصلاحية التي أطلقناها باتت على عاتق الجميع ومن مسؤولية الجميع فلنبادر ولنتقدم”، وقال: “نعم نريد مبادرةً تؤكد على إتفاق الطائف والدستور والعيش المشترك والقرارات الدولية التي تحمي لبنان على طول حدوده، نعم نريد مبادرةً وطنية تقف بوجه مشروع السلاح وتواجه الوصاية الإيرانية، نعم نريد مبادرةً تعطي النموذج عن بناء الدولة الحقيقية فليس قدَر لبنان أن يحكمه الفساد والسلاح”.